اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حيّا التراث والمعالف: مدارس مكتظة بالطلبة ومياه الشرب تنقلها انابيب ملوثة!

حيّا التراث والمعالف: مدارس مكتظة بالطلبة ومياه الشرب تنقلها انابيب ملوثة!

نشر في: 15 فبراير, 2010: 05:03 م

بغداد/ شـاكـر الميـــــاح تصوير/ سعد الله الخالديطوال شهرين مضيا كانت (المدى) تجوب أرجاء وحارات ومنعطفات وأزقة أحياء سكنية مكتظة بالسكان اطلقنا عليها حملة  (حزام الفقر) عن الأحياء التي  تقع شرق رصافة بغداد وتحديدا خلف السدة الترابية، ذلك الاثر البغيض الذي يذكرنا بالكوارث والنكبات الطبيعية التي عصفت ببغداد العلم والمعرفة والثقافة والإبداع والوعي والتحضر، احياء (طارق، والمنتظر، والسفير، والحميدية، والنصر، وأم الذبان، والسبع قصور،
 والطفل موسى الذي  قضي وهو في ربيعه الأول بعد إصابته بالحمى بست ساعات، ثم ذهبت  (المدى) إلى ابعد من هذا، فكانت وجهتها (المدائن)، ولكي نستكمل استدارة الحزام حول خصر عاصمتنا المترهل انتقلنا إلى كرخها وكانت البداية من  حيي (التراث والمعالف).حيان لا صلة لهما  بالمعالف (جمع معلف وهو المكان الذي يعد لاطعام الخيول والحمير)، ولا بالتراث، فالأول لا يحتاج الى عبقرية لتكشف عن كنهه، والثاني تجسيد لبؤس تراثنا المترع بالخراب وربما البداوة، فاحترت من اين ابدأ؟ من التراث ام من المعالف؟ ذلك لان المعالف هي جزء من تراثنا الحياتي اليومي يوم كانت الابل والخيول والحمير واسطات النقل الوحيدة لابائنا واجدادنا وما قبلهم، اما الان وقد قطعت الحضارة المعاصرة والمدنية اشواطا لا يمكن وصفها مهما اوتينا من البلاغة والفصاحة، لانها متغيرة. سؤال دهمني وانا في خضم انثيالات مقارناتي بين الامس المنصرم بقضه وقضيضه، واليوم القائم بحاضره وواقعه، حينما اجتزنا تقاطع الدرويش متوجهين نحو حيي التراث والمعالف. لم نسم الاشياء بغير واقعها الحقيقي، فاذا اتفقنا على أن حي التراث يمثل الرغبة في تواصلنا مع تراثنا التاريخي فيا بؤس هذا التواصل، لأنه متخلف ويفتقر لابسط الخدمات البلدية والصحية والتربوية والبيئية، والحقيقة تصرخ باعلى صوتها: حي التراث تشكيل سكني ينتمي الى بدايات القرن الثامن عشر مع ان منازله مشيدة بالطابوق والاسمنت.منازل، ربما اثقلت كواهل اصحابها ماديا، فكل دار وكما زعم الكثيرون ممن التقيتهم تمثل وطنا، ولكن ما معنى هذا الوطن اذا كانت السلطة الممسكة بمقاليد الامور لا يعنيها امر أبنائه؟.الاجابة جاءت على السنة المواطنين.rnبلا كهرباء منذ القرن الماضي صاحب صالون الحلاقة الشاب امير جعفر قال: حي التراث يفتقر الى شبكة للصرف الصحي، التي أنشئت في الشارع الرئيسي فقط  والذي لا يزال ترابيا لم تصل إليه يد الأعمار بعد.فيما قال المواطن ابو سارة: المحلة 837  وتحديدا الزقاق 92 والأزقة الملحقة به محرومة من الكهرباء منذ تسعينيات القرن المنصرم، وليس فيها عمود واحد للكهرباء، ومحرومة أيضاً من التبليط وشبكة مياه الشرب، ما اضطر المواطنين الى سحب المياه من مناطق بعيدة جدا وبالأخص من منطقة المائة دار عبر أنابيب بلاستيكية (صوندات) التي هي غالبا ما تكون معرضة للتكسرات والقطوعات ولكم ان تتصوروا معاناتنا جراء افتقار حي التراث الى شبكة لمياه الشرب ناهيك عن الخسائر المادية التي يتعرض لها المواطن بشكل يومي بسبب هذه القطوعات، وعن الواقع التربوي ذكر أبو  سارة بان المنطقة تشتمل على ثلاث مدارس، ابتدائية، ومتوسطة، وإعدادية، وهي بالتأكيد لا تستوعب الأعداد المتزايدة للطلبة، سيما طالبات الإعدادية اللواتي يضطررن للذهاب الى الثانوية الموجودة في شارع البدالة الذي يبعد عن المنطقة بحدود ثلاثة كيلو مترات، وعن الجانب الصحي قال: يوجد مستوصف واحد في حي الأعلام وآخر في حي التراث، في الوقت الذي يفتقر فيه حي المعالف إلى أي مستوصف او مركز صحي، الأزقة ومنذ التسعينيات لا  تزال ولحد الآن ترابية، مغبرة صيفا وموحلة شتاءا. خلال تجوالنا في المنطقة كنا نشاهد المستنقعات والأوحال والأطيان تستوطن الأزقة وتغطي الفراغات الموجودة بين البيوت.rnمياه شرب بـ(الصوندات)!المواطن عون محمد عبد الحسن الذي يعمل كاسبا قال: اسكن في هذا الحي منذ تسع سنوات ومنذ ان وطأته قدمي والى اليوم لم نحظ بابسط الخدمات سواء كانت بلدية أم إنسانية، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نجهز بيوتنا بمياه الشرب عبر (الصوندات).* هل زاركم احد المسؤولين واطلع على أوضاعكم الخدمية؟ - لم يزرنا اي مسؤول حكومي ومن اي مستوى كان، انظر الى هذه الساحة المغمورة بالاوحال والاطيان، وانظر الى اولئك الأطفال الذين يلهون وسطها (عون كان يحدثنا وهو يزود مولدة كهربائية من النوع المتوسط فسألناه عن سعر الأمبير الواحد فقال: هو بعشرة الاف دينار ونشترى الوقود من السوق السوداء)، ويسترسل قائلا: حي المعالف أضحى أفضل حالا من التراث، لتوفر بعض  الخدمات كالكهرباء والماء.rnحي التراث والطفولة الضائعة على مقربة منا كانت هناك مجموعة من الأطفال يمارسون ألعاباً شتى سألنا احدهم واسمه كاظم كريم عن دراسته  الذي قال: انا طالب في الصف الثالث الابتدائي في مدرسة اكد الابتدائية، التي يضم الصف الواحد فيها اكثر من خمسين طالبا.،زميله مصطفى في الصف الرابع مدرسة سومر الابتدائية ذات الدوام المزدوج ذكربان الصف الواحد في  مدرسته يضم 41 طالبا. مجموعة اخرى من الاطفال كانت تلهو على مبعدة من المجموعة الاولى سألنا اكبرهم سنا، هكذا بدا لنا اسمه سجاد الذي اخبرنا بانه وزملاءه لم يسجلوا في المدارس فهم يساعدون ذويهم في توفير لقمة العيش

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram