TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > ضرر المال في كثرة التفكير به!

ضرر المال في كثرة التفكير به!

نشر في: 15 فبراير, 2010: 04:51 م

ترجمة / عادل العامليروي إريك لونيرغان، عند نهاية بحثه المعتبر المتعلق بالمال، الصادر حديثاً( المال ــ فن العيش Money Art of Living)، كيف أن أوراق أو بطاقات بوكيمون Pokémon، و هي هوَس محيّر من اليابان، تحولت تلقائياً إلى عملة في ملعب مدرسة ابنته. فقد راح الاطفال يتبادلون البطاقات المبحوث عنها من أجل الحصول على الطعام أو الدمى.
 و سرعان ما ظهر سلوك شبيه بالفقاعة bubble ( أي الازدهار السريع القصير الأمد ) . و كان التلاميذ الأكبر سناً يسلبون التلاميذ الأصغر غير المصقولين بعد للاحتفاظ بالبطاقات المسلوبة. و راح الأطفال يشترون المزيد من البطاقات بتسليف مقدم من آبائهم. و في نهاية الأمر، أصبح مدير المدرسة مضطراً للتدخل و تحريم هذه المقايضة. و مهما كان الشكل الذي يتخذه، فإن استخدام المال كوسيلة تبادل يبدو شائكاً؛ و كذلك قدرته على تشويه السلوك الإنساني باستمرار. فكيف يمكن للمال أن يجعل العالم يدور و يتحرك، ويكون في الوقت نفسه أصلاً للشر؟ يوضح لونيرغان، و هو رجل مفكر و مدير تمويل وقائي في لندن، أن المال يُساء فهمه إلى درجة كبيرة. فالمعتقد على نطاق واسع أنه يُفكك الروابط الاجتماعية، مع أنه يرعى اعتماد الناس بعضهم على البعض الآخر. فهو يمكّن الناس الذين قد لا يتقابلون وجهاً لوجه أبداً من مقايضة أحدهم الآخر. و لا فائدة منه في عالم من دون قوانين، أو حقوق مِلكية أو ثقة بالمؤسسات. فالمال يعتمد على المجتمع، و يقوم بتقويته. و من الهُراء بالدرجة نفسها النظر إلى الادخار كنشاط فاضل جوهرياً و إلى الاقتراض كنشاط مثير للشك بصورة أساسية. فادخار أحد الأشخاص يمثّل اقتراض شخصٍ آخر (و هو أيضاً السبب في أن من المستحيل بالنسبة لكل البلدان أن تدير الفوائض التجارية). و المال الذي يودعه الناس في حساباتهم الجارية هو نفسه قرض للبنك، الذي يستخدمه لتوفير تسليف أو ائتمان للأسر و الشركات. و الادخار و الاقتراض تعاملان يقوم بهما الناس بأنفسهم مستقبلاً. فالادخار يمكِّن الناس الأكبر سناً من أن يكون لهم دخل حين لا يعودون إلى العمل. و يؤكد لونيرغان أن أسواق السلع و أسواق السندات لا توجد في المقام الأول من أجل التمكين من حصة فعالة من رأس المال و إنما لإعطاء الناس طريقة لتنويع مدخراتهم عبر الكثير من الشركات المختلفة. و يسمح الاقتراض للناس الأصغر سناً باستهلاك شيء ما الآن و التعهد بالتسديد على مدى فترة مستقبلية معينة. و الكثير من أولئك الذين يعِظون ضد مساوئ الرأسمالية لديهم رهون عقارية. و يأخذ لونرغان وقتاً في مناقشة الطرق المتنوعة التي يمكن للمال أن يحرف بها السلوك ، عن طريق التأثير في إحساس الناس بالوضع و التقدير الذاتي و عن طريق تغذية فقاعات في الممتلكات مثل الأراضي أو العقارات. فمن الواضح أن رفع الثروة ليس كالتقدم الأخلاقي، كما يقول، غير أن فِكَره الأكثر أهميةً هي تلك التي تجري ضد تحليل الذات لما بعد الأزمة (أي امتحان المرء ضميره و بخاصةٍ في ما يتصل بالدوافع و القيم). إن بطاقات الائتمان ليست فقط دعوة للزيادة، و إنما أيضاً شكل للضمان ضد النواقص في النقد ( cash). و تعليم قلة من مخالفي القانون درساً من أجل منع مجازفة أخلاقية ــ بترك مصارف تفشل مثلاً ــ هو أمر يتّسم بالبلاهة إذا كانت التكاليف تُفرَض على كل واحد. و طبع النقود و تحويلها مباشرةً إلى حسابات الناس المصرفية طريقة معقولة تماماً لمعالجة خطر الانكماش. و يستنتج لونرغان، بحياءٍ إلى حدٍ ما، أن المال سوف يسبب ضرراً أقل إذا لم يفكر به الناس كثيراً هكذا. و هو، بهذا الكتاب الصغير و المفعم بالتنبيه و الحذرمع هذا، يستثير رد الفعل المعاكس بالتأكيد. The Ecomomist

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بغداد قد تتراجع عن قرار سحب القوات الأمريكية: عربون الصلح مع ترامب!

دعوات الإصلاح والتغيير تتصاعد.. هل تبدأ بغداد رحلة التعافي؟

10 آلاف عقد في الإقليم يواجهون "مصيراً مجهولاً"

فورين بوليسي: الإحصاء كشف عن ثروة أيدي عاملة في العراق

الوزارة توضح سبب زيادة انقطاع التيار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram