ترجمة: عدوية الهلالي(زولا جاكسون ) هو عنوان الرواية الجديدة للكاتب جيل ليروي مؤلف رواية ( اغنية آلاباما ) المعروفة ، والذي اختار موضوع إعصار كاترينا الذي ضرب جزر اورليان الجديدة في عام 2005 ليستوحي منه إحداث روايته الجديدة التي تدور حول مصير معلمة عجوز سوداء ..
يرى ليروي أن الأعاصير تعرف ايضا كيف تفرق بين الأغنياء والفقراء فتضرب الأخيرين دون شك .. ففي يوم الأحد والمصادف 28 من شهر آب لعام 2005 ، دمر إعصار كاترينا في كارثة رهيبة منطقة لويزيانا وجزء من جزر اورليان الجديدة مخلفا ما يقرب من 2000 قتيل. والمعروف طبعا ان اغلب الضحايا كانوا من السود الذين لم يمتلكوا الوسائل التي تمكنهم من النجاة والعثور على ملاجئ آمنة .. لقد استحوذ هذا الحدث الاستثنائي على الكاتب جيل ليروي الحائز على جائزة غونكور للأدب لعام 2007 عن روايته الساحرة ( اغنية آلاباما ) فاستوحى منه رواية مدهشة ومؤثرة من خلال سرد قصة حياة معلمة عجوز سوداء دمر الإعصار منزلها ومنطقتها فاحتجزت في منزل غمره الماء .. يروي ليروي في روايته كل شيء ابتداءا من الشعور بالظلم ومصير امرأة عزباء و سوداء وحتى العلاقة بين رجلين في أمريكا التي لم تتحرر تماما من التمييز العنصري إضافة إلى قسوة الطبيعة التي تستهدف الشرائح الأكثر فقرا في المجتمعات .. تضم رواية (زولا جاكسون ) رابع شخصيات رئيسية أولهم المعلمة ( زولا لوزيان جاكسون ) التي تتولى سرد إحداث الرواية وابنها كاريل ورفيقه اما الشخصية الرابعة فهي الكلبة (ليدي ) المفضلة لدى العجوز ولاتفارقها ابد وتلعب تلك الكلبة دورا رئيسيا فـي الروايـــة. والغريب في هذه الرواية هي قدرة جيل ليروي ليس على خلق شخصية مثل زولا بل على تجسيدها وكأنه يرتدي جلدها بل كأنه هي ..ولاتجد هذه المرأة العجوز أمامها إلا ابنها لتمنحه عطفها وهو الميال إلى التسلط لدرجة عزل والدته عن الناس ومنعها من إقامة أية صداقة أو علاقة مع احد ما يثير ضيقها وانزعاجها دون أن تبدي ذلك لولدها الذي تعامله بحنان وجاذبية ساحرة .. ويعتقد ليروي أن أفضل من يكتب عن الإحداث الجسيمة كالكوارث هم الصحفيون الذين يواكبون الأحداث أكثر من الكتاب فيرون مالا تراه الكاميرات أحيانا ويصفون الكوارث بطريقة من عاشها وليس من سمع عنها .. بهذه الطريقة حاول ليروي أن يروي قصة العجوز التي تصارع لأجل البقاء على قيد الحياة وعبر التعرض لماضيها ايضا فتفجر كل ذلك من قلم ليروي بحماسة واندفاع رائعين عبر فصول روايته (ولادة الرياح ) و( الفيضان ) وخصوصا في الفصول التي وصف فيها الإعصار كاترينا ... انه ينقل القارئ إلى مكان الحدث ليشعر وكأنه كان هناك مسترجعا الروائح والمشاعر التي رافقت الحدث كالخوف والرهبة ...يمكن للأدب كما يرى ليروي إذن أن يعطينا فرصة رؤية الواقع ... صدرت رواية (زولا جاكسون) لجيل ليروي عن دار نشر ميركور دي فرانس ب(145 ) صفحة.
كاترينا.. إعصار حوله الأدب إلى رواية
نشر في: 20 فبراير, 2010: 05:03 م