TOP

جريدة المدى > سينما > التسول بين رفض المواطن وصمت الحكومة

التسول بين رفض المواطن وصمت الحكومة

نشر في: 14 فبراير, 2010: 06:19 م

نورا خالدتتعالى الأصوات بين الحين والآخر من قبل المواطنين مطالبة الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية للحد من ظاهرة التسول التي باتت من الظواهر المستفحلة في مجتمعنا. فإن المتجول في بغداد يرى شحاذين من مختلف الأعمار والأجناس عند تقاطعات الشوارع يطرقون نوافذ السيارات، طلبا للمساعدة وهم يحملون أطفالا صغارا،
 ومنهم من يقف عند أبواب المحال التجارية تربصا بالمتبضعين، وهناك آخرون يدخلون مباني الكليات والجامعات وحتى دوائر الدولة، يطلبون من المارة التصدق عليهم بالنقود تحت أعذار وحجج مختلفة، دون أن يمنعهم أحد، والطفل والرجل والمرأة في ذلك سواء. على الرغم من ان هذه الظاهرة قديمة بقدم الشعوب، فقلما نجد شعبا يخلو منها ، إلا ان ما يجذب النظر في مجتمعنا هو ازديادها بشكل لافت وامتدت لتصل إلى الأطفال الصغار دون سن البلوغ ممن ألقت بهم ظروف الحياة الصعبة التي يعيشونهـــــــــا الى الشارع، فتراهم ينتشرون ما بين السيارات والإشارات الضوئية ، يمتهنون التسول المتستر في أشكال مختلفة فمنهم من يمسح زجاج سيارتك، ومنهم من تراه وبمجرد وقوفك في الإشارة الضوئية يطل بوجه طفولي متسخ في اغلب الأحيان يحمل بعض السلع البسيطة كالبسكويت والعلكة لبيعها لك بإصرار لا يخلو من توسل،حتى أصبحوا معرضين لكل أنواع الأمراض الاجتماعية وللإهانة والاعتداء أيضاً.أطفال يهيمون في الشوارع سعيا  منهم لتأمين قوت يومهم، وتـــــــــــوفيـــــر متطلبات أسرهم بطرق مختلفة.  نعتقد ان حرمان الأطفال من حقوقهم بالتعليم والحياة الكريمة وإدخالهم في عالم بعيد كل البعد عن عالمهم يفقدهم حسهم الطفولي ويكسبهم عادات شاذة وتصرفات لا تنسجم وطفولتهم البريئة، فالأطفال مكانهم الطبيعي في بيوتهم ومدارسهم وعالمهم الجميل البريء وأحلامهم البسيطة الصغيرة وبين ألعابهم الطفولية وليس في الشارع مع المجرمين واللصوص، هذا الأمر والذي هو نتاج الأزمات والحروب التي مر بها المجتمع العراقي والتي راح ضحيتها الكثير من معيلي عوائلهم يتطلب وقفة جادة من الجهات ذات العلاقة للعمل على دراسة هذه  الحالة ووضع الحلول المناسبة لها. ولا نخفي دور منظمات المجتمع المدني في نشر الثقافة وتوجيه المجتمع والعمل من خلال التركيز على حقوق الطفل واحترام كرامته وحقه في العيش ضمن أسرة طبيعية توفر له الحاجات الأساسية.فلو كانت هناك إجراءات حكومية واجتماعية جادة لمعالجة الأمر هل كنا سنجد كل هذه الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين يمارسون التسول في كل ركن من شوارع العاصمة بغداد؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram