طه كمرفي كل مسابقة رياضية هناك عوامل مهمة تعمل على نجاح المسابقة برغم قوة الاطراف المتنافسة فيها خصوصا في لعبة كرة القدم اللعبة الجماهيرية الاولى في العالم. ومن أهم هذه العوامل هو الجمهور الكروي الذي ان حضر بقوة سوف يقلب كل الموازين رأسا على عقب خصوصا ان كان من طرف واحد
وهناك تجارب عديدة على هذه الظاهرة لاسيما في دورينا المحلي وعلى مر الأزمان عندما يلعب احد الفرق الجماهيرية المعروفة الزوراء او الجوية او الطلبة او الشرطة في احدى المحافظات أصبحت نتيجة تلك المباراة محسومة لصالح فريق المحافظة برغم قوة وإمكانيات الفريق الجماهيري قياسا مع فريق المحافظة وهذا منذ زمن بعيد لكن اليوم لا توجد اي فروقات بين انديتنا جميعا فالجميع بنفس المستوى خصوصا أندية المحافظات مثل النجف واربيل ودهوك وكربلاء والميناء ونفط الجنوب وغيرها بحكم الخبرة المتراكمة لهذه الاندية في مسابقة الدوري الممتاز والتي تكونت جرّاء الجهد المتواصل لهذه الاندية واداراتها الداعمة لفرقها الكروية .من خلال هذا الموضوع أود ان أوضح للمتابع الكريم دورالجمهور الرياضي وثقله وتأثيره المباشر على فريق كرة القدم فالمباراة من دون الجمهور لا تحمل اية نكهة وتكون دائما دون سخونة بل نراها رتيبة لا تحمل معها اية ذكريات ممكن ان تجعلنا نتذكرها حيث للجمهور بصمة جميلة على مباريات كرة القدم برغم استفزازه بسهولة من قبل حكم المباراة او مراقب الخط او احد لاعبي الفريقين ما يجعله يخرج عن المألوف ويتصرف من دون وعي أو شعور بالمسؤولية وقد ينتج عن اثارته خصوصا من قبل حكم المباراة عندما يلغي هدفا لفريقه او يمنح خصمه ركلة جزاء ردة فعل عنيفة سواء بالاعتداء عليه او سبّ حكم المباراة ونعته بألفاظ نابية بعيدة عن الخلق وتصرفات غير مسؤولة كرمي الحجارة والقناني الفارغة على الحكم او على لاعبي الفريق الخصم ما يجعل الامور تسير بغير المعتاد وهنا تتحول المباراة الى شغب وعنف ويتدخل فيها رجال حماية الملاعب ومكافحة الشغب وبالتالي سيتعرض الجمهور الى عقوبة حرمانه من حضور المباراة التالية لفريقه وعدم مرافقته له ، وقد حدثت هذه الظاهرة في دورينا لهذا الموسم وقررت الهيئة المؤقتة حرمان جمهور اندية النجف وكربلاء والشرطة وزاخو من مرافقة فرقها في المباريات التي تلت حدوث الشغب وكانت مبارياتها من دون جمهور .نريد ان نوجه عناية الهيئة المؤقتة الى حالة كتبنا عنها الكثير وتحدثنا عنها بمناسبة ومن دونها وهي عزوف جمهورنا الكروي عن حضور المباريات التي اصبحت لا تحمل نكهة الدوري العراقي المعروف بجماليته من خلال الحضور الجماهيري الغفير وفي هذا الموسم بدأت تلوح بوادر الخير من خلال كسر جمهورنا العزيز حاجز الخوف والقلق اللذين يساورانه في حياته اليومية جرّاء الاحداث السياسية التي كادت تطيح برياضتنا لولا تحسن الوضع الامني وعودة المياه الى مجاريها وتوسمنا خيرا في بداية الدوري على أمل ان تشهد المباريات المقبلة من عمر الدوري حضوراً أوسع لجماهيرنا الوفية لكن الاحباط اصابنا ثانية بعد ان اصبح العزوف هذه المرة اجباريا .أخيرا أود ان أذكّر الهيئة المؤقتة ان هناك رجال حماية الملاعب الذين من شأنهم منع حدوث اي شغب او اي تصرف غير طبيعي فان كانوا متواجدين وجاهزين لمنع حدوث مثل هذه التصرفات والسيطرة على الملعب فسوف تسير الامور طبيعية فلماذا يكون المواطن الضحية دائما في كل ميادين الحياة وكلنا نشاهد ونرى بأم أعيننا ما يجري في الملاعب الاوروبية من اعمال شغب متطورة جدا وتتعدى رمي الحجارة وقناني الببسي الفارغة التي تدل على بؤس واقع المواطن ومحدودية تفكيره لكن بالنتيجة لا يتأثر جمهور الكرة قيد شعرة بل تتم السيطرة على الوضع ويستأنف سير المباراة من دون عقوبة تذكر . Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة :من دون جمهور
نشر في: 15 فبراير, 2010: 05:23 م