TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مكاشفة: المستشفى الغائب

مكاشفة: المستشفى الغائب

نشر في: 15 فبراير, 2010: 05:07 م

كاظم الجماسي يذكر العراقيون من المسنين كيف ان الملك غازي افتتح بمهرجان كبير حضرته معظم الممثليات الدبلوماسية انذاك، مستشفى متخصصاً حديثاً يسع مائتي سرير لرقود مرضى التدرن(HP ) والأمراض السارية، وقد كان الاول من نوعه في الشرق الاوسط قاطبة، وشكل في حينه معلما سياحيا يقوم في فضاء تحيطه الخضرة من كل جانب، فبدا منتجعا يبهج النظر للمرضى وزائريهم على حد سواء.
 وكان يحلو للملك كلما قدم زائر رفيع المستوى الى البلاد يصطحبه الى حيث بناية المستشفى الذي سمي في حينه(مستشفى ابن زهر) متباهيا بحداثة وجمال هيكله وحداثة تأثيثه واجهزته، مثلما يذكره كتاب تاريخ الطب في العراق. وعلى وفق ذوي الشأن يتصف مرض التدرن حين يصل الى مستويات عالية من مراحل اشتداده، بخطر وبائي عام يجب ان يواجه بجهد وطني ملحوظ لئلا يصبح وضعه كارثي خارج السيطرة، ولذا سعت دول العالم الى بناء وتهيئة عشرات المستشفيات من اجل الاقتدار والسيطرة ساعة حدوث المحذور، في الوقت الذي ألغى النظام البائد وظيفة ذلك المستشفى اليتيم وحوله الى مختبرات ومصانع لأسلحة (التدمير الشامل)...، وبعد زوال فقاعة تلك الأسلحة الوهمية ضد العالم والحقيقية ضد شعبنا المبتلى، ظلت أسلحة الأوبئة تسرح وتمرح من دون حسيب من دولة او رقيب، ومنذ اوائل ثمانينيات القرن المنصرم وحتى اليوم ،اي ما يقرب الخمسة والعشرين عاما كاملات، حيث جيشت أجهزة الحكومة من اعلى هيكليتها إلى اصغر وحدة فيها، ومفاصل المجتمع من اكبر وحدة فيه الى اصغر وحدة، وقودا لمحارق الطاغية المقبور، فكيف يمكن الالتفات الى محاربة الأوبئة والأمراض السارية، فضلا عن العناية بصحة المواطن الاعتيادية.يخبرنا مدير عام المركز التخصصي للامراض التنفسية والصدرية، ورئيس الجمعية الوطنية لمكافحة التدرن الدكتور ظافر سلمان هاشم في لقاء اجرته المدى قبل فترة معه، ان لاوجود لافي العاصمة ولا في المحافظات لأي مستشفى متخصص بمعالجة مرضى التدرن، والموجود فقط سرير في كل مستشفى في العراق مخصص فقط للحالات المتقدمة جدا من الإصابات بالتدرن، وتقوم المراكز الصحية فقط بتوزيع العلاجات الخاصة بالمرضى من دون إيواء لهم.. وذكر المركز الإحصائي للجمعية المذكورة ان العراق شهد أواخر الثمانينيات ردة معاكسة في مدى انتشار المرض، بعدما انحسرت الإصابة به أواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات حتى عد العراق من الدول الخالية منه. واليوم اذ نخطو إلى أعتاب السنة السابعة بعد انعطافة 9/4 التاريخية، وعلى الرغم من انقضاء تلك السنوات العجاف ولكن الحبلى بالتغيير، لم يحظ المواطن ولو بإلتفاتة صحية تتناسب وحجم المخاطر الداهمة للامراض المعدية، ما يجعلنا نتساءل هل بلغت حياة الانسان العراقي في عيون مسؤوليه هذا الرخص المريع؟!kjamasi59@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram