TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :يحيا الوطن

هواء فـي شبك :يحيا الوطن

نشر في: 20 فبراير, 2010: 07:05 م

عبدالله السكوتيتسلم بطاقته الانتخابية ، بعد ان سجل اسمه في المركز الانتخابي ، في مدرسة الوداعة الابتدائية ، استعدادا للمشاركة في الانتخابات المقبلة ؛ عاد فرحا (احميد الفهد)، وهو يقول: ساحتضن هذه المرة صندوق الاقتراع ، واقبله لانني سأختار اصدقائي القدامى، تلك الانتخابات اجبرت فيها على اختيار انا لست طرفا فيه ولكني خشيت على ابنائي ونفسي ،
اما هذه المرة فسأضع اصبعي بحبر الكرامة لاختار من اريد بلا ضغط ودونما رياء. قلت له ياصديقي العزيز اتؤمن بالمثل القائل : (حشر مع الناس عيد) فقال: واحفظه شعرا ايضا قلت: كيف؟ فانشد: لما برزت بعشقي ابدي به واعيد فيمن سبا الناس طرا بالحسن وهو وحيد قال العواذل هلا سلوته ياعنيد ناديتهم لاتلوموا (حشر مع الناس عيد) لكنني مع ايماني بالديمقراطية هي حشر مع الناس ، ويجب ان يكون صوت الجماعة هو الغالب ، فانا اتفرد مع هذا باختياري الذي اراه مناسبا ، وانا بعد في نشوة عودة غرامي القديم. فقلت (احميد الفهد) امازلت تطارد احلامك الاولى؟ لكن عهدي بك لم تكن مخلصا لمثل هذه الصناديق في الزمن الغابر ، فقال في الزمان الماضي لم تكن الصناديق حقيقية ولذا رأينا ان نتمسك بخيار واحد ، اعتقدنا حينها انه الخيار الصحيح ، اما الان فقد تعددت الخيارات ونحن مازلنا على وفائنا ، انا سابقى اطارد صناديق الاقتراع مابقي من العمر بقية ، لاختار ولا ادع صوتي تسرقه العصابات ولن اسلك سلوك (مرت حويش) ؛ عندها عزف قلبي انغامه وقلت بدأ (احميد الفهد) حكايته ، قلت ومن هذه المرأة فقال: هذه امرأة مزواجة تخاصم ابنها مع احد الصبيان، فعيره بكثرة ازواج والدته ، عاد الصبي باكيا ونقل لها ما قاله الصبي فقالت: (يمه همه حويش، واخو حويش، وعمومتك السبعة، وهالجذع المكابلني). لقد حاولت العصابات ثني الناس عن الانتخابات كي تسرق اصواتهم في يوم الاقتراع ، اما انا فلا اترك صوتي لفلان وفلان ، فقلت له هل اعتبر ان هذه دعوة الى المشاركة في الانتخابات، فرد علي: فلتكن وهي دعوة صادقة للجميع ان يدلوا باصواتهم ، ولايتركوا حبر الانتخابات يعود في قنانيه ، وورقة الاقتراع تعود الى جيوب الافاكين والمزورين. قلت له : كم تحب الوطن ؟ فقال :(ما انكسرت ركبتي الا من حب الوطن) ، قلت هل هذه حكاية ايضا فقال : هذا وكيل لمدير الكمرك في البصرة ، في سنة 1941 حين احتلت القوات البريطانية البصرة غادرها الى الناصرية ، وابرق الى السلطات الكمركية في بغداد (لاحتلال البصرة غادرتها ووصلت الناصرية ، انتظر أوامركم ، يحيا الوطن) ، وبعد انتهاء حركة 41 وعودة الوصي، فصل صاحبنا وكان يقول بعد فصله (ماكسر ركبتي الا يحيا الوطن) والا فأن بقية البرقية ليس فيها شيء يستوجب الفصل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram