TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > حــــــان وقــــت إحـــــراق داروين؟

حــــــان وقــــت إحـــــراق داروين؟

نشر في: 20 فبراير, 2010: 04:38 م

عبد الكريم يحيى الزيباريسألني صديقي الصحَّافي: هل تقرأ مجلة العربي من الغلاف إلى الغلاف؟ فأجبته بالنفي، فقال: أقرؤها من الغلاف إلى الغلاف وهي غذائي الثقافي الشهري، أنا مشترك، ولكني أتصفَّح المجلة وأقرأ من المقالات ما يعجبني ويوافق ميولي، لكن وبعد هذا الحديث قررت قراءتها بدءاً من الغلاف، وهي تصل مدينتي بعد منتصف الشهر، والحمد لله على وصولها،
لأنني قرأت أنَّها لا تصل إلى الجزائر، وتوقفت عند مقالة الدكتور محمد ضاهر(التطور)والتي جاء فيها: في 27/12/1831 أبحرت سفينة الأبحاث الحكومية "بيجل"، وعلى متنها فريق من الباحثين بينهم تشارليز داروين(1809- 1882)، لمسح شواطئ أمريكا الجنوبية، وفي 2/10/1836 عادت، أي خمس سنوات تقريباً، ويقول الدكتور محمد ظاهر أنَّ داروين(التزم الصمت عن نتائج أبحاثهِ 22 عاماً) ولاحظتُ الأمانة العلمية وغياب النرجسية، في قول داروين عن نفسه(وبعد مضي خمس سنوات من العمل، سمحتُ لنفسي أن أتأمَّل في هذا الموضوع.. وأنا أرجو المعذرة إلى التطرق إلى هذه الأمور الشخصية، وأنا أقوم بتقديمها لأبيِّن أنني لم أكُـنْ في عجالة للوصول إلى أي قرار، وقد قارب بحثي الآن 1859 على الانتهاء، ولكن بما إنَّ إتمامه سيستغرق مني عدة سنوات أخرى، وبما إنَّ حالتي الصحية بعيدة كل البعد عن القدرة، فقد وجدتُ نفسي مضطراً لأنْ أنشر هذه الخلاصة، كما كنتُ مدفوعاً إلى فعل ذلك بشكل أكثر خصوصية لأنَّ السيد والاس الذي يدرس التاريخ الطبيعي لأرخبيل الملايو، قد توصل بالكامل إلى نفس الاستنتاجات العامة التي توصلت إليها)ثم يقول عن كتابه(هذه الخلاصة التي أنشرها، هي بالضرورة ليست كاملة/ تشارلز داروين- أصل الأنواع- ترجمة مجدي محمود المليجي- المجلس الأعلى للثقافة- 2004- القاهرة- ص55- 56). فالوقت لم يكن كافياً لإكمال أبحاثهِ، وتخوَّف أن يصبح اكتشافه قديماً، فسارعَ إلى نشره، ولولا ذلك لظلَّ يبحث خمسين سنة أخرى، ثمَّ يُرْجِعُ ظاهر سبب صمتهِ إلى ثلاثة احتمالات الأول لجمع المزيد من الحقائق والقرائن والأفكار، والثاني لرغبته بعدم المس بمشاعر صديقه قبطان السفينة "بيجل" لأنه كان من المتديَّنين، والثالث هو المناخ المحافظ والجمود الديني اللذين كانا مسيطرين يومئذٍ ضد العلوم الطبيعية. لو فرضنا جدلاً أنَّهُ انتهى من بحثهِ فعلاً، فهل يعقل أن يترك البحث طيلة 22 عاماً دون تنقيح ومراجعة وحذف وإضافة؟ ولا منطقية الاحتمال الثاني، نعتقد أنَّ الثالث خاضعٌ للتطورات الاجتماعية، وعلى العكس كانت الأجواء بداية القرن التاسع عشر تميل إلى محاربة سلطان الكنيسة، وكتابه معول هدم لسلطة الكنيسة، وكان طبيعياً أن تتهمه الكنيسة بالكفر والإلحاد، ولكن الكنيسة كانت قد فقدت آنذاك أيَّـة سلطات قضائية أو تنفيذية، وكان ردُّ داروين عنيفاً متهما الكنيسة بالجهل والتخريف ومحاربة العلم بحقائقه ونظرياته، وإنَّما جاءت الاعتراضات من الجماهير لمَّا عزَّ عليها فكرة أجدادهم القرود، فثار بعض العلماء ضده، ثمَّ شيئاً فشيئاً مال الجمهور إلى داروين ضد الكنيسة، وهناك نص في كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" في البروتوكول الثاني يؤيد دعم رؤوس الأموال لداروين ونظريته، للخَلاص من سلطة الكنيسة، ولا أحد ينكر التطور، وكانت ملاحظاته صائبة، ولكن استنتاجاته كانت بمجملها خاطئة، ليس لها أساس علمي، فرضيات غير قابلة للإثبات، وكيف سيثبتُ أنَّ الإنسان تطوَّر عن جرثومة صغيرة قبل مئات ملايين السنين؟ وكيف يفسِّر بقاء الغزال من عائلة الوعل القوي مع أنه أقل قوة واحتمالاً؟ وكيف يفسِّر بقاء مليارات الكائنات أُحادية الخلية، والتي تلعبُ دوراً أساساً في مدِّ الكون بالغذاء والهواء؟ وكيف يفسر بقاء جنس الفراشات مادام البقاء للأقوى؟ ولقد أخذ هتلر(البقاء للأصلح/ للأقوى)كمبرِّر علمي للنازية، وانقسمَ العلماء إلى ثلاث فرق، كما يحدث دائماً مع كل فكرة جديدة حتى يثبت بمرور الزمن صوابها أو خطؤها: واحدة تؤيد وتتحمس، وأخرى تعارضُ وتندد، وثالثة تحاول التوفيق بين النظرية والدين. لقد تطوَّع داروين خمس سنوات في رحلة بحثية، بدون مرتب، وعاد ليعكف أكثر من 22 سنة على مراجعة ملاحظاته التي دونها في الرحلة، ويبحث عن مراجع ويفكَّر في النتائج، ولا يعني أنَّهُ كتب نظريته بعد يومين من رسو السفينة بيجل على سواحل إنكلترا، بل استغرقته 22 عاماً، ليخرج بها في ذلك الشكل، ويقول سمير حنا صادق(وسبقه في افتراضه أصلاً واحداً للحياة، طاليس في القرن السادس بعد دراسته للحياة في بحر إيجه، وافترضَ لامارك(1744- 1829) أنَّ التغير الذي ينتاب الأشكال المختلفة من الحياة ينتجُ مباشرةً عن ضغوط البيئة فالزرافة مثلاً لا تجد غذاءها إلا في أوراق الأشجار المرتفعة، تناول داروين إمكانية إحداث تغيير في المملكة الحيوانية والنباتية، ولكن ما حيَّره هو كيفية حدوث ذلك في الطبيعة، إلى أن خطرت له يوماً فكرة الصراع)ولقد استندَ داروين إلى لامارك وأشادَ ببحثه الذي نشره عام 1801، والذي أضاف إليه الكثير 1809، وأصدر بعد ذلك كتابه(التاريخ الطبيعي للحيوانات اللافقارية/1815) ولقد نقلت هنا ما لم ينقله الدكتور محمد ظاهر من المقدمة التي كتبها صادق، يقول ظاهر(وفي 18/6/1858 تلقى بحثاً مبتكرا من العالم الإنكليزي ألفرد راسل والاس(1823- 1913)مصحو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram