بغداد/ وائل نعمةنظم تجمع اربعاء الرماد، ندوة فكرية حوارية تحت عنوان " الامن بين المواطن والدولة .. تبادلية الوظيفة والالتزام " يوم امس الاول وبمشاركة 21 منظمة وشبكة وتجمع من منظمات المجتمع المدني على قاعة المركز الثقافي النفطي.
 وتوزعت مواضيع الندوة على خمسة محاور ابتدأت الندوة بكلمة مختصرة من القائمين على الندوة من تجمع اربعاء الرماد، بعدها تحدث عقيل الطريحي المفتش في وزارة الداخلية، وممثل وزير الداخلية عن جدلية العلاقة بين المواطن والدولة في استقرار الامن والتعاون، المثمر بين الطرفين ، حيث قال ان مسألة فقدان الامن ليس بالامر الجديد فقد كان الامن مفقودا منذ زمن النظام السابق ، وحتى لانرمي كل الاخطاء على المرحلة السابقة، يمكن القول بأن فقدان الامن قد تكرس في المرحلة اللاحقة .وأن الاجهزة الامنية الان تضع امن المواطن في اولوايتها، فقد ابتعدت فكرة الحفاظ على امن الحاكم او الحزب كما كان في النظام السابق على حساب امن المواطن . وعن العلاقة بين المواطن والدولة، اوضح الطريحي بأن هذه العلاقة تكون باتجاهين ، الاول هي علاقة المواطن باعتباره فردا ومواطنا مع الدولة كسلطة ، والاتجاه الثاني هو تعامل السلطة مع المواطن في داخل المنظومة الامنية ، وهناك اشكاليات تعتري هذه العلاقة وسببها يعود الى الطرفين ، فالمواطن عليه ان يتحمل المسؤولية في الجانب الامني وان يسأل نفسه كيف يساهم في الحفاظ على الامن الوطني بحيث يكون جزءا عاملا في الآلة الامنية لأن الدولة ليست لوحدها هي المسؤولة عن الامن، بعدها ألقى الدكتور كفاح الجواهري كلمة تجمع اربعاء الرماد ، حيث تحدث عن سبب انبثاق تجمع اربعاء الرماد والذي كان بمثابة ردة فعل على التفجيرات الارهابية المروعة الاخيرة في 1982009 والتي ذهبت ضحيتها مئات المدنيين الابرياء. بعدها توزع المشاركون على خمسة محاور نقاشية ، الاول كان حول ورقة من اعداد القاضي هادي عزيز التي تناولت التعريف بالارهاب من حيث اللغة والاصطلاح ، وعن المحاولات الدولية للتعريف بالارهاب ، وتناقش المشاركون حول قضية السياسة الجنائية لمواجهة الارهاب وتطرقت الورقة الى سياسيات جنائية لبعض الدول مثل الولايات المتحدة الامريكية ، والمملكة المتحدة وفرنسا بالاضافة الى التحدث حول الاجراءات العراقية لمواجهة الارهاب. فيما كان المحور النقاشي الثاني حول ورقة من اعداد الباحث سعد سلوم المنسق العام لمؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية ، التي تتناول فيها امكانية المواطن المشاركة في صياغة استراتيجية الامن الوطني، ومحاولة تقديم موازنة مناسبة للعلاقة بين المواطن والدولة، بحيث لايختفي امن المواطن على مسرح الامن الوطني، في مقابل الحفاظ على المصالح العليا للدولة او حجة الحفاظ على القيم الاساسية لبقاء الدولة ووجودها. في حين ناقش المشاركون في المحور النقاشي الثالث ورقة من اعداد الدكتور سامي شاتي والتي تحدثت عنا أمن المواطن والعدالة الانتقالية ، وناقش المجتمعون التعريف بالعدالة الانتقالية واركانها ومبادئها والعلاقة بين المواطن ومبادئ العدالة الانتقالية ، وتطرق المشاركون في اخر النقاش الى موضوع المصالحة الوطنية واعادة بناء المجتمع. فيما كانت الجلسة النقاشية الرابعة دراسة من اعداد الاعلامي شمخي جبر حول دور الاعلام في مواجهة العنف واشاعة السلم الاجتماعي ، حيث تعرض المشاركون الى موضوع العنف في العراق والاعلام الحزبي المتحيز والاعلام الخاص والاعلام الحكومي ، بينما كانت الجلسة الحوارية الاخيرة ورقة من اعداد شاميران مروكل (رابطة المرأة العراقية) التي تحدثت عن دور منظمات المجتمع المدني في حملات المدافعة ضد الارهاب ، حيث اوضحت الورقة الخاصة بهذه الجلسة تخوف السلطة من الدور الرقابي لمنظمات المجتمع المدني. وفي نهاية الندوة الحوارية عرضت على المشاركين التوصيات الاخيرة من هذه المحاور والتي كانت اهمها اعادة النظر في التشريعات التي تناولت الارهاب ، واعادة تأهيل المقيمين في السجون العراقية، واعادة تأهيل المحققين ، وتعديل قانون اصول المحاكمات العراقي ، وتوفير الحماية للقضاة ومن يعملون في السلك القضائي ، وتفصيل ومناقشة النصوص الدولية التي صادق عليها العراق، فيما يخص القضايا التي تهم الامن الوطني ، وعدم تسييس الاجهزة الامنية والحفاظ على حيادها ، وتشريع قوانين للوصول الى المعلومة الامنية ، وضمان معرفة المواطن بالامور الامنية العامة.