ترجمة / المدى الاقتصاديالتحق العراق بمبادرة عالمية للشفافية مؤخراً في طلبٍ للتخلص من سمعته كدولة مبتلاة بالفساد و سوء استخدام ثروتها النفطية الهائلة. و العراق الآن، و هو في المرتبة الخامسة من أسفل قائمة منظمة الشفافية الدولية للفساد التي تتضمن 180 دولة، في عملية جارية للتوقيع على اتفاقيات مع شركات نفط أجنبية، يأمل أن تنقله إلى وضع منتج رئيس.
و قد وقّّع العراق على ( مبادرة شفافية الصناعات المستخلصة )، التي تنشئ معياراً عالمي النطاق للشفافية في مجالات النفط، والغاز و التعدين للدفع بالشركات إلى كشف ما تدفعه كضرائب و بدلات إلى الحكومات، من أجل كشف تسلّمها لمثل هذه المدفوعات. " و إننا اليوم نعلن أن العراق يلتحق بمبادرة الشفافية، التي تتعامل مع النفط و الغاز، وهما أهم موردين في العراق "، كما قال رئيس الوزراء نوري المالكي في خطاب إلى مسؤولين حكوميين، و ممثلي مصارف عالمية ، و جماعات أخرى. وتصف منظمة مبادرة الشفافية نفسها، وقاعدتها في أوسلو بالنرويج، بأنها ائتلاف من جماعات مجتمع مدني، و شركات، و حكومات، و منظمات دولية و زوّار يركزون جميعاً على الحكم الرشيد في البلدان الغنية بالموارد. ويعتمد العراق، الذي أنهكته سنوات الحرب و العقوبات، على 90 بالمئة من الدخل الحكومي ويتعاقد الآن مع شركات عالمية كبيرة لتجديد بنيته التحتية النفطية المهمَلة و تطوير بعض أكبر حقول النفط المتبقية في العالم لديه أملاً في أن يُصبح منتجاً طليعياً. ويمتلك العراق ثالث أكبر احتياطي نفطي، لكنه حالياً المنتج الأكبر الحادي عشر فقط، وباستطاعة الاتفاقيات الموقَّع عليها مؤخراً أن ترفع الانتاج اليومي من 2.5 مليون برميل في اليوم إلى قرابة 12 مليون برميل في اليوم خلال ست سنوات. و كما قال وزير النفط حسين الشهرستاني " فإن وزارة النفط تتدبر أمر معظم الأعمال الجارية في البلد و 90 بالمئة من الميزانية يأتي من هذه النشاطات، و هكذا فإن هذا أحد أسباب اهتمامنا بالالتحاق بهذه المبادرة ". وباعتباره عضواً في هذه المنظمة، فإن العراق سيكون مطالَباً بإصدار تقارير سنوية بخصوص إنتاج النفط الخام و الدخل، وسيكون على شركات النفط العاملة في البلد أن تقدّم تقارير بشأن الإنتاج، و قال مسؤولون إنهم يتوقعون أن يُصبح العراق عضواً دائماً في آذار المقبل. وقال المفتش العام لوزارة النفط علاء محيي الدين للمراسلين: " إننا نريد الالتحاق بهذه المؤسسة لإصلاح سمعة العراق، و الحكومة العراقية المتضررة عالمياً، كبلدٍ مليء بالفساد ". إن العراقيين يشكون بمرارة من الفساد الحكومي الذي يوجهون إليه اللوم بسبب الحالة البائسة للكهرباء، و الماء، و خدمات أساسية أخرى. و قال محيي الدين إن الحكومة تريد أن تقضي على عمليات التهريب التي تقوم بها عصابات منظمة جيداً و سرقة النفط الخام العراقي، و قد قررنا أن نضرب بقبضةٍ من حديد أيَّ واحدٍ يُلقى القبض عليه و هو يهّرب النفط العراقي. عن / The newyork times
العراق المبتلى بالفساد .. و الشفافية الدولية
نشر في: 15 فبراير, 2010: 04:52 م