TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(ابن عمة حمدنه لحس كاغدها)

هواء فـي شبك :(ابن عمة حمدنه لحس كاغدها)

نشر في: 15 فبراير, 2010: 09:17 م

عبدالله السكوتي يروى ان حديثا دار في مجلس ريفي حول الحلوى (الحلاوه)، وذكروا انها لذيذة الطعم، ولم يكن بين الحاضرين من ذاقها ، فسأل احدهم عن مذاقها ، هل صحيح ان الحلاوة طيبة المذاق؟ فأكد له احد الحاضرين طيب مذاقها، فقال له: وهل ذقتها؟ فأجابه، كلا لم اذقها (لجن ابن عمة حمدنه لحس كاغدها، ويكول الحلاوه طيبة).
لم نزل نسمع بالوعود المعسولة على ألسنة المرشحين، وهي كسابقاتها في الدورة الانتخابية  الماضية، وعود ووعود، مع ان مسؤولي اليوم هم انفسهم مرشحون اليوم والامس، والوعود هي هي لم ينفذ منها شيء، هل  مصادفة ان تكون هذه الوعود متزامنة مع الدعايات الانتخابية، وهذه المرة تعدت الى تصريحات تنبئ عن ثقة قائلها، وانهالت القروض والسلف على الموظفين والمدرسين، ووعود اخرى بمجمعات سكنية، كل هذا ظهر فجأة ليمني المساكين انفسهم بحياة افضل، لكن الاشياء ستختفي ، لنحظى بقبعة وعلم ، كما يفعل الان بعض المرشحين.تحولت ساحات بغداد وشوارعها الى جداريات  واستهلك من الحديد الكثير..عرضت الوجوه من زوايا مختلفة والقامات الفارهة حتى خيل الي انني في هوليود، قسم منها بلحى والاخرى خالية منها ، والعقال العربي، هذه اللوحات مصحوبة بألوان عديدة ، ونحن موعودون ايضا (بشاشات بلازما )، تعرض المرشحين، طبعا للذي يملك اموالاً، وقبل ايام رأينا قوات من الشرطة  تقوم بتعليق الدعايات الانتخابية، وهذا عمل جديد يضاف الى عمل القوات الامنية.ان الوعود الكثيرة التي سمعنا بها من قبل ومن بعد، جعلتنا غير واثقين بما يعدون من جديد؛ عليهم ان يوضحوا للناس ماهو البرنامج الذي بين ايديهم، والا جميع الكلام يبقى خالياً من محتواه ليبقى هواء في شبك، نحن لسنا طلاب حاجات آنية، ونعرف طعم الحلوى ولا حاجة بنا الى احد ليعلمنا ان اقاربه حمد (لحس كاغدها)، نريد معالجات دائمة، مكاتب تشغيل للقضاء على البطالة، مشاريع طويلة الامد تستوعب الكثير من الشباب، برامج ومؤسسات اقتصادية، كرسم خطة لعشر سنوات او على الاقل لاربع سنوات، تطوير الصناعات النفطية بايد عراقية ولتكن معدات اجنبية، وخطط اخرى تتعلق بالصحة والسيطرة على استيراد الدواء، كي لا نضطر الى ان نبتلع (4) اقراص باراسيتول لمعالجة صداع بسيط، نريد الخدمات التي تعطي مظهرا لائقا بمدننا. و و و كثير من هذا وجدولة الاشياء ورسم منهج لها، وهو لب موضوعنا اما المواعيد الساذجة التي تقول سنعطي فلاناً ونبني كذا، هذه مواقف ارتجالية ومواعيد تذهب بعد الانتهاء من العملية الانتخابية. الوجوه المتعبة، والفقر المدقع جعل الناس لا يفكرون في الخروج من بيوتهم، ونحن مع هذا ندعو الى الاستمرار والمشاركة في الانتخابات كي لا ندع المتخرصين من امثال القاعدة يحظون بما يريدون ويحققون اهدافهم؛ ولكن، لا تجمعوا على الناس الموت والفقر، لقد اصبح الناس يتندرون بأحوالهم الرديئة حتى بلغت بشاعر التجليبة تصويرهم  بهذا الشكل:rnاجلبنك يليلي والهموم اجرود                                       شماخيط سترتي الفتك بيها يزودمكطومه ردنها وجيبها مسرود                                      شحاله وي الزمان المنسرد جيبه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram