الكتاب: القطار الأخير من هيروشيماتأليف: جارلس بيليغرينوترجمة: ابتسام عبد الله في السادس من آب 1945، فجرت الولايات المتحدة الأميركية أول قنبلة ذرية في العالم فوق مدينة هيروشيما اليابانية. وبعد الصدمة الكبرى، بدأت الحقائق المثيرة للرعب تتكثف. كان تسوتومو ياماغوجي، احدى الناجين من القنبلة، وعندما توفي في الأسبوع الماضي،
وهو فبي الـ93 من عمره، اعتبر احد المحظوظين النادرين، اذ انه عاش بعد انفجارين ذريين: في هوريشيما وناغازاكي. وقد اعتبر رجلا ذا حط كبير، اوربما انه ذا حظ سيئ. فمن الصعب الحكم بسهوله على وضعه. ولم يكن تسوتومو الناجي الوحيد، بل واحد من 165 فرد والذين تم نقلهم الى ناغازاكي، عندمات القيت قنبلة امريكية ثانية عليها بعد ثلاثة ايام. ان القصص التي رواها اولئك الاشخاص تشكل جزءا من كتاب" جارلالس بيليغرينو" القطار الاخير من هيروشيما. ان اصطلاح " الأرض- صفر- غراوند زيرو" قد ظهر مع هيروشيما وناغازاكي. واولئك الذين نجوا من القنبلة والإشعاعات الذرية بمحض الصدفة، قد تجاوزوا مخاطر كبيرة، وتعلموا دروساً قيمة عن كيفية النجاة من انفجار نووي، ولم ينقلوا تلك التجربة بعد مرورهم بها، ذلك لان الجيش الياباني لم يرغب في نشر" ((القصص السيئة)) والإشاعات عن الهزيمة ولكن الناجون تحدثوا على أي حال واننقذوا عددا من الارواح. لقد اطلق اليابانيون اسم" بيك-دون" على القنبلة الذرية أي، الدوي المتوهج". ومن الدروس المشتقاة من التجربة. ان رأيت اونجوت من القنبلة، فأمامك بضع ثوان لتفادي مايليها، أي اشعتها. والدرس الاخر هو ان ارتداء اللون الابيض له فائدة. ويقول احد الاطباء كما جاء في الكتاب، انه شاهد حالات عدة لنساء واطفال كانوا يرتدون في ذلك اليوم ملابس بيضاء عليها نقوشات ملونة للزهور، ووجد بعدئذ ان تلك النقوشات تركت اثرا داكنا على اجسادهم مدى الحياة. وهناك ملاحظة أخرى وهي ان صوت قاذفة القنابل 29-13، لها صوت مدو في خلال طيرانها، صوت كالجحيم، وعلى المرء الانتباه بجدية وتجنبه. أموراً كثيرة أخرى على المرء أن يعرفها عن القنبلة الذرية، الواحد منها أسوا من التالي. فبعض الذين كانوا يرتدون ساعات، انطبع اثر المعدن على جلودهم، وسرعان ماتطور الى اشعاع في الجسد. فالقنابل تعمل مثل الفرن الكهربائي (ميكرويف)، تسخن المعدن حتى يتوهج وقد ذكر عديدون ان رائحة الجسد البشري كان مماثلا" لرائحة الحبار عند شوائه على فحم متقد. واضافة لما ذكر، مشاهد الرعب، جاء مااطلق عليه بـ" مرض القنبلة الذرية " وكتاب" القطار الأخير من هيروشيما" بمثابة الدليل للمآسي التي جرت هناك. ويتابع المؤلف الذين نجوا وهم يغادرون المدينة، اشبه بتماسيح زاحفة. في ارض الخراب، نساء ورجال، فقدوا أعينهم او وجوههم- وتحولت رؤوسهم المسودة الى مايشبه رؤوس السلاحف، فيها حفر حمراء تشير الى مكان الفم، ويضيف المؤلف: سارت السلاحف بدون أن تصرخ.إذ إن افواههم لم تعد قادرة على اخراج الاصوات والصراخ. كانوا يدمدمون بشكل متواصل- مثل الجراد في منتصف الليل. احد الرجال كان يسير مترنحا ويحمل طفلا ميتا راسه الى تحت وقدميه اعلى. ويروي المؤلف عددا كبيرا من القصص. المؤلف بيليغيرينو، اصدر سابقا "اشباح تايتنيك" وعمل مستشلرا علميا للمخرج جيمس كامرون في ذلك الفيلم وايضا في الاخير،(افاتار) وتلك القصص والذكريات لاشخاص الضحايا فقط بل تشمل الطياريين اليابانيين والامركيين، موليا اهمية للتفاصيل،وفي بعض الاحيان يتابع المشاهد ثانية اثر اخرى ومنها مايخص كيفية انفجار القنبلة. ولذلك يعتبر الكتاب بالذكريات التي يسردها بمثابة سجلا ارشيفيا، تاريخيا، يرتفع الى مصاف الكتب الشهيرة لمؤرخين بارزين. والكتاب بذلك لايغوص عميقا في الحسابات الاخلاقية وقرار القاء القنبلة الذرية، اوعار ذلك الحدث، ولكنه يتناول تاثيرها على اليابانيين،" ان الذين نجوا من الكارثة هم اولئك الذين كانوا بعيدين عن اللهب. او الذين اهملوا صراخ الاخرين، حتى ان تساقط زملاء من بينهم ". ويقول احد الاطباء " الذين من بيننا وقفوا حيث كانوا، الذين التجاوا الى التلال خلف المستشفى عندما بدات النيران تنتشر وتغلق المدينة محاصرة اياها.باختصار، ان الناجين من القنبلة، ان لم يكونوا محظوظين، فهم على اية حال الانانيون المحبون لذواتهم، قادتهم الغريزة وليست دوافع الحضارة ونحن الذين نجونا نعرف ذلك. عن/ النيويورك تايمز
القطـــار الاخــــير مـــن هيروشــــيما
نشر في: 16 فبراير, 2010: 05:10 م