حازم مبيضينتمتاز مواقف الادارة الاميركية تجاه الملف النووي الايرني بالتناقض، فنائب الرئيس يتحدث عن قرار دولي يعزز العقوبات على طهران قبل نهاية شباط ، في حين تصعد وزيرة الخارجية اللهجة، واصفة نظام إيران بأنه يتحول الى ديكتاتورية عسكرية.
لكن رئيس الاثنين ونعني بذلك باراك اوباما يؤكد حرص بلاده على التعامل مع النظام في طهران بكل احترام، والاعتراف به كأية دولة ديموقراطية شريطة أن يقبل ذلك النظام بالحلول السياسية المعروضة عليه من العالم الغربي بالاضافة لروسيا والصين، لكن ذلك لم يمنع عسكريين أميركيين كبار من التجول في عواصم المنطقة، وهم يخططون لضرب ايران، وهو ما أكده جنرال روسي بعد زيارة رئيس الاركان الأميركي المشتركة لموسكو واسرائيل، رغم أن هذا العسكري تحدث في اسرائيل محذراً من عواقب ليست في الحساب قد تفرزها ضربات عسكرية ضد إيران. ينسحب هذا التناقض أيضاً على المواقف الدولية، فموقف روسيا والصين من العقوبات الجديدة يشجع إيران على التعنت، وميوعة الموقف الاميركي لا تتغطى بالتصريحات، وعقوبات الأمم المتحدة المنتظرة والتي تريدها واشنطن غليظة وجدية تؤذي الحرس الثوري، تنتظر اكتمال المفاوضات مع الصين وروسيا، اللتين تراهن واشنطن على أنهما لا تريدان لإيران أن تصبح قوة نووية عسكرية ومستعدتان لإيقافها عن بلوغ ذلك الهدف، رغم انهما وحتى اللحظة تستبعدان تفعيل خيار العقوبات التي يجب حصرها في إطار النشاط النووي العسكري، مثلما تستبعدان العمل على إسقاط نظام الملالي ولا تريان فيه ديكتاتورية عسكرية، مثلما تستبعدان أن مشاريع طهران النووية وصلت حد بناء قوة نووية عسكرية. وإذا كانت الصين تعتمد على إيران في استيراد جزء كبير من حاجتها النفطية فان السعودية قادرة على تعويضها، خاصة وهي تخشى امتلاك حكام ايران لقوة نووية، يضاف تهديدها الى قوة اسرائيل . في مواجهة كل هذه التناقضات والاهواء المتضاربة يبرز السؤال عن موقف الدول العربية، وهو أيضاً متناقض من هذه المسألة المصيرية رغم أن هذه الدول ستكون المتضرر الاكبر إن امتلكت ايران السلاح النووي أو تعرضت لضربة عسكرية لمنعها من ذلك، والمطلوب بناء استراتيجية مشتركة، خصوصاً لدول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط ، وإقناع الصين وروسيا بضرورة التشدد مع حكام طهران إن هما رغبتا في الاستفادة من المخزون النفطي الهائل ومن الاسواق العربية الواسعة والنهمة، وإن هما سعتا الى لعب دور ايجابي على الساحة الدولية من خلال إقناع الايرانيين بان مواقفهما لاتعني مطلقاً إطلاق يدها والسماح لها بالتسلح نووياً في منطقة متفجرة تحاول النأي بشعوبها عن مخاطر ذلك وتطالب بنزع سلاح إسرائيل النووي، وليس مجابهته بترسانة معادية لن ينجم عن تصادمهما غير دمار المنطقة ولن ينجم عن توافقهما غير خضوع الامة العربية للارادتين الفارسية والصهيونية.
نافذة على العالم :الموقف المطلوب من طموح إيران
نشر في: 21 فبراير, 2010: 06:19 م