بغداد/ المدىلاشك كلنا عانى من شحة الطاقة الكهربائية التي لازمت المواطن على مدى طويل وصار يشكو ويطالب بالإسراع الى انشاء محطات وزيادة أوقات التزود بها في البيت والشارع والمصنع. الفترة القريبة لمس المواطن بعض التحسن في زيادة الطاقة في هذا المجال مع تحفظنا عما تسفر عنه ايام الصيف المقبلة
وكيف سيتزايد الطلب على الطاقة بسبب ايام القيظ اللاهبة التي يحتمي منها بالمكيف، الذي يستهلك قدرة كهربائية يصفها ذوو العلاقة بالكبيرة .مايهم ان العالم الان لايمكن له العيش من دونها، ولك ان تتصور انقطاع التيار الكهربائي عن الابراج التي شيدت وهي تضم مئات من الطوابق وكيف يمكن العيش فيها دون استخدام مصعد كهربائي .نحن في العراق عانينا الكثير من الحاجة اليها والآن وبعد شيوع مولدات الكهرباء الصغيرة والكبيرة إضافة الى تيار الكهرباء الوطنية صار المواطن يتعرض الى اخطار في هذا الجانب لا يمكن إغفالها .يقول المواطن (عبد الله كاطع) من منطقة الطالبية: يقع بيتي قرب مولدة كهرباء أهلية، الاسلاك الكهربائية التي تخرج من الحجرة الصغيرة تبدو لي وكانها تشكل حجابا عازلا عن السماء اذا نظرت من داخل الزقاق، فيها الكثير من الفوضى وتحمل المخاطر لمنازل المواطنين كون بعضها مثبتاً على جدران منازلهم ، ويزيد في الامر خطورة ان شبكة الأسلاك العنكبوتية تعتبر من أردأ أنواع الأسلاك ويبدو ان استيرادها يتم دونما رقابة وقد كان نتيجة ذلك ان تعرض اكثر من مواطن لخطر التماس الكهربائي .مواطن اخر تحدث لنا عن تعرض مواطنين لصعقة الكهرباء وكانت النتائج مأساوية: قال في منطقتي شرق بغداد انقطع سلك كهربائي يصل مابين عمودين. المواطنون ورغم رؤيتهم لهذا السلك راحوا يطأونه باقدامهم ويمرون عليه من وقت الصباح وحتى حلول المساء ولكن امراة وكانت تحمل طفلة رضيعة ومعها اخرى في طريق عودتهن من السوق حدث مالم يكن بالحسبان اذ تعرضت المراة التي تحمل الرضيع الى الصعقة الكهربائية عندما وطأت قدمها السلك الذي يبدو ان التيار الكهربائي كان مقطوعا عنه من المحطة الرئيسية وقد زودته بها في تلك اللحظة عند مرور المواطنتين فكانت النتيجة موت الام بالصعقة الكهربائية ولحقتها الاخرى التي اعتقدت بانها قد تعثرت وسقطت على الارض فحاولت مساعدتها على النهوض .ماتت الاثنتان وكانت الحياة من نصيب الرضيع وهي انثى في حوالي الشهر الثامن من العمر فحار المواطنون في معرفة عائلتها. اما المواطن عزيز سبهان ويسكن منطقة (كسرة وعطش) فله حكاية أخرى مع الاسلاك الكهربائية اذ يقول :نسكن في منطقة يطلق عليها الحواسم ونحن عائلة مهجرة من خارج بغداد ولعدم توفر التيار الكهربائي اعتمدنا على التزود من الاسلاك الكهربائية التي تبعد عن مساكننا مسافة قريبة بطريقة (الجطل).في منتصف ليلة الشتاء وفي ساعة متأخرة من الليل انقطع عنا التيار،فخرج شقيقي الذي يبلغ الثلاثين من العمر لإعادته بينما كنت انا في الفراش أحاول النوم سمعت سقوط جسم ما على الأرض ولم اعر الأمر انتباها وفي الصباح وجدت شقيقي ميتا وسط بركة آسنة من المياه نتيجة الصعقة الكهربائية .أما المواطن احمد حيدر من سكنة إحدى المناطق الزراعية شرقي العاصمة فالتيار الكهربائي له شان آخر معه يقول :كثيرا ما شكونا من برك المياه التي تتجمع نتيجة الأمطار او ما تلقيه دور المواطنين وأوصلنا شكوانا تلك عدة مرات للجهات ذات العلاقة اذ مع كون منطقتنا مصنفة على انها زراعية لكنها تحولت إلى منطقة آهلة بالسكن نتيجة أزمة السكن، ما يهم استجابت لطلبنا جهات في أمانة بغداد وحفرت لنا شقوقاً لتصريف المياه ولكن الذي حدث في اللحظة التي كان موجودا فيها المقاول وعماله للشروع في العمل ان مر حصان يجر عربة بالقرب من شق الماء ولان سلكا متدليا كان في المكان يسري فيه التيار الكهربائي سقط الحصان نافقا في الحال!، ما جعل المقاول وعماله يهربون ويتخلون عن العمل برمته .اكتب في هذا الموضوع لتبادرني احدى بناتي لتقول لي ان صديقتها في المدرسة فقدت شقيقتها الصغيرة التي تبلغ من العمر السبع سنوات قد توفيت وهي تحاول نقل (الكونترول) من المولدة للوطنيةّ.من على هذه الصفحة سبق وان وردتنا صورة وشكوى لعائلة في محافظة بابل ذهب أفرادها ضحية انقطاع سلك كهربائي انقطع فجاة وراح يتدلى داخل البيت .حوادث كثيرة من هذا النوع لا يمكن التطرق اليها جميعا والأمر يحتاج الى دراسة والى تنبيه المواطن لهذا الخطر المحدق به.
لتيار الكهرباء ضحايا!
نشر في: 19 فبراير, 2010: 04:46 م