TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(خسران كير بسامير)

هواء فـي شبك :(خسران كير بسامير)

نشر في: 13 فبراير, 2010: 08:57 م

عبدالله السكوتي يحكى ان شخصاً صنع قاربا صغيرا من النوع (المشحوف)، ويصنع من الخشب ويطلى بالقار بعد ان يثبت بالمسامير الغليظة فاراد شخص اخر ان يحمل في هذا المشحوف حمولة اكثر مما يتسع، حيث يعرضه للغرق، ولما سمع صاحب المشحوف ذلك قال ماذا يهمه (خسران كير بسامير).
لم يحسم امر استبعاد المجموعة التي ذهبت اسماؤها الى هيئة التمييز، لتبدأ المزايدات الداخلية والخارجية وليتكهن من يتكهن بوقوع المآسي والحروب، ما دام بعض المعوجين يطيعون اسيادهم في الخارج، فأن هذا البلد لن يستقر، حيث بدأت دول الجوار بالتدخل، فقسم ينادي بالاجتثاث وعدم العدول عنه والقسم الاخر يدين على الفضائيات قانون المساءلة ويتهمه بشتى التهم ونحن ننتظر فرج الله، لا نريد ان نضع حلا لمسألة عراقية بدأنا بها ثم القينا حبلها على غاربه ثم ننتظر وننتظر؛ لقد سبق ان قلنا ان الحل عراقي ويمكن ان يكون على اساس التوافق وهو افضل الصيغ مع اخراج من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين والذين مازالوا يهرجون ويدعون للدكتاتورية بالعودة. ومع ان الذي حدث ان القانون وقف وقفة، والسياسيين وقفوا وقفة اخرى، وهناك التطرف وقف هو الاخر بين الوقفتين وتوقع اخرون حدوث خروقات امنية وايقاظ الخلايا الارهابية النائمة لندخل من جديد في نفق التناحر والانشقاقات. ان أي خلل يحدث في العملية السياسية يخدم الارهاب وسيعود بنا الى نقطة البداية وستكون الانتخابات المقبلة اصعب ما يكون. اكيد ان الدول المحيطة بالعراق لم تخسر فيه لاقير ولا مسامير ويبقى الامر متعلقا بالعراقيين حيث دفعوا ضريبة الحرية وضريبة الديمقراطية ولم تزل الدماء ندية تنادي ان حافظوا على هذه التجربة من خلال اجتثاث المجرمين، وليكن الحكم صناديق الاقتراع، كي لا نحيد في تجربتنا الثانية عن مفاهيم الديمقراطية ونعاود السير في ظلال الامس القاتمة، فهل من الممكن ان نأتمربأوامر خارجية وتتنازع داخلنا القوى واحدة تريد هذا والاخرى تريد ذاك ونحن نسير بالاتجاه المجهول لنصل الى الانقسامات وبعدها سيكون كسر العظم لا سمح الله وحينئذ لا ينفع الندم وسيضيع ما بنينا في السنين الماضية. الشراكة ضرورية ومهمة كي لا ندع مجالا لدفع ثمن مخالب الديكتاتورية مرة ومرة حين استبشرنا بالديمقراطية ، وجل ما نخشاه ان المتصيدين بالماء العكر سيعودون لتزييت بنادقهم من جديد ناظرين ان الفرصة سانحة لذلك وسنعود من جديد نطارد القاعدة والحركات المتطرفة وسنعطي فهما سطحيا عن تجربتنا التي يجب ان تستوعب الكثير. ليس الناس بمستوى واحد من التفكير علينا ان لا ندع اصحاب الفهم السطحي يشحذون سيوفهم وان لا ندعهم وراء ظهورنا للخطابات المتلفزة التي تعطي الحماسة باسم الطائفة والمذهب لنسير من بعد هذا معصوبي الاعين نحو هدف يراد لنا وليس نحن نريده.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram