بغداد – المدى تزدحم ملفات المحامين والباحثات الاجتماعيات بجرائم عند النظرة الاولى الى اسبابها ودوافعها نجد ان اغلبها ان لم تكن كلها كانت نتيجة التفكك الاسري وانتشار البطالة والفقر المدقع التفكك الأسري كان وراء هذه الجريمة التي سوف نسرد فصولها وان كانت تدعو الى الاستغراب.. فقد قتل شاب يبلغ من العمر 25 سنة يعمل كاسبا شقيقه البالغ من العمر 18 سنة من اجل سرقة الثاني طيراً من النوع النادرالمسمى (حمام الزاجل) والذي يقدر سعره باكثر من  مليون دينار.
عالم المطيرجية يحدثنا احد اساتذة التاريخ ان هواية تربية الطيور شاعت في العصر العباسي المتاخر بعد ان سادت الرفاهية والغنى المجتمع البغدادي في تلك الحقبة التاريخية، وقد توارث الاجداد تلك الهواية التي كانت عنوانا للغنى والرفاهية لتصبح اليوم عاماً يتسم بعدم الاكتراث وتدني المستوى الثقافي حتى ان قانون العقوبات البغدادي القديم قد منع قبول شهادة (المطيرجي)  لان هذه الشخصية كانت لا تلاقي القبول من قبل المجتمع البغدادي في تلك الحقبة وكانت هذه الهواية دون غيرها من الهوايات قد انتشرت بين الطبقات الفقيرة من المجتمع حتى تحولت الى تجارة بيع وشراء انواعٍ من الطيور، وظل ممارسو هذه الهواية بعيدين كل البعد عن المستوى الثقافي ذلك لان الغالبية منهم (وليس كلهم) فاشلون في الدراسة ويعانون البطالة وقلة الوعي..     نعود الى فصول هذه الجريمة التي يحدثنا عنها المحامي اسماعيل عبد النبي فيقول: - رب هذه الاسرة يعمل سائقا في سيارة اجرة يمتلكها صديقه وهو متزوج من امراتين وله منهما ثمانية اولاد ولما كانت اجرته قليلة لا تسد رمق اسرتين فقد ترك اولاد زوجته الاولى الدراسة وانهمكوا في كسب عيشهم في الاشتغال عمالا  في المقهى القريب من دارهما ولغياب تفقد الاب لهما ولجهل الأم وعدم إجادتها أسلوب التربية الصحيحة فقد انشغل الاولاد مع اقرانهما في بيع وسرقة الطيور التي يتداولها (المطيرجية) عادة في محلة سكناهما في احد أحياء بغداد الفقيرة، وكان احد رواد تلك المقهى قد طلب من القاتل (ق – د) ان يبيع له زوجا من الطيور النادرة (نوع الزاجل) على ان يدفع له لقاء البيع نسبة مئوية قدرها 10%، وقد فرح الشاب (ق) بهذه الصفقة التي اعتبرها هدية  هبطت عليه من السماء، واخبر شقيقه بتلك الصفقة واخذ الاثنان يرعيان تلك الطيور الى حين حلول مزاد البيع في سوق الغزل في نهاية كل اسبوع، وقبل يوم واحد من بدء المزاد صعد الشاب (ق) الى (بيت الطيور «البرج») فوجد ان احد زوجي الطيور غير موجود فنزل كالمجنون وقد راودته الشكوك في سرقة احد زوجي حمام الزاجل الذي كان يعول عليهما في نسبة مغرية من الارباح، وعند باب الدار وجد شقيقه احمد واقفا فساله عن ذلك الطير المفقود فرد عليه شقيقه انه لا يعرف شيئا عن ذلك الطير المفقود لكن الشكوك ساورت الشاب (ق) وشكك فيما قاله شقيقه، وذهب الى صديقه محمود ليقص عليه قصة اختفاء الطير النادر الذي تسلمه من زبون له في المقهى، فاخبره محمود انه شاهد شقيقه قبل ساعة من الان وهو يحمل طيرا ويسلمه الى احد الرجال من تجار الطيور في سوق الغزل، فركض الى المطبخ وقد اعمت الحادثة بصيرته وامسك بتلابيب شقيقه وهو يهزه هزا قويا ويصرخ بوجهه (اين ذهبت بطير الزاجل؟ هل تعرف كم يبلغ ثمنه؟ ولماذا سلمته الى بائع الطيور؟ وكم قبضت ثمنه؟) فما كان من شقيقه الا ان يعترف بسرقته للطير وبيعه بمائتي الف دينار، وغلى الدم في عروق الشاب (ق) واغمد السكين في قلب شقيقه وارداه قتيلا في الحال. يقول المحامي، أن الأم كانت خارج المنزل حال وقوع الجريمة وقد تجمع اهل الحي جميعا وتم اقتياد الأخ القاتل إلى مركز الشرطة ومعه اداة ارتكاب الجريمة ويرى المحامي ان رغم عدم وجود ما ينص على التعمد وسبق الاصرار في حادث وقوع الجريمة الا ان العقوبة التي تنتظر الجاتني هي بالتاكيد ستكون كبيرة ووفق القانون.