تحقيق / خالد عبد الاميرتحدث عنها الكثير من الباحثين الاجانب لما لها من سحر أخاذ وجمال الطبيعة ، انها الاهوار تلك المسطحات المائية الواسعة الزاخرة بغابات القصب والبردي الا ان هذه الطبيعة لم تستغل بصورة صحيحة لا في زمن النظام السابق ولا في الوقت الحاضر .
ويؤكد باحثون وخبراء ان الاهمام بالاهوار وتوفير الرعاية الكاملة سوف يخلق أجواءً سياحية ومنتجعات يمكن الاعتماد عليها في توفير ايرادات مالية تنهض بالواقع الاقتصادي العراقي إضافة إلى ان الاهوار كانت مصدراً رئيسياً لسد حاجة العراق من الثروة السمكية ومصدراً للمواد الاولية الداخلة في صناعات مهمة مثل قصب السكر الذي كان يغذي مصنع سكر العمارة والبردي الذي كان المادة الاولية الرئيسة لمصنع الورق في البصرة. مهد الحضارة يقول الدكتور (صبري محمد خليل – مركز الدراسات الدولية) : تعد أهوار الجنوب واحدة من المناطق المهمة لما تشكله من حضور تاريخي كبير فهي مهد الحضارة والتراث العراقي وللاهوار حضور فاعل في محافظات الجنوب وللاسف الشديد عانت الاهوار في زمن النظام السابق ظلماً بحق ساكنيها وهذا بالتأكيد يعود الى أخطاء الحكومة السابقة وهذا دليل واضح على جهل واضح وعدم اهتمام النظام بموروث شعبي يشكل نسبة عالية من السكان ولم يكتف بهذه الأمور، بل قام بتجفيف الاهوار ليقتل كل المفاصل الرئيسة لها.rn بندقية الشرقويقول الباحث ( زياد عبد اللطيف ) من مركز النهرين للدراسات التاريخية : تعتبر الاهوار محطة مهمة من محطات العراق بصورة عامة والجنوب بصورة خاصة فهي منطقة استقطاب وجذب سياحي وهي بندقية الشرق مقارنة الى مدينة فينيسيا الايطالية المشهورة حيث كانت تشهد زيارة آلاف من السياح ومن مختلف انحاء العالم حيث تقع عند ملتقى دجلة والفرات وتبلغ مساحتها (6000) ميل مربع من المستنقعات والاهوار فكانت منطقة جذب للكثير من الرحالة العرب والاجانب ومن مختلف بقاع المعمورة ولقد ذكر الرحالة البريطاني ( ولفرد ) الذي ارتبط اسمه بعرب الاهوار وكتابه الشهير ( عرب الاهوار ) الصادر عام 1964 وكذلك النائبة البريطانية ( ايما نيكسون ) التي زارت المنطقة مرات عدة وأنتجت عنها فلماً تلفزيونياً وقد طالبت المنظمات العالمية ومنظمات الدفاع عن البيئة بالتدخل لثني النظام السابق عن العبث بالتركيبة البيئية بالاهوار من خلال اصرار ذلك النظام على تجفيف الاهوار والقضاء على حياة كانت تمتد الى فترة السومريين ومنذ ما يزيد على ( 6000 ) سنة وكانت النتيجة ان عرب الاهوار اضطروا الى الهجرة وترك البيئة التي ترعرعوا فيها .rn جنة عدن ومنتجع سياحيأما استاذ التاريخ ( محمد الدليمي ) فيقول : ربما لا نذهب بعيداً اذا قلنا ان الاهوار جنة عدن لجمالها الاخاذ وتلك المساحات الشاسعة من المياه والخضرة التي تكونت منذ الاف السنين يوم كانت المياه في الازمنة الغابرة تغطي المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق واخذت تنحسر تدريجياً حتى انتهت الى الوضع الحالي وبقيت منخفضات واسعة ملأى بالمياه تغذيها الانهار وقد ذكرها (كافين ماكس) في كتابه قصبة في مهب الريح.وفي العصور البابلية امتد الخليج العربي الى اعالي العراق وعندما تراجع البحر ترك أثره في الاهوار والجداول والمستنقعات وعلى مر القرون انقسمت الاهوار الطبيعية المعرضة للتغيير بسبب تأثير البحر، كما ان الفيضان الموسمي لنهري دجلة والفرات جعل من مستويات المياه في حالة تذبذب واصبحت الاهوار على نوعين قسم منها دائمية والأخرى موسمية.ان الجمال الذي يحيط بعالم الاهوار كان من المتوقع ان تكون وخلال فترة السبعينيات من القرن الماضي متجسداً على شكل منتجعات سياحية تحاكي البيئة الطبيعية وطريقة الحياة التي يعيشها سكان الاهوار الا ان هذه الفكرة لم تنفذ على ارض الواقع وحتى الآن لم تطبق وتخرج الى النور .ويضيف الدليمي : ان سقوط الحضارات وانتهاء عصر الاقوياء جاء بعد انهيار السدود وانعدام النواظم حيث اندرست الانهار وقنوات الري فاصبحت المياه تتدفق بلا موجه او مدبر فغمرت من الاراضي الشاسعة في جنوب العراق وكونت مساحات واسعة من المياه غطت معالم وآثار الحضارات القديمة وما هذه القطع النقدية المعدنية وما ذلك الفخار الاصفر الا من بقايا الحضارات قبل ان تغمرها المياه ان المياه اوجدت عنصر الحياة فالحشائش المختلفة تكونت على شكل غابات كثيفة من القصب والبردي ونباتات اخرى وعاشت فيها انواع كثيرة من الحيوانات المائية والمتوحشة كما هاجرت اليها الطيور في مواسم البرد وهكذا كانت الاهوار عالماً كبيراً طالما احتفظ بمكوناته المائية والنباتية والحيوانية نتيجة لما يصب فيها من مياه عند نهايات الانهار الكثيرة التي تخترق محافظة ميسان مثل البتيرة والكحلاء والمشرح وفروع نهر دجلة والمجر الكبير ونهر الكسارة والسطيح وهذه تشكل مساحات واسعة يشكل الجانب الشرقي منها هور الحويزة الذي يمتد على طول الجنوب الشرقي لمياه الاهوار القريبة في جنوب ميسان عند (العزير) الذي يتصل باهوار الجبايش في محافظة ذي قار وهناك اهوار الصحين والسلام والميمونة وهور السنية المقابل لقضاء علي الغربي وناحية علي الشرقي من جهة الغرب وكما تنو
الأهوار أجمل مناطق الجذب السياحي.. تستغيث من الإهمال وشحة التخصيصات!
نشر في: 22 فبراير, 2010: 04:36 م