TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك ..ذاكرة العراق المسروقة

هواء فـي شبك ..ذاكرة العراق المسروقة

نشر في: 16 فبراير, 2010: 07:29 م

عبدالله السكوتيلقد تناولنا في موضوع سابق ذاكرة العراق المحروقة، اعتمدنا فيه على ماقاله الكاتب ادواردو غاليانو في كتاب افواه الزمن، وكان قد اشار الى انه في العام (2003)، عندما انهت القوات الاميركية السيطرة على العراق، طوق المنتصرون بالدبابات والجنود آبار النفط، ووزارة النفط، في حين كان ينظر الجنود باتجاه آخر حين احترقت مكتبة بغداد الوطنية، وتحول اكثر من نصف مليون كتاب الى رماد.
 لكنني في هذه المرة اريد ان اصحح ان غالبية الكتب المهمة والمخطوطات قد سرقت بايدي محترفين، يعملون في مجال الكتابة والثقافة ، ولذا فهي ذاكرة مسروقة، وبدأت الان تظهر شيئا فشيئا، منهم من اثرى ومنهم من تبجح انه في هذه السرقة حاول ان يحافظ على هذا الكنز كي لاتصل ايدي اللصوص اليه وخصوصا اللصوص الجهلة فهم لايعرفون قيمة مايسرقون، وهو يعرف قيمة مايسرق؛ سراق مثقفون، حاولوا ان يعطوا الكتاب قيمته ولذا سدوا الابواب امام اللصوص الجهلة ،(وشر البلية مايضحك)، انا اقول لهؤلاء ان اللصوص الجهلة اتجهوا صوب المصارف المليئة بالدولارات، اما السراق المثقفون فاتجهوا الى ماهم به عالمون. هؤلاء الذين سرقوا ذاكرة العراق مثل الذئب ، فقد حكي ان ذئبا طلبوا منه ان يتعهد برعي الغنم ، فبكى المسكين ، قالوا: لماذا تبكي قال (ابجي على رجال الصدك) ولذا قالوا :(الذيب سحوه بالغنم كام يبجي). ان اصحاب الصنعة كما يقولون، ادرى بصنعتهم ولذا رأى هؤلاء ان يأخذوا السمين ويتركوا الغث ليوهموا غاليانو وغيره ان الكتب جميعا قد احترقت. لقد بيعت في السوق باختامها المهمة وامام مرأى ومسمع الكثيرين ومنهم وزارة الثقافة التي من المفترض ان تكون معنية بهذا الامر ، تفتش وتنقب وربما الضعف يدعوها ان تشتري من السوق ، كي تعثر على الجزء القليل المتبقي، ومع هذا فليست المكتبة الوطنية فقط سرقت واحرقت وانما تمت سرقة مكتبة كلية الاداب العريقة ، قطعا لم يقف الامر عند السراق الصغار وانما تعدى ذلك الى اشخاص كبار، يريدون الاستفادة من هذه الثروة الكبيرة . من هنا ندعو الجميع ممن وقعت ايديهم على ذاكرة العراق قبل ان تقع بايدي مافيا الآثار والمخطوطات ، ان يعيدوا هذه الثروة ويزيحوا عن انفسهم غبار الانانية، وهي فرصة لتطهير الانفس من الادران التي علقت بها نتيجة التفكير السيىء والانانية المفرطة، ولانريد ان نبيع تراثنا بابخس الاثمان وكفانا بيعا، لان ما تلقي القبض عليه الامارات وايطاليا من نفائس عراقية لتعيدها الينا تشعرنا باننا لم نحفظ تراثنا ولسنا حريصين عليه مثل الاخرين. هناك من الاشياء التي يجهل الناس ثمنها وهؤلاء يجهلون مايبيعون لانها لاتقدر بثمن، اما المحترفون فربما يطلبون اثمانا عالية وربما يساومون، والغريب ان لا احد يسأل ماهذا، (واذا امن امرؤ العقوبة اساء الادب) ومضى يطلب المزيد. مانقول لهؤلاء مثل ماقال الشاعر ان جئت ارضا اهلها كلهم عور فاغمض عينك الواحدة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram