TOP

جريدة المدى > سينما > اطلاق العيارت النارية فـي المناسبات..تقليد يجب التخلي عنه

اطلاق العيارت النارية فـي المناسبات..تقليد يجب التخلي عنه

نشر في: 20 فبراير, 2010: 05:19 م

بغداد/ المدى مازال الموروث لدينا يفرض نفسه بغض النظر ما بين الملائم منه وغير الملائم . الموروث الشعبي لا يزال لدينا فاعلا ولكن ليس كل موروث يمكن ان يلائم الفترة التي يعيشها شعبنا .حفظ الجيرة والمساهمة في مساعدة الاخرين والوقوف الى جانب المظلوم ضد الظالم والتواصل ما بين الناس اشياء ايجابية لا يمكن التخلي عنها.
كذلك لدينا من الموروث الفني والادبي ما يجعلنا نفاخر به بقية الشعوب وما زلنا نكتب عنه ونقرأه ونستعيد. العادات التي تعتبر من مكوناته او فروعه لا يمكن التوافق على انها عادات باتت تتلاءم مع مجتمعنا المعاصر ومنها الاخذ بالثأر، او اجبار الفتاة على الزواج من ابن عمها بعد النصيب التعليمي والثقافي التي حصلت عليه المراة في العراق ما جعلها اكثر اعتدادا بشخصها والشعور باستقلاليتها وكينونتها الاجتماعية. اطلاق العيارات النارية للتعبير عن الافراح والاتراح تعد من العادات غير المقبولة وغير الملائمة في مجتمعنا وقد راح ضحيتها العديد من الابرياء نتيجة الاطلاقات النارية الطائشة التي يطلقها البعض للتعبير عن فرحه لزفاف قريب او المشاركة في تأبين ميت. المواطن (ابو منصور) من مدينة الصدر يبلغ من العمر (78) سنة وهو من ذوي العوائل الفلاحية التي هاجرت من جنوب العراق نحو العاصمة بعد قيام ثورة 14 تموز سألناه عن السبب الذي يدعو البعض للتعبير عن افراحهم واحزانهم بواسطة اطلاق العيارات النارية فاجابنا بالقول مشكورا : كلنا نعلم ان العشيرة لدى الفرد العراقي كانت وما زالت محل اعتزاز افرادها اذ كانت هي الحامية للفرد بدلاً من القانون لذلك في مناسباتها كان من المستحسن ان يتظاهر افرادها في اظهار الاسلحة التي لديهم واطلاق العيارات في الهواء وفي حقيقة ذلك هي رسائل تبعث للاخرين عن تمكن العشيرة وسطوتها اذ ان العشائر وقبل ان ينتشر السلاح في العراق كان يعتبر امتلاك احد افرادها سلاحاً نارياً دليلا على منعتها وقوتها لذلك كانت تنحو هذا المنحى في التعبير . اما المواطن( صالح كشاش) شيخ عشيرة ويبلغ من العمر 67 عاما من مدينة الشعب فهو يستنكر استخدام السلاح للتعبير ويرى أنه عادة متخلفة يجب التخلي عنها، وايجاد وسيلة أخرى تتلاءم مع المدينة ومع المجتمع وانه عارض في زواج ابنائه او وفاة شقيقه ان يطلق عيارا ناريا واحدا فهو من تبعات هذا التقليد غير المتوافق مع المدينة والمجتمع لذلك استطاع ان يفرض رأيه في التخلي عن ذلك لدى اولاد اشقائه وابناء عمومته. في حين قال لنا المواطن سلمان عبد حمادي :انه ما زال شاهداً على سقوط العديد من الضحايا الابرياء في مدينة الصدر نتيجة اطلاق عيارات نارية وبكثافة من قبل معزين جاؤا للمشاركة في عزاء احد شيوخ العشائر وقد بلغ عدد المصابين والقتلى الى ما يقرب من 16 ضحية وكان لذلك مردود سيئ على ابناء المتوفي اذ جر الى المحاكم والفصل العشائري لذوي الضحايا . حادثة مأساوية ذكرها لنا المواطن أبو احمد 56 سنة ويسكن غرب بغداد قال لنا :عند دخول القوات الاميركية العراق في العام 2003 كنت من المشاركين بزفاف احد ابنائي قريب لي فخرجنا بموكب يسيارات اجرة صغيرة لنأتي بالعروس من دار ابيها في منطقة القلعة عند مدخل مدينة سامراء ومن ثم الى دار الزوج في منطقة الحويش وقد سار الموكب ومعه العروسان في الطريق المحدد.احدى السيارات القريبة من سيارة العرسان اخرج احدهم مسدسا وراح يطلق النار من نافذة السيارة تعبيرا عن ابتهاجه !!وكما تعرفون كانت القوات الاميريكية منتشرة والاجواء متوترة ومسـألة اطلاق النار في مثل هذا الوقت العصيب ليس بالامر الهين. القوات التي ذكرناها اعتقدت بأنها المستهدفة وان موكب السيارات يحمل مقاتلي القاعدة الذين سيطروا على ضواحي سامراء في حينها ففتحوا بدورهم النار باتجاه موكب العرس وكانت النتيجة مقتل ما لايقل عن سبعة اشخاص من بينهم العروسان .! المحامي حسين الزبيدي يشترك بالحديث عن الجوانب القانونية لمشكلة التعبير باطلاق العيارات النارية فيقول لنا : القرارات والقوانين تمنع اطلاق العيارات النارية بمناسبة او بغيرها فالامر يؤدي الى وفاة العديد من الاشخاص جراء هذا التقليد الذي يجب النخلي عنه ونبذه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram