تعد استقالة 37 نائبا من مجلس النواب العراقي في مطلع الخمسينيات من اهم ةالاحداث السياسية التي وقعت في العراق الملكي.. بل ابرزها تأثيراً على مجريات الحياة الحزبية فيما بعد. ففي السابع من اذار عام 1950 تقدم عدد من رجال الاحزاب المعارضة الاعضاء في المجلس النيابي باستقالتهم لاسباب وبواعث تتصل بتطبيق الاسس التي قام عليها اسلوب الحكم البرلماني في البلاد.
خصوصة شخصية *واتضح للنواب المستقيلين ان قيامهم بواجباتهم اصبح امرا متعذرا بسبب موقف زمرة ضاق ذرعها بالحجج الدامغة، والمنطق السليم وعيل صبرها عن مواجهة الحقائق التي تثار من ناحية النواب المعارضين، فلجأت الى تلك الوسائل الشاذة والى ضروب من التحدي والاستفزاز تحولت بسببها الخصومة السيساية الى خصومة شخصية رخيصة اخلت بهيبة السلطة التشريعية واجحفت بحق المجلس النيابي، وقد ذهبت هذه الفئة الى ابعد الحدود في دعم تصرفات المسؤولين وتأييد السلطات التنفيذية كائنة من كانت تلك السلطات بالتحيز المغرض وطورا بالاخلال باحكام النظام الى غير ذلك من تصرفات لاهداف للقائمين بها الا التوصل الى امور لاصلة لها مطلقا بالمصلحة العامة. وفيما يلي نص الاستقالة التي رفعوها الى رئيس مجلس النواب.. "تعتبر الامم الحية مجالسها النيابية معاقل حرياتها وحصنها السياسي الحصين ، له قداسته وحرمته. وعندما شرفتنا الامة بتمثيلها في هذه الندوة اقسمنا اليمين الدستورية على القيام بواجباتنا النيابية، اما وقد ثبت لنا للرأي العام من سير المناقشات في المجلس ان هناك خطة مدبرة للحيلولة دون تمكنها من اداء هذه الواجبات، تارة بمقاطعة الخطباء واحداث الضجيج وحرماننا حقنا في ابداء الرأي فضلا عن صدور عبارات نابية تلحق اهانة بمجلس الامة بمجموعه مما يخالف التقاليد البرلمانية وطورا في عدم تطبيق احكام النظام الداخلي بالحيدة المطلوبة. يجري ذلك كله في وقت نشعر بأن البلاد مقبلة على مرحلة سياسية خطيرة واحداث تتصل بكيانها وكرامتها ومصيرها مما جعلنا نعتقد ان هذه الاساليب وتلك التصرفات يقصد من ورائها خنق صوت المعارضة واضاعة الهدف الاسمي من قيام نظام برلماني سليم ذلك الهدف الذي بذل الشعب العراقي في سبيل الوصول اليه ما بذل من تضحيات جسيمة في الارواح والاموال. فهذا ما دفعنا الى ان نعلن اننا لانتقبل هذا الوضع ولا نتحمل مسؤولية اهانة الامة بالاعتداء على كرامة مجلسها، لذلك نتقدم باستقالتنا من النيابة لنرجع للامة امانتها. اما النواب الذين وقعوا هذه الاستقالة فهم الذوات الذين ندرج اسمائهم ادناه حسب الحروف الهجائية: 1-اركان عبادي (الديوانية). 2-اسماعيل الغانم (بغداد). 3-برهان الدين باش عيان (البصرة).4-جعفر البدر (البصرة). 5-جميل صادق (البصرة).6-حربي المزعل (المنتفك).7-حسن عبد الرحمن (البصرة).8-حسين جميل (بغداد).9-خدوري خدوري (بغداد). 10-خطاب الخضيري (الكوت). 11-داود السعدي (بغداد).12-ذيبان الغبان (بغداد). 13-رفائيل بطي (بغداد).14-ريسان الكاصد( المنتفك).15-سعدون الم شلب (المنتفك).16-صالح شكارة (الديوانية).17-عارف قفطان (الدليم).18-عبد الجبار الجومرد (الموصل).19-عبد الرحمن الجليلي (الموصل). 20-عبد الرزاق الحمود (البصرة). 21-عبد الرزاق الشيخلي (بغداد). 22-عبد الرزاق الظاهر (بغداد). 23-عبد الكريم كنه (بغداد). 24-عبيد الحاج خلف (الكوت). 25-علي حيدر سليمان (اربيل). 26-علي ممتاز (بغداد).27-فائق السامرائي (بغداد). 28-محمد حديد (الموصل). 29-محمد رضا الشبيبي (بغداد). 32-نجيب الصائغ (الموصل).33-نصرت الفارسي (بغداد).34-هاشم بركات (البصرة). 35-يوسف المولى (بغداد). وقدم كل من النائبين عبد العزيز القصاب (بغداد) ونجيب الراوي (الدليم) استقالتيهما منفردين تضامنا مع المعارضة. rnجو حماسي *لقد حدث في جلسة المجلس النيابي المنعقدة في 6 اذار 1950 بين بعض النواب المعارضين وبين البعض من المؤيدين مشادة لم تكن الاول من نوعها، بل تكررت منذ حمل مزاحم الامين الباجه جي رئيس الوزراء، انذاك –لواء التهجم على المعارضة، وشجع المؤيدين على متابعته في طريقه هذا، ولم يكن حزب الاستقلال موضع تهجم قط في المجلس الا في عهد وزارة الباجه جي، ومن قبله شخصيا"!! واثر تلك المشادة تنادى بعض نواب المعارضة بوجوب ترك الجلسة وبادر بعضهم الى كتابة استقالة جرى التوقيع عليها في مكتبة المجلس وتجاه طلب الموقعين تضامن نواب حزب الاستقلال معهم في التوقيع. *وفي الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر يوم 6 اذار اجتمعت الهيئة التنفيذية لحزب الاستقلال فبين نواب الحزب ان المعارضين يرون في عدم اشتراكهم معهم في التوقيع على الاستقالة خذلانا لهم، فخول الحزب نوابه الاشتراك في الاستقالة "تضامنا مع زملائهم".. وكانت الهيئة التنفيذية للحزب قد اطلعت على مسودة الاستقالة الموقعة في مكتبة المجلس فارتأت الهيئة ان يوضح فيها ما يأتي: rnاولا-انها لم تكن بسبب تلك المشادة التافهة! ثانيا- ان لايفهم منها عدم عودة النواب الى المجلس، بل يرجع الى الامة في امانتها حالة قبول الاستقالة. وحرصا على عدم ضياع هذين المعنيين، فقد صيغت عبارتان تتضمنانهما وادخلتا في مسودة الاستقالة، ونقل صورة المسودة مصححة رفائيل بطي، وذهب نواب الحزب للاجتماع بزملائهم. &
ماذا وراء الاستقالة الاجماعية من مجلس نواب عام 1950؟
نشر في: 21 فبراير, 2010: 04:42 م