وديع غزوان تتفق آراء المحللين والمهتمين بالشأن العراقي على اهمية الانتخابات البرلمانية القادمة ووصفها با لمصيرية في تحديد خريطة العراق المستقبلية , لذا تتنافس الكيانات والقوى السياسية للحصول على مقاعد في مجلس النواب تؤهلها للعب دور مؤثر في المرحلة القادمة .
وعلى صعيد إقليم كردستان فان السؤال الذي يشغل بال المواطن الكردستاني يتمحور بشأن مدى ايمان بعض اطراف العملية السياسية بشراكة حقيقية في الحكم تمنع اي طرف من التفرد باتخاذ القرارارت خاصة المصيرية منها.ورغم كل حملات التضليل التي مارستها بعض القوى لتشويه الموقف الكردستاني, فان هذا الموقف بقي واضحاً لالبس فيه اكده في اكثر من مناسبة كل من الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الرئيس جلال طالباني ومسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيس الإقليم مسعود بارزاني المتمثل بالالتزام بعراق ديمقراطي والايمان بالدستور .وعلى هذا الاساس فقد اوضح الرئيس بارزاني خلال الاجتماع الموسع لكوادرالحزب الديمقراطي الكردستاني الاخير موقف الكرد من بعض القضايا العالقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية مؤكداً الاستعداد للتعاون في حلها بما يوافق الدستور ويحقق المصالح المشروعة لشعب كردستان. مشيراً الى عدم امكانية انفراد اي طرف سياسي بالحكم, وان تحالفهم مع اية جهة مرهون بالتزامها بالديمقراطية والنظام الفيدرالي , كما ان الدكتور فؤاد معصوم قدم وخلال لقاء مع احدى الفضائيات شرحاً لوجهة نظر التحالف الكردستاني عندما اشار الى انه يعمل من اجل العراق ككل ومن ضمنه كردستان لذا فإن الا حزاب الكردستانية تتطلع الى شراكة في صنع العراق وليس مشاركة وهنالك فرق بين الاثنتين , مؤكداً ضرورة ان يتم ذلك على اساس نسبة ما يحصل عليه كل كيان سياسي اوتحالف من مقاعد في مجلس النواب.المواطن العراقي في البصرة او الانبار او النجف تواق مثله مثل اي مواطن في دهوك او اربيل الى ايجاد حلول للقضايا ا لعالقة التي لم تحسم لحد الآ ن , وليس جديداً القول ان هكذا امر ساهم بشكل او بآخر في هشاشة بنيان العملية السياسية وسعي اطراف محسوبة عليها للابقاء على مثل هذه الا جواء , فالمطلوب اذن ان تشهد مرحلة مابعد الانتخابات حلولاً لهذه القضايا وغيرها. ومن المهم توصيف دقيق للقوى المؤمنة حقاً بالمسار الديمقراطي يعقبه اصطفاف بين هذه القوى مهمته الاساسية الاستفادة من اخطاء المرحلة السابقة والانطلاق لترسيخ اسس عراق ديمقراطي تتحقق فيه مصالح وحقوق وطموحات كل مكوناته .واذا كانت هنالك وجهات نظر متباينة بشأن هذه القضية او تلك بما فيها التفسيرات لبعض فقرات الدستور ,التي دفع ثمن بقائها معلقة حتى الآن المواطن, فان مسؤولية القوى السياسية في المرحلة القادمة التحاور بشكل شفاف وصريح على مجمل هذه القضايا وايجاد الحلول النهائية لها والاتفاق على قاسم مشترك لصنع مستقبل مشرق للعراقيين جميعاً.
كردستانيات: ما بعد الانتخابات
نشر في: 16 فبراير, 2010: 05:34 م