المدى/ اخبار الناصريةكشف خبراء نفط ومتخصصون في الشأن النفطي عن أن محافظة ذي قار قد تصبح في المستقبل القريب ثالث محافظة عراقية من حيث احتياطي النفط، وبالتالي قد تكون من المحافظات المتقدمة في إنتاج النفط في العراق، بعد أن كانت الإحصاءات الحالية تشير إلى أن المحافظة تتبوأ المرتبة الرابعة من حيث الاحتياطي.
الخبير النفطي المهندس كريم الساعدي قال لشبكة أخبار الناصرية امس: إن محافظة ذي قار تتبوأ حاليا المركز الرابع من حيث احتياطي النفط في العراق، حيث تضم ما نسبته 5% بعد البصرة وكركوك وميسان، ومن المرجح أن ترتفع هذه النسبة في القريب العاجل إلى 10% لتكون في المرتبة الثالثة بعد البصرة وكركوك.ورجح الساعدي أن يبلغ إنتاج محافظة ذي قار خلال العامين المقبلين إلى نحو مليون برميل نفط يوميا، لاسيما بعد دخول الشركات الأجنبية النفطية إلى الاستثمار في المحافظة بناء على جولات التراخيص النفطية الأخيرة.وتوقع الساعدي اكتشاف حقول نفطية جديدة في ذي قار، لاسيما بعد اعتماد طرق استكشافية جديدة خلال العقد الأخير، حيث تم العثور على النفط في مناطق كان ميؤوسا منها، موضحا: إن الطرق الحديثة تعتمد على البحث عبر الأقمار الصناعية والتي باتت تكشف أعماقا اكبر مما كان يكشف عنه في الطرق القديمة.وأشار الساعدي إلى أن هناك جملة مشاريع ساندة من شانها أن تسهم في دعم الإنتاج النفطي في المحافظة، منها مشروع ميناء الناصرية والذي من شانه ان يجعل المحافظة منطقة انتاج وتصدير من دون ان تكون ملزمة بإرسال النفط الى البصرة.أما عن حجم الاحتياطي النفطي العراقي فقد ذكر الساعدي: ان المثبت رسميا هو حالي 112 مليار برميل نفط، غير ان التوقعات تشير الى احتمال ارتفاعه الى 360 مليار برميل نفط.إلى ذلك قال مدير حقول النفطية في ذي قار المهندس كريم ياسر: إن ذي قار تعد من المحافظات النفطية المهمة في العراق، وتضم عدة حقول نفطية مابين المكتشفة غير المطورة، وغير المكتشفة والتي تحتوي على كميات كبيرة من النفط.وأكد أن معظم حقول النفط في المحافظة غير مطورة باستثناء حقل الناصرية حيث تمت المباشرة بالمرحلة الأولى من تطويره مطلع عام 2007 بجهود ذاتية لوزارة النفط، وهو ما جعل الحقل ينتج ما معدله 12 ألف برميل يوميا مع قابلية للزيادة عند الاستمرار في عمليات التطوير.كما أن المحافظة تضم حقل الغراف والذي تم الإعلان عنه من خلال جولة التراخيص الثانية، وأحيل إلى ائتلاف شركتي بتروناس وجابكس، ومن المؤمل أن تباشر الشركات عمليات التطوير خلال الأيام القليلة القادمة، حيث يرجح ان ينتج حال تطويره نحو 230 ألف برميل يوميا.ياسر لفت كذلك إلى وجود حقل أبو عامود، وهو من الحقول المكتشفة وغير المطورة ويضم خمسة آبار نفطية، فضلا عن حقل صبه وهو مكتشف وغير مطور ويحتوي 17 بئرا حيث تسعى وزارة النفط إلى تطوير هذا الحقل بجهودها الذاتية.وانتهى إلى القول بان الحقول النفطية الموجودة في المحافظة تحتوي على خزين هائل من النفط وعند المباشرة بتطويرها والبدء بالإنتاج منها ستصبح محافظة ذي قار من الأرقام المهمة في مجال إنتاج النفط في العراق.من جانبه أكد نائب محافظ ذي قار حيدر بنيان، أن المعلومات الأولية من خلال الخبراء النفطيين في المحافظة تشير إلى إن الناصرية تمتلك ثالث خزين نفطي في العراق بعد البصرة وميسان.وتابع: في حال تطور الاستكشافات النفطية والاستخراجات فان المحافظة قد تقفز إلى المرتبة الثانية من حيث الاحتياطي النفطي.يذكر أن ذي قار تتوقع انتعاشا اقتصاديا خلال السنوات القادمة، لاسيما بعد أن قرر مجلس النواب منح المحافظة دولارا واحدا عن كل برميل نفط منتج فيها.المعاون الفني لمجلس المحافظة عبد الحسين هادي هجر كان قد قال في وقت سابق: إن مجلس المحافظة سيضع خطة خاصة بواردات المحافظة، خصوصا وإن ذي قار لم تكن تمتلك في وقت سابق أي واردات مستقلة لأنها ليست محافظة حدودية ولا تطل على موانئ.من جانبها قالت عضو اللجنة الاقتصادية والمالية في المجلس منى الصافي: إن إنتاج المحافظة قد يصل إلى مئة ألف برميل نفط يوميا خلال فترة قصيرة وهو ما من شانه أن يحقق دفعة قوية لاقتصاد المحافظة، مؤكدة إن النفط سيكون من واردات المحافظة المهمة.وتابعت، نحن لجنة اقتصادية ومالية في المجلس سنتابع هذا الموضوع و نحن معنيون بالواقع الاقتصادي في المحافظة، مرجحة أن يكون القرار سببا بإنعاش الواقع الاقتصادي في المحافظة.