حازم مبيضينيعترف مفتي فضائية الجزيرة يوسف القرضاوى، أن شيخ قطر خليفة بن حمد حماه وأنقذه من الانضمام لقائمة الإرهابيين التي وضعتها الإدارة الأمريكية قبل سنوات، وأصروا على إدخاله فيها، إلا أن شيخ قطر المؤمن وقف بقوة وشجاعة ضد ذلك الإصرار،
ويوجه القرضاوي الشكر في ختام الملتقى العلمي الأول لتلاميذه لشيخ قطر وشعبها لاحتضانهم له منذ خمسين عاماً، مشيرًا إلى أن الله أكرمه بهذه المشيخة التي أفسحت له حرية القول في دروسه وبرامجه الإذاعية والتليفزيونة، والصحفية، مقسماً أنها لم تضع أمامه خطوطاً حمر، ولم ينس الشيخ بالمناسبة أن يهاجم بلده الاصلي مصر معتبراً أنه لو بقي فيها لكان رهين المحبسين. ويستذكر القرضاوي بفخر أنه خطب عقب زيارة شمعون بيريز للدوحة مطالباً من صافحوه أن يغسلوا أيديهم سبع مرات إحداهن بالتراب، وأنه حين التقى الشيخ القطري أقسم له أنه غسل يديه 14 مرة؛ لأنه صافح بيريز مرتين. مريدو القرضاوي يعتبرونه أهم رموز الإسلام المعاصر، بمن فيهم علماء الشيعة، باعتبار أن هؤلاء قبلوا به رئيساً لهم، ويرون أنه كابد الكثير من الحكام سجناً وتهجيراً، وأنه الأشد على الصهيونية، وهو من أفتى بالعمليات الاستشهادية ( الانتحارية )، وبوجوب دعم حزب الله في لبنان. وتحريم مهاجمة ايران، وكارهوه يرون أنه يتحدث نيابة عن الماسونية العالمية، وحاخامات اليهود، وأن لغته تتسم بالنفاق والدجل، وأنه بدعوته لمواجهة ما يعتبره خطر تنامي المذهب الشيعي في مناطق تتمتع بوحدة مذهبية سنية منذ مئات السنين، وينتقد انشغال الأنظمة عن واجبها في الدفاع عن الإسلام السني، ويؤكد أن الشيعة يغالون في محبتهم لاسرة النبوة، وكراهيتهم لغالبية أصحاب الرسول، وينسب الابتداع في هذا المجال إلى المذهب الشيعي، وإن كان يعلن قناعته بإيمان الشيعة بعقائد الإسلام الكبرى بما يبقيهم داخل الدائرة الإسلامية، ويتعامل مع أتباع هذا المذهب باعتبارهم أقلية، يتوجب انصياعها لرأي الاكثرية. فانما هو يدعو لترك محاربة هذا المذهب لما يسميه الحركة الإسلامية ويعني بذلك تنظيم الاخوان المسلمين الذي ينتمي اليه، ويعتبر نفسه خليفة لمؤسسه الشيخ حسن ألبنا. بالتأكيد لسنا في مجال مناقشة القرضاوي دينياً ومذهبياً، وهو الذي يعتبر نفسه مرجعية سنية، واجبه مجابهة التمدد الشيعي، باعتبار أنه يحدث فتنة وبلبلة، لكننا نملك حق مراجعته في امتداحه غسيل شيخه القطري ليديه أربع عشرة مرة بعد مصافحته لبيريس، وكأن ذلك ينفي عن الشيخ القطري مثلبة يسعى بتكرار غسيل اليدين للتخلص منها، مع أننا ندرك أنه سيصافح بيريس مثنى وثلاث ورباع، حال توفر الفرصة لذلك، خصوصاً وأن مشيخة قطر كانت من المبادرين لاقامة علاقات مع الدولة العبرية، تحت غطاء المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة، ويقال إن رئيس وزرائها يمتلك منزلاً للترفيه في اسرائيل، ولا اعتراض لنا على ذلك، لكننا نعترض على المواقف اللفظية التي يواصل حكام قطر إعلانها، بينما يمارسون نقيضها، ويحاولون قدر استطاعتهم، التشهير بكل من يقيم علاقة مع اسرائيل لنفي ذلك عنهم. حين قررت الولايات المتحدة غزو العراق لاطاحة صدام حسين، انطلقت طائراتها من قاعدة العيديد الجوية في قطر، تحت سمع وبصر القرضاوي وبمباركة شيخها غاسل اليدين، في حين كانت فضائية الجزيرة توظف كل قدراتها للتنديد بالعملية، ولعل ذاكرتنا تحتفظ باللون الاسود الذي ارتدته مذيعات الجزيرة يوم إعدام صدام، مثلما نذكر أن شيخاً قطرياً أهداه طائرة قبل سقوطه، ونحتار إلى اليوم في أن نعرف إن كانت تلك المشيخة معه أو ضده، لكن موقفها ذلك شبيه بموقفها من السلام على بيريس، ولا يحتاج لتبرير من القرضاوي، وإن كان ذلك إثماً عند الشيخ القرضاوي فانه لن ينفع في ذلك غسل اليدين آلاف المرات، بالماء والتراب، لان هذه النصيحة خاصة بنجاسة الكلاب الذين تصنف عنصرية مفتي الجزيرة اليهود في فصيلتها.
خارج الحدود :غسيل القلوب
نشر في: 22 فبراير, 2010: 06:05 م