TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مكاشفة: الستوتة العجيبة

مكاشفة: الستوتة العجيبة

نشر في: 22 فبراير, 2010: 05:34 م

كاظم الجماسي (الحاجة أم الاختراع) عبارة تتردد على السنة الناس منذ زمن بعيد، ويعرف الجميع ان سياقات العيش الاجتماعية انتظمت باتفاقات ضمنية بين افراد المجتمع وبطريقة تخدم كل الشرائح، حيث يشكل السوق ملتقى أساسياً لمصالح تلك الشرائح، حيث البزاز والقصاب وبائع الفواكه والخضروات وغيرهم من باعة المأكولات والمشروبات والمستلزمات المنزلية المتنوعة..
ويبدو ان حظوظ المناطق السكنية ليست سواء في مدى قربها وبعدها عن تلك الاسواق الامر الذي يجعل عبارة (الحاجة ام الاختراع) شاخصة على ارض الواقع، حيث راح بعض الشباب من باب كسر شوكة البطالة وتسهيل امر التبضع اليومي للمواطنين، اي ضرب عصفورين بحجر واحد، والحجر المقصود في هذه الحالة قيام الشباب بتحميل(الستوتة) او (الدراجة البيكب) او غيرها من وسائل النقل بالصناديق الملأى بشتى ما تحتاجه ربة البيت من اصناف الفواكه والخضروات التي لاغنى عنها للمنزل يوميا، والتجوال فيها بين ازقة المناطق السكنية المختلفة، مع المناداة بصوت عال باسماء تلك الفواكه والخضر، اي باختصار هي اسواق لاتذهب انت قاصدا اليها بل هي تأتيك لتدق باب بيتك ولاتجشمك عناء الذهاب حيث هي وحمل مفردات تبضعك اليومية..وهناك من اقتدى بهذه التجربة من ذوي المهن المختلفة مستخدما الستوتة متنقلا بين الاحياء السكنية عارضا خدماته الموقعية، ومنها ورش الحدادة المتنقلة، اذ بات من المعروف ان هناك أعمالاً حدادية لا يمكن نقلها الى حيث محل الحداد من مثل الابواب والشبابيك الثابتة والمحجرات المثبته على السلالم والاسيجة الخارجية او التي تبنى على الشرفات او سطوح المنازل، وهو الحداد يقدم خدماته لك في عقر دارك، فعلى حوض الستوتة مولدته وماكنة لحيمه ومطارقه ومقصاته.. ومثله ايضا ستوتة مصلح الطباخات الذي يدور بين الازقة عارضا خدماته الموقعية، كما انتشرت الستوتات في مختلف مناطق بغداد والتي خصصها اصحابها لنقل الركاب سيما بين المناطق القريبة من بعضها، وربما سنشاهد غدا ستوتة نجارة وستوتة تأسيسات ماء منزلية وتأسيسات كهربائية، وربما يصل الامر الى ستوتة قصابة اوبيع السمك الحي اوحتى ستوتة مضمد جوال او اكبر من ذلك ستوتة مركز صحي جوال..وهكذا تكون امثولة الحاجة ام الاختراع شاخصة بممارسات واقعية يومية فضلا عن انها تشكل جزءاً من الحل بالنسبة لمشكلة البطالة المستشرية في الجسم الاقتصادي للبنية الاجتماعية العراقية، يكيف المواطن نفسه وأياه ولايأمل سوى بمعاضدة ذوي الشأن من المسؤولين عبر دعم هذه التجربة المفيدة على اكثر من صعيد..Kjamasi59@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram