الناصرية / حسين العاملتباينت اراء مرشحي الانتخابات البرلمانية في محافظة ذي قار حول ظاهرة توظيف المال السياسي في شراء اصوات الناخبين وانعكاساتها على نتائج الانتخابات، فالبعض منهم ابدى قلقه من تنامي هذه الظاهرة والبعض الاخر عدها سلوكا انتخابيا شاذا لا ينسجم مع مبادئ التحضر.
 المهندس كاظم حسين المرشح عن كتلة العهد الصادق في ذي قار يرى ان لجوء بعض المرشحين الى استخدام المال السياسي في شراء اصوات الناخبين يدل على افلاس المرشح نفسه ويؤشر عدم ثقة الناخبين بذلك المرشح الذي يلجأ الى التحايل واستغلال حاجة الفقراء من الناخبين للمال. واضاف ان تشخيص الناخبين لسلبيات واخفاقات ذلك المرشح الذي كان يشكل جزء من السلطة هي التي تدفعه الى ارضائهم عبر شراء اصواتهم بثمن بخس. واكد حسين لـ(المدى) قناعته بعدم تاثير مثل هذا السلوك على بقية المرشحين مراهنا على وعي الناخب العراقي الذي صقلته التجارب الانتخابية السابقة . اما الدكتور صلاح الجابري المرشح عن ائتلاف دولة القانون فعبر عن قلقه من توظيف المال السياسي في شراء اصوات الناخبين بالقول: نعم هناك قلق من شراء اصوات الناخبين، ولكن ليس من زاوية احتكار الاصوات لصالح شخص متنفذ ماديا وسياسيا وانما من ناحية تربية المجتمع على سلوك شاذ لا يعبر عن الطموح في بناء مجتمع مدني حر عقلاني يستلهم القيم النبيلة. واضاف: ان هذا السلوك يؤدي الى ارتقاء شخصيات غير مرغوب بها وفاقدة للاهلية الاخلاقية والكفاءة العلمية وفاقدة للثقة بذاتها وبالناخب الى البرلمان وعبر الاحتيال والاغراء بالمال. واستدرك الجابري بالقول: لكن مع ذلك فان هذا القلق نسبي لان الناخبين يعون خطورة هذا السلوك المنحرف ويتعاملون معه بعدم احترام. ومن جانبه اكد عبد الخضر الطاهر مرشح عن القائمة العراقية امكانية انطلاء لعبة شراء اصوات الناخبين على الناخب البسيط الذي لم تتبلور بعد قناعاته ولم يبلغ مرحلة حسن الاختيار، لافتا الى ما يقوم به بعض المرشحين والكيانات السياسية من توزيع للمواد المادية والعينية مقابل التعهد بالتصويت للمرشح او القائمة التي تبذل الاموال في هذا السبيل غير السوي على حد تعبيره. واشار الى تداعيات عملية شراء الاصوات وتاثيراتها السلبية على رقابة الناخب لاداء عضو البرلمان الذي انتخب بهذه الطريقة قائلا: حينما يسأل الناخب الذي صوت مقابل المال عن تقصير عضو البرلمان الذي انتخبه مقابل بطاقة شحن هاتف او بطانية فان رد البرلماني للناخب سيكون "انك قبضت الثمن مقدما ولا يحق لك محاسبتي". كما حذر الطاهر الذي اكد في الوقت ذاته ارتفاع درجات الوعي عند الناخبين من استغلال بعض المرشحين والكيانات السياسية للمال العام وامكانيات الدولة في حملاتهم الانتخابية.