اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > حسين جميل يروي قصة الحياة البرلمانية في العراق

حسين جميل يروي قصة الحياة البرلمانية في العراق

نشر في: 21 فبراير, 2010: 04:44 م

صدر بيان الجنرال مود19/3/1917 وفيه يخاطب اهل بغداد عن فتحه لها ان جيوشنا لم تدخل مدنكم واراضيكم قاهرين اعداء بل محررين وبعد هذا البيان نجد التصريح الانكليزي الفرنسي الصادر في تشرين الثاني نوفمبر سنة 1918 يقول ان السبب الذي دفع الانكليز وفرنسا في الشرق الاوسط الى تلك الحروب التي اهاجتها مطامع الالمان
انما هو لتحرير الشعوب التي رزحت اجيالا طولا تحت نظام الترك تحريرا نهائيا وإقامة حكومات وادارات وطنية تستعد سلطتها لاختيار الاهالي والوطنيين لها اختياراً حراً . وفي 18 من كانون الثاني سنة 1918 اصدر الرئيس الامريكي ودرو ويلسن بنوده الاربعة عشر . وفي البند الثاني عشر منها . ان الاقوام غير التركية في الامبراطورية العثمانية التي تخضع الآن الى الحكم التركي يجب ان تضمن لها الحياة الآمنة التي لاتشوبها اية شائبة وفرصة لاتمس قطعيا بالحكم الذاتي .الى جانب هذا التعدد في البيانات والوثائق التي تحكم شؤون المنطقة كان هناك تعدد في المؤسسات الحكومية التي تتولى تلك الشؤون كانت هناك وزارة الخارجية ووزارة الهند ووزارة المستعمرات عندما انتقل المستر ونستون تشرشل في شباط سنة 1921 من وزارة الحرب الى وزارة المستعمرات انشأ في هذه الوزارة دائرة الشرق الاوسط ولكي يرسم الخطط التي تتبع في ادارة هذه المنطقة رأى ان يستعين بشاغلي المراكز الرسمية المهمة في المنطقة ولهذا الغرض دعا لعقد مؤتمرات لهم في القاهرة. انعقد هذا المؤتمر في الثاني عشر من آذار سنة 1921 برئاسة تشرشل وزير المستعمرات وحضوره من العراق السير بكسي كوكس المعتمد السامي البريطاني لوزارة الاشغال والمستشار البريطاني لوزارة الاشغال والمستشار البريطاني لوزارة المالية والمس كروترد بيل السكرتيرة الشرقية لدار الاعتماد البريطاني في بغداد وحضره من الوزراء العراقيين جعفر العسكري وزير الدفاع وساسون حسقيل وزير المالية وكان من جملة ما بحثه من شؤون العراق وترشيح الامير فيصل بن الحسين ليتولى عرشاً يقام في العراق . وعن هذا الترشيح سأروي ماجاء في كتاب علي البازركان والوقائع الحقيقية في الثورة العراقية. وعلي البازركان من الشخصيات الذين عملوا لثورة 1920 الوطنية في العراق ضد الاحتلال البريطاني ولما قمعت الثورة ذهب الى الحجاز وكان فيه الملك حسين بن علي وعندما قرر مؤتمر القاهرة ترشيح الامير فيصل بن الحسين ليتولى عرش العراق كان علي البازركان في مكة قال في كتابه (صفحة 229 ـ 230 ) ) كنت يوماً مع الملك حسين فأعطاني برقية قال انها وصلته ذلك اليوم وقال لي إقراها وكان فيها : نرجو إرسال نجلكم الملك فيصل الى العراق ليكون ملكا دستوريا منتظرين تشريفه. ومن الموقعين عليها السيد محمد الصدر ونوري السعيد وحمدي الباجهجي ومحيي الدين السهروردي وبهجت زينل. كان الشريف فيصل بن الحسين قائداً للجيش الشمالي في الثورة العربية التي قام بها الشريف حسين (الملك حسين) بعدئذ في سنة 1916 وفتح هذا الجيش سوريا واعلن الشريف فيصل نفسه ملكا على سوريا وألف وزارة كان فيها ساطع الحصري وزيراً للمعارف..وعندما هاجم القائد الفرنسي غورو سوريا واحتلها وكان قد قتل في هذه الحرب يوسف العظمة وزير الحرب في معركة ميسلون جنوبي دمشق غادر فيصل سوريا وبعد مدة ذهب الى لندن وكانت ثورة 1920 الوطنية ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقد قمعت عسكريا واتجهت الحكومة البريطانية الى إقامة حكم محلي يكون واجهة لحكمها في العراق وعندما وصل فيصل الى لندن انتدب تشرشل كورنواليس لمقابلته وعرض عليه تولي العرش الذي تعتزم بريطانيا إقامته في العراق على شرط ان يقبل انتداب بريطانيا على العراق، وكان هذا الانتداب قد تقرر من قبل دول التحالف المجتمعة في سان مارينو في ايطاليا. وقبل الشريف فيصل العرش والانتداب، وبسبب انتداب كورنواليس كان في المكتب العربي في القاهرة وهو مكتب اسسته انكلترا في ايام الحرب العالمية الاولى ليعمل في شؤون عرب شرق قناة السويس، كما ان هذا المكتب كان قد اتصل بالشريف حسين (شريف مكة – الملك حسين بعدئذ) لترتيب قيامه في الثورة ضد الدولة العثمانية التي نشبت في سنة 1916 فهو (أي كورنواليس) يعرف فيصلا لهذا السبب .. من المعلوم ان المجلس التأسيسي قبل معاهدة تحالف بريطانيا لضمان مصلحتها قبل المعاهدة قدم الى المجلس التأسيسي مشروع القانون الاساسي (الدستور) واكمل بحثه والمصادقة عليه كان قد قيد الدستور بان لايكون فيه مايخالف المعاهدة العراقية البريطانية لذلك كان عمل المجلس التأسيسي ان يصادق على المعاهدة اولا ثم يبحث الدستور وبعده يسن القانون لانتخاب النواب ..ومع ان الموافقة على الدستور تمت عليه من قبل المجلس التأسيسي فانه لم ينشر ويبدا نفاذه الا بعد ثمانية اشهر وفي هذه الفترة منح امتياز استثمار النفط الى (شركة النفط التركية) وخول وزير الاشغال والمواصلات التوقيع على اتفاقية منح الامتياز وقد تم ذلك في الرابع عشر من آذار سنة 1925 . وبعد اسبوع نشر القانون (الدستور) ليبدأ نفاذه من هذا التاريخ ولو ان الدستور نشر بعد مصادقة المجلس التأسيسي عليه مباشرة لكان منح استثمار النفط يتطلب مصادقة مجلس النواب ومجلس الاعيان عليه بقانون. ويأخذ الدستور بمبدأ الفصل بين سلطة الدولة ويأخذ بالتقسيم الثلاثي لها ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram