TOP

جريدة المدى > سينما > تسرب الطلبة من المدارس.. ظاهرة تنبئ باتساع رقعة الامية فـي البلاد

تسرب الطلبة من المدارس.. ظاهرة تنبئ باتساع رقعة الامية فـي البلاد

نشر في: 15 فبراير, 2010: 05:10 م

صفية المغيريواقعنا التربوي يحفل بكثير من الظواهر المعيقة لانسيابية العملية التربوية ولعل ظاهرة تسرب الطلبة من المدارس واحدة من اهم تلك الظواهر، ومعلوم ان أي نظام تربوي لا يمكن أن يتخلص منها نهائيا،وهذا يعني أن نسبة وجودها هي التي تحدد مدى خطورتها .ومن الملاحظ أنها منتشرة في جميع المراحل التعليمية وبصورة متفاوتة وفي جميع المدارس بغض النظر عن نوعيتها وموقعها.
وهذه الظاهرة ليست بالظاهرة الجديدة التي تعاني منها عملية التربية والتعليم ولا تقتصر على جنس دون الأخر أو على طبقة اجتماعية أو اقتصادية دون الأخرى ,لكنها تختلف من مجتمع لآخر ومن نظام تعليمي لآخر.وتسبب مشكلة التسرب ضياعا وخسارة للتلاميذ أنفسهم لان هذه المشكلة تترك أثارها السلبية في نفسية الطالب وتعطل مشاركته المنتجة في المجتمع،وبالتالي توصلنا إلى انخفاض المستوى العلمي للطالب . ولمعرفة أسبابها كانت لنا هذه اللقاءات مع عدد من المدرسين وأولياء أمور الطلبة، وبعض ذوي الشأن، فكان هذا الحديث: المواطنة (خلود احمد) مدرسة مادة الإحياء في إحدى المدارس المتوسطة في بغداد قالت : الأسباب كثيرة منها تخلي الإباء عن التزاماتهم ومسؤوليتهم تجاه أبنائهم ولأسباب كثيرة منها مسالة الطلاق وتفكك الأسرة وأيضا ضعف الوعي لدى الإباء بأهمية تعليم أبنائهم، إلى جانب القسوة في التعامل معهم من قبل أولياء أمورهم. وأيضا يعزا ذلك إلى أسباب أخرى منها الأسباب الاقتصادية التي تدفع الأطفال والطلبة إلى الانخراط في سن مبكرة في العمل وترك المدرسة بالإضافة إلى أسباب نفسية تعتري البعض من الطلبة تؤدي إلى تسربهم من المدرسة كعدم التأقلم مع أجواء المدرسة وضعف التركيز والذاكرة وصعوبة الحفظ،  وتشتت فكر الطالب والشرود في الدرس وكذلك النسيان إلى جانب عدم فهم الطالب مفردات المناهج التربوية.وأشارت المواطنة (سهيلة نجم) ام لأربعة طلاب: أن الظروف الاقتصادية التي مر بها البلد،لاسيما بعد عام 1991 (سنين الحصار) أدت إلى نزول العائلة إلى ساحة العمل وترك الطلبة الصغار دون رقابة أو محاسبة والى إهمال في مراقبة أبناءهم دراسيا،وأيضا لا نغفل مستوى الوالدين التعليمي والثقافي ونظرتهما إلى الدراسة ومواصلتها من قبل الأبناء،إذ كثيرا ما يكون الوالدان سببا في ترك الطلبة مقاعد الدراسة لاعتقادهم بعدم جدوى الدرس والتحصيل العلمي وعدم قناعتهم به،وان الأجواء الأسرية كثيرا ما لا تسمح ولا توفر الشروط اللازمة للدراسة لضعف الإمكانيات الاقتصادية وتكدس العوائل في دور صغيرة فاقدة الشروط لمنح الطلبة الأجواء اللازمة للدراسة،وقد ترفع الحاجة المادية إلى زج هؤلاء الطلبة بالعمل للحصول على مدخولات إضافية لعوائلهم لإعالة إفرادهم وكذلك تلبية احتياجاتهم الشخصية .بينما أوعزت الباحثة الاجتماعية (فاتن محمد) ماجستير (علم اجتماع) إلى أسباب هذه الظاهرة  : إلى ما يعانيه الخريجون من بطالة قد يعطي المثل السيئ لبعض الطلبة وحثهم على عدم مواصلة الدراسة لقناعتهم بان مصيرهم عدم التوظيف في دوائر الدولة بعد تخرجهم هذا ما يدفعهم إلى التوجه للورش لاكتساب خبرات عملية لمواجهة احتياجاتهم المستقبلية بعد أن عجزت الشهادة الجامعية عن منحهم الحافز لاستمرارية التعليم مع النسب العالية للبطالة المتفشية في صفوف حاملي الشهادات .  ولا نغفل هنا ما فرضته الأوضاع الأمنية المتردية التي مر بها البلد وما تسببت به من تهجير المئات والآلاف من العوائل سواء أن كان داخل العراق أو خارجه ومدى تأثيراتها السلبية على مستقبل العملية التربوية والتعليمية إذ حرمت الكثير من الطلبة على مواصلة الدرس والتحصيل العلمي بعد أن أجبرهم ذلك على عدم الانتظام في الدراسة وما أدى ذلك إلى عدم المواصلة في الدراسة في تلك السنين. بعض الطلبة لا يستطيعون الوصول إلى اقرأنهم في المستوى الدراسي بسبب ضعف القدرات العقلية إذ قد يكون الطالب بطيء التعلم أو قد يعاني من مشاكل صحية مثل ضعف البصر أو السمع أو صعوبة في النطق وبذلك لا يستطيع مواكبة المادة الدراسية وبالتالي يؤدي هذا إلى التسرب من المدرسة،  فالمدرسة هنا ليست صديقة للمتسرب لشعوره بالنفور منها لأي سبب كان مثل  عدم إحساسه بالانتماء إليها او بسبب صعوبة مادة معينة لم يفلح في فهمها،  وعدم توفر البيئة المريحة لديه لجذبه لإكمال دراسته وكلها أسباب طاردة للطالب من المدرسة . وبعد أن تعرفنا على بعض من أسبابها نتعرف على علاج هذه الظاهرة ومنها  يمكننا جعل المدرسة شيئاً محبباً في نفوس الطلاب أمرا غاية في الأهمية نظرا لما يمثله من دور مهم في التقليل من تسرب الطلاب من المدارس لذا وجب الاهتمام بالفروق الفردية في الدراسة وهي من ابرز المشكلات التي تواجه الطالب حيث نرى في أحيان كثيرة دراسة الطلاب لمناهج لا تتفق مع ميولهم ورغباتهم فتكون من أوائل أسباب كراهية المدرسة وقد تكون بعض المواد الدراسية سببا في ترك المدرسة نهائيا كما يحدث في بعض الحالات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram