حازم مبيضين مثل ما كان منتظراً فان حركة حماس هددت بالويل والثبور وعظائم الامور بعد اغتيال محمود المبحوح القيادي العسكري فيها في أحد فنادق دبي الفخمة, وكأن قيادة هذه الحركة استمرأت هذا التهديد وتعودته بعد كل عملية اغتيال تطال واحداً من قادتها من يحيى عياش إلى الشيخ المؤسس أحمد ياسين وليس انتهاءً بعبد العزيزالرنتيسي,
ولم يتوان قادة هذه الحركة عن إعلان احتفاظهم بالتوقيت والمكان المناسبين للرد المدوي المنوي تنفيذه رداً على تلك العمليات التي لم نسمع بعد عن واحد منها, وربما يجدر بنا الانتظار طويلاً قبل أن تكتشف القيادة الحماسية أين ومتى سيأتي ردها. وكان حرياً بهذه القيادة الاجابة عن مجموعة من التساؤلات من بينها إمكانية الاختراق، وعدم وجود مرافقين له وسفره بجوازه الفلسطيني وماهية الاحتياطات الأمنية المتخذة قبل سفر قيادي معروف سلفاً أنه مطلوب بشدة لاجهزة الامن الاسرائيلية. من تحت أسوار الكرملين توعد الشيخ خالد مشعل بعملية عسكرية انتقاما للمبحوح, ولم تكن الجغرافيا في مصلحة هذا التهديد, ولعله نسي التحولات التي طرأت على التفكير الروسي, وتخيل أن ستالين ما يزال سيداً في موسكو وعموم الاتحاد السوفيتي وأن كلمته ما تزال نافذة في دول المنظومة الاشتراكية, واعتبر شيخنا أن هذا الرد ليس حقاً وحسب وإنما هو واجب, تتعهد حركته بتنفيذه, في نفس الوقت الذي تؤكد فيه أنها ستعترف بدولة إسرائيل بعد قيام الدولة الفلسطينية, بعد اللجوء الى استفتاء شعبي على هذا القرار, ولعله نسي مجدداً أن معظم دول العالم وعلى رأسها روسيا لا تعترف باسرائيل فقط, وإنما تصر على بقائها الدولة الاقوى في المنطقة.رئيس المكتب السياسي لحماس ما يزال يتحفنا بتصريحاته عن حرص حركته على ألا تكون جزءا من الخلافات الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط وأيضاً حرصها على إيجاد تقارب بين الأطراف العربية والإسلامية في ستراتيجية واحدة ضد إسرائيل, ولعله يراهن هنا على فقداننا الذاكرة والوعي لننسى شكل تبعيته للسياسات الايرانية, ولا نقول تحالفه مع طهران, وهي تبعية استدعت الاساءة للعلاقة مع مصر وفتورها مع السعودية وانقطاعها مع الاردن, هذا إن تجاوزنا محاولات اختراق هذه الساحات بالتعاون مع تنظيمات الاخوان المسلمين في هذه الدول.تدخل امارة قطر وتوسطها بين حماس وشرطة دبي لعقد لقاء مباشر بهدف كشف خيوط عملية اغتيال المبحوح, بعد أن كان لتدخلها أثر حاسم في الإفراج عن جثته بعد تسعة أيام على مقتله، دليل شديد الوضوح على انخراط الحركة في التحالفات الاقليمية التي تسعى لتحجيم الدور المصري تحديداً إزاء القضية الفلسطينية لصالح دور ايران, وفي الوقت نفسه فان إمارة أبو ظبي وباعتبارها العاصمة الاتحادية تريد تولي زمام الملف، لمنع تزايد نفوذ الدوحة طهران ومنع تحول دولة الامارات الى ساحة صراع نفوذ, بين القوى الاقليمية والدولية وتكون حماس لاعباً رئيسياً فيه. rn rn
خارج الحدود: حماس وسياسات التهديد المستمرة
نشر في: 14 فبراير, 2010: 06:25 م