ترجمة: المدىمأساة يونانية حديثة، تعتمد على مشاكلها المالية، تقدم دروساً لشعوب أخرى تعاني من عجز في ميزانيتها ومنها الولايات المتحدة الأمريكية. واليونان مرتبطة باليورو شأنها شأن 15 دولة أوروبية أخرى، ومشاكلها بالتالي ستجر أوروبا إلى المشاكل، علماً أنها سجلت عجزاً في ميزانيتها أكثر من أربع مرات في السنين السابقة.
والهبوط الحاد في أسعار اليورو، أمر مفرج بالنسبة لليونان ولكنه يثير القلق في الدول الأوروبية الأخرى إذ أن هبوط سعر العملة يعني هبوط الأجور أيضاً ونموا اقتصادياً بطيئاً علماً أن أوروبا تحاول الخروج من أزمة ركود اقتصادي. وفي خلال هذا الأسبوع اتفقت الدول الأوروبية على الوقوف بجانب اليونان، ولكن الكيفية التي ستقدم بها المساعدات لليونان، العضو في الوحدة الأوروبية، تبدو غامضة ومع أن منظمة الوحدة الأوروبية عرضت دعمها للمشكلة، فأنها أكدت ضرورة التزام اليونان بسياسة التقشف وقد وضعت اليونان خطة تعتمد على تجميد الأجور في القطاع العام، وزيادة الضرائب، ورفع سن التقاعد وهذه الإجراءات الأخيرة دفعت العمال إلى تنظيم التظاهرات في شوارع أثينا. أما الوضع العام بالنسبة لليونان فهو يعتمد على حكمة تقول «الشيء الذي لا يدوم أبداً، سيتوقف يوماً!» وستدرك الأسواق التجارية والشركات الكبرى في يوم ما أنها غير قادرة على الاستمرار كما حدث الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008 فاليونان دولة لا تعمد إلى إصلاحات طويلة الأمد في بنية الدولة من أجل نمو اقتصادها. وفي الوقت الذي يبدو فيه وضع اليورو ضعيفاً، نجد الدولار واثقاً من نفسه والولايات المتحدة الأمريكية تعاني أيضاً من عجز في ميزانيتها، خاصة بعد الزيادة التي حدثت في ميزانية الرعاية الصحية. ومن أجل انقاذ اليورو من التدهور، تأمل الدول الأوروبية الوصول إلى حل مع ألمانيا. إذ يزداد الضغط عليها لإنقاذ اليونان من أزمتها المالية، وتقديم مساعدة لها. ولكن انجيلا ميركل تعارض ذلك وترفض فكرة الكفالة ويبدو موقف السيدة ميركل مفهوماً، يهدف إلى الدفاع عن النفس وإدراك حقيقة المشكلة التي تنعكس على منطقة اليورو بشكل أوسع. أن الضغط الألماني على ضرورة الاستقامة المالية وعدم تكفلها، مالياً، دول أخرى، أمر يضر بالاقتصاد الأوروبي ويسيء إلى مصالحها هي أيضاً. وفي هذا المجال تعهدت منظمة الدول الأوروبية في الأسبوع الماضي،بـ «قيام دولها بحماية استقرار منطقة اليورو بشكل عام». وهو التزام مبهم، خاصة أن العجز المالي في اليونان يبلغ 300 مليار يورو. وقد جاءت هذه المساعدة إثر وساطات بابا ندريو رئيس وزراء اليونان وقد ارتاح اليونانيون ووسائل الإعلام فيها لهذا الموقف الذي يعلن عن تضامن المنظمة مع بلادهم. وعلى الرغم من هذا فأن بابا ندريو يواجه حرباً من اليساريين في حزبه الذين يعارضون سياسته وقراراته. أن الأزمة الاقتصادية الحالية في اليونان هي أزمة أوروبا اليوم، وحتى أن بريطانيا تبدو متأثرة بها، والآمال معقودة على موافقة ميركل ـ ألمانيا. عن التايمز والكريستيان ساينس مونيتر
أزمة اليونان الاقتصادية تنعكس على أوروبا
نشر في: 15 فبراير, 2010: 06:57 م