عبدالله السكوتي يحكى ان سعد صالح كان نائبا في المجلس النيابي، ومن المعارضين الاشداء للحكومة القائمة يومذاك، وفي احدى الجلسات، اشتدت معارضته حول موضوع من المواضيع المطروحة امام المجلس، وكلما يكاد النقاش ينتهي في هذا الموضوع، كان سعد صالح يثيره مجدداً، فضاق توفيق السويدي ذرعا باثاراته المتكررة،
فطلب الكلام من رئيس المجلس، فلما سمح له ، توجه بكلامه واشار بيده الى سعد صالح وكان (كريم العين) فقال له: (كلما تهمد) ثم جلس، فكف سعد صالح عن اثارة الموضوع مجدداً في تلك الجلسة ولم يتكلم بشيء. هذا هو الذي يفهم بالاشارة، ولكن بحت الاصوات ولم يعلم بعد انه المقصود بها وانها تعنيه، ولا يريد ان يفهم بالاشارة والتلميح ولذا علينا ان نلجأ الى اسلوب آخر، هو المواجهة كي يفهم من لايريد ذلك.الايام المقبلة صعبة ، وهنالك اصوات تداخلت من القاعدة الى اعوان النظام السابق الى المستبعدين عن الانتخابات وكل هذا من الممكن ان يستغل، اذا ما تركنا فراغا في الوضع الامني، ومن السهل ان ينفذ البعض تهديداته وهذا مابدا واضحا من خلال تمزيق الدعايات الانتخابية التي تعتبر مرحلة اولى من مراحل افشال التجربة الديمقراطية ؛ ونريد ان نؤكد ان مراحل اخرى في الطريق وسوف يكون توقيتها مع قرب جولة الانتخابات؛ والان قد بدأت الجولات المكوكية المشبوهة الى دول الجوار كي تعطي تعليماتها للذين اسلموا قياد انفسهم للغير ، الغير الذي لم يلعق الجراح كما لعقها العراقيون ؛ والمطلوب ان نلجأ الى اسلوب مؤثر كما قال توفيق السويدي ولمح، فاسكت من يتكلم معه ، لنبادر الى دخول اوكار الجريمة كي نمنع وقوعها بضربات استباقية متكررة ونسمي الاشياء باسمائها ، كي يتم الفرز الصحيح ويستطيع الشعب تسقيط من لاقدرة لديه على التحمل مع ابناء وطنه ، ولذا اصبح بغمضة عين خارج الحدود ليأتي بما قسم الاخرون له من تصرفات ربما وربما وربما ، انها اسئلة تثار لهذا التصرف الغريب المسبوق بتصرفات اخرى ، ويجلسون ليتهموا الحكومة انها لاتملك سيادة ، ونحن نقول : ان كان بيتك من زجاج فلا تضرب الناس بحجر. وعودة الى الوضع الامني؛ فان المعالجة تأتي من عدة نواحي، منها تشخيص الخطأ، وتشخيص من يروج له، ورصد تحركات الاخرين ؛ فاول الامر يبدأ بالحث على العمل باتجاه اوكار الجريمة وما يقوم به البعض من اذكاء لنار الفتنة من جميع الاطراف هو الذي يصب في مجرى تخريب الانتخابات، وما يصرحون به من تصريحات نارية تكون احيانا اقوى من أية مفخخة تحاول ان تعيد الفتنة الطائفية الى الواجهة.لا نحمل ايا كان على سبعين محملاً، وانما نحلل التصريحات لنرى ما يريد اصحابها من خلالها ونحلل الزيارات كذلك ، ولا ندع الذين يهددون ويتوعدون، بل نطاردهم قانونيا كي نقف على نواياهم الخبيثة.المرحلة الاتية تعني الكثير للعراقيين؛ تجربة اثر تجربة ستذهب وربما لم تعط الكثير للشعب، وهذه المرة ستكون الانتخابات نموذجية، لتوفر الجهد الامني المتوازن والاستعدادات مع وجود خطة امنية ومسك مخارج المدن ومداخلها، ونبقى نرصد لكل فعل رد فعل له كي نحاول الحفاظ على حياة الانسان ، ومن خلال هذا سنمارس تجربة ناجحة، ان لم تحدث فيها خروقات فسوف تكون مسمار الامان لكثير من الالغام التي تحاول الانفجار في وجوهنا.
هواء فـي شبك: (كلما تهمد يثورها الاعيور)
نشر في: 21 فبراير, 2010: 07:44 م