وديع غزوان مع اشتداد الحملات الانتخابية تزداد وعود المرشحين بشأن تحسين الاوضاع العامة في العراق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وغيرها .. بعض المرشحين وزيادة في محاباة الجمهور يتناول موضوع الرواتب والامتيازات التي يحصل عليها عضو مجلس النواب بشكل احال المجلس الى حلبة تنافس ومغريات ابعدت الكثير من اعضائه عن المهام التي ينبغي عليهم تنفيذها او المطالبة بها في احسن تقدير,
مهام كانت في صلب البرامج الانتخابية , لكنها وضعت في ارشيف الكيانات دون ان يلتفت عليها احد .ولانأتي بجديد اذا قلنا ان حديث الشارع , الذي صم الكثير من المسؤولين آذانهم وعدم سماعه , هو البون الشاسع في رواتب اعضاء مجلس النواب والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة والغالبية الساحقة من الموظفين , رواتب لايحلم بها بحسب ما اشارت احدى وسائل الاعلام حتى المسؤولون في اميركا وصار هذا الموضوع محل تندر المواطنين على اساس ان شر البلية ما يضحك .في إقليم كردستان التفتت القيادات المسؤولة لهذا الموضوع مبكراً واصدرت قراراً منذ فترة باستقطاع نسبة 10% من رواتب اعضاء البرلمان والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة وتحويلها الى ميزانية الخدمات , وهو اجراء حقق نسبياً شيئاً من العدالة في توزيع الثروات , ونتوقع مستقبلاً خطوات اكثر تماساً وقرباً لافكار المواطنين , ومناقشة آليات تحويل مثل هذه المؤسسات التشريعية ومؤسسات الدولة الى مراكز للخدمة العامة يتسابق مسؤولوها او اعضاؤها الى العطاء وليس على الرواتب والامتيازات المادية الاخرى , خاصة وان الكثير منهم قضى سنوات طويلة من عمره في معترك ومسالك النضال الطويلة والشاقة , لذا فهم الاقرب الى نبض الشارع وتطلعاته . ولايتوهم احد اننا ندعو هنا الى حرمان المسؤول من حقه في راتب يتناسب ومتطلبات الوظيفة التي يشغلها لان مجلس النواب والوزارات ليستا مؤسسات تطوعية , ولكن وكما يعرف الجميع بان ماحدث في بغداد وبعض المحافظات مبالغ فيه ويتطلب مراجعة صادقة وجادة للقوانين المتعلقة بهذا الجانب , بما يعزز الصورة المشرقة والمضحية لعضو مجلس النواب واستحقاقه بجدارة تمثيل الشعب .ان اثارةعدد من اعضاء مجلس النواب هذا الموضوع مؤخراً ومطا لبتهم بتخفيض رواتبهم وتصريح الاخرين منهم بعدم تسلمهم الرواتب اصلاً بل التبرع بها (لاندري لمن واين)؟! فان اثارة هذا الموضوع يؤكد حقيقة الافراط في مقدار الرواتب الممنوحة لهم والمبالغة التي تصل بصاحبها الى الترف , في وقت تعاني نسبة لاتقل عن 50% من الشعب الحاجة بل ان اعداداً منه تعاني الفاقة خاصة وان المواد الاساسية من البطاقة التموينية قد تبخرت منذ اكثر من خمسة اشهر كالسكر على سبيل المثال وليس الحصر .ما نتمناه حقاً انتخابات ناجحة ومشاركة واسعة من المواطنين وحسن اختيار العناصر القادرة على رسم ملامح عراق جديد يحقق الر فاهية والكرامة لابنائه . ومرة اخرى نذكر بخطوة استقطاع الـ 10% في اقليم كردستان علهاتكون بادرة لخطوات اكبر وأوسع .
كردستانيات: وعــود وأمــانٍ
نشر في: 22 فبراير, 2010: 05:54 م