بغداد / علي الكاتبليس بمقدور احد وهو يرى ان الاسواق التجارية تعرض وتباع فيها شتى الملابس التجارية ولمختلف العلامات التجارية العالمية المعروفة والتي اصبحت هذه الايام منتشرة في اسواقنا المحلية وباسعار مقبولة لدى الكثير من الشرائح الاجتماعية ان يتخيل ان الكثير من الناس لايزالون يفضلون شراء الملابس المستعملة التي يصطلح على تسميتها بـ (البالة)
برغم نفور الكثيرين منها لكونها مستعملة من قبل اشخاص غير معروفين لديهم ومجهولية مصدرها ،فضلا عن سلامة استعمالها من الناحية الصحية .استطلعنا عدداً من رواد هذه الاسواق التي تكثر في المناطق الشعبية في مدينة بغداد ورأي المختصين والاطباء وغيرهم لمعرفة اسباب بقاء هذه الظاهرة التي تحدث الكثير عن زوالها قبل مدة بسبب انتعاش الحالة المعيشية وزيادة القدرة الشرائية للكثير من الشرائح الاجتماعية. الدكتور سعد فياض اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية في مستشفى اليرموك تحدث هنا قائلا :ان ارتداء الملابس المستعملة له اضرار صحية كبيرة على صحة الانسان اذ تعد تلك الملابس مصدرا للامراض الجلدية المعدية في الغالب والتي قد تكون بسبب بقاء بعض الفطريات التي ليس من الممكن ازالتها بسهولة او وجود بعض الفيروسات التي تنشط بين الحين والحين مع توفر الظروف الخصبة لها في النمو والتكاثر وهنا يكون جسم الانسان الاكثر عرضة لها في حال استعمال ملابس كهذه لان عامل التلامس متحقق هنا لاريب فيه. ويضيف: وكذلك الأمر لا يقتصر على انتقال الامراض الجليدة فقط ، بل في انتقال عدوى الامراض الجنسية والزهرية على وجه الخصوص من الشخص المصاب الى الشخص السليم وذلك بالملامسة والمقصود بها الجنسية هنا او في استعمال ملابس الشخص المصاب وخاصة الملابس الداخلية اذ تسبب الكثير من الفطريات والفايروسات به حالها حال الامراض الجليدة التي سلف الحديث عنها سابقا.ويرى ان الابتعاد عن استعمال هذه الملابس هو الاسلوب الامثل في الوقاية من تلك الامراض وشراء الملابس الجديدة او العمل على غسل الملابس المستعملة بالماء الحار وبدرجة الغليان وتعقيمها جيدا بالمعقمات قبل الاستعمال منعا للاصابة بالعدوى وتجنب الامراض الجلدية والتناسلية وغيرها،وخلاف ذلك وفي حدوث حالة من حالات المرض على الشخص المصاب مراجعة الطبيب او المركز الصحي القريب منه واخذ العلاج المناسب.ويقول علي سوادي احد باعة البالة في سوق الشورجة :انا اعمل بائعا لهذه البضائع منذ اكثر من 15سنة التي تعود بداية ظهورها في الاسواق المحلية الى مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي ولقد تنقلت بين البيع بالجملة والمفرد ولمختلف الملابس القطنية والجلدية وغيرها على وفق حالة السوق التي لا تشهد استقرار يطول لمدة من الزمن ،وانا حاليا اتخصص ببيع الملابس الجلدية المستعملة التي اجدها افضل من غيرها من حيث الهامش الربحي ومصداقية البائع امام المشتري لان الكثير من الناس لايفضل شراء الملابس القطنية وغيرها من البالة لوجود مثيلاتها الجديدة منتشرة في الاسواق وفي اسعار تقارب في كثير من الاحيان اسعار البالات ،مع ارتفاع اسعار الملابس الجلدية من قماصل وغيرها مقارنة باسعار البالة التي تصل الى نحو نصف سعر الجديدة او اقل بكثير وهو الامر الذي يجعل الاقبال يكثر على شراء البالة خاصة ونحن لانزال في فصل الشتاء الذي تميز هذا العام ببرده القارس طوال الفترة الماضية .ويضيف :اقوم عادة بشراء رزمة من الملابس الجلدية التي تحتوي على 35 قطعة وتكون متعددة الانواع والاحجام والموديلات والقياسات وابحث فيها عن الاجود وغالبا ما اخرج بخمس قطع منها اصنفها على انها الافضل والتي توزاي الجديد حيث غالبا ماتكون غير مستعملة واعرضها كـ (مونة) في المحل باسعارتتراوح مابين الـ 50-25 الف دينار،اما البقية فتباع باسعار متفاوتة بين 10-2 الف دينار ،اما الارباح التي احصل عليها فهي مقنعة حيث لا اضع الا هامش ربح بسيطاً على البضاعة واضعا امام عيني حقيقة ان المتبضع لهذه البضاعة من الطبقة الفقيرة او المتوسطة .فيما يقول رائد لفتة الذي يعمل ببيع البالة في منطقة الباب الشرقي: ان الإقبال يزداد على سوق البالة في ايام الجمع والعطل واكثر المواسم اقبالا من الناس هو فصل الشتاء اذ تكون الناس بحاجة الى ملابس اكثر وباسعار اقل وهذا الذي يجعلها تأتي الى سوق البالات لكون اسعارها تقل بكثير عن الاسواق الاخرى خاصة البدلات الطويلة والمعاطف والاصواف التي تكون اسعارها مرتفعة في متاجر الملابس مع وجود الكثير من المواطنين الذين لايملكون اثمانها الباهظة مما يجعلهم يفضلون الملابس المستعملة التي تفي بالغرض وتقيهم من برد الشتاء .ويتابع حديثه قائلا: اقوم بشراء اكثر من (شليف)رزمة ملابس في اليوم الواحد والذي يحتوي على مئة قطعة او اكثر وسعره لايتجاوز العشرين الفا واقوم ببيع القطعة بخمسمئة دينار وهذا يعني تحقيق ربح يصل الى نحو ثلاثين الف دينار وهو هامش ربحي جيد في هذه الايام ،وهناك انواع مختلفة من البيع من المفرد والجملة اذ هناك تجار كبار يعملون بالبالات يتداولون كميات كبيرة من الرزم وبقيمة تصل الى الاف الدولارات يوميا اذ اصبحت تجارة مربحة هذه الايام لاتختلف عن غيرها على خلاف مايتصور البعض من كونها تجارة محدودة لأشخاص عديدين
البالات ..إقبال واسع من المتبضعين على الشراء!
نشر في: 22 فبراير, 2010: 04:29 م