TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (وهذا زمان بنا يلعب )

هواء فـي شبك: (وهذا زمان بنا يلعب )

نشر في: 22 فبراير, 2010: 06:48 م

عبدالله السكوتي يحكى ان صديقا لبعض العارفين فارقه زمناً طويلاً ، وشاءت الاقدار ان يلتقيا في مكان ما ، فرأى العارف صديقه شاحب اللون ويده مغلولة الى عنقه ، فقال له : ما حالك وماذا حل بك؟فانشد :
فذاك زمان لعبنا به           وهذا زمان بنا يلعبهذا الزمان الذي بنا يلعب ، ونحن بين براثن السياسيين ووعودهم المعسولة ، التي اختلفت عليها الايام ولم يتحقق منها شيء ، ليس الزمان معنيا بشيء وهو كما قال الشاعر :نعيب زماننا والعيب فينا      وما لزماننا عيب سوانالكننا اصطلحنا على تسمية ابناء الزمان باسمه ، وابناء الزمان هم المسيطرون على كل شيء في جميع  الاوقات ، وهم الذين يتآمرون على الناس ، وهم الذين يبيعون الاوطان ، امام الاموال والجاه ، دول مجاورة وضعت نصب اعينها تجربة العراق وافشالها ، لماذا نضع ايدينا بايديهم ، ونحن نعلم انهم يريدون بشعبنا شرا ، لماذا نطعن خاصرة الوطن لاهداف اقليمية ، ولاجندات خارجية يمسكون معاول الهدم والاخرون يدفعون الاموال ، قوائم وكتل قاطعت وعادت وهددت واخيرا التجأت الى الخارج علها تجد الحل الناجح في السيطرة على السلطة ، معطية ظهرها لرأي الشعب المهم ، صاحب الكلمة الفصل في ديمقراطيته الميمونة ، وهو الذي يوصي ( طير السعد ) اين يضع جناحيه ، وعلى أي رأس يقف ليكون ثمرة جهد الفقراء والمساكين ، ليس لدول الجوار دور في سريان الانتخابات والذي يملأ دلاءه من مياههم غير الصافية ، فسيعطي للناس ماء اجاجا غير صالح للشرب ، وسيضر شعبه ويلعن على مر التاريخ .وليست كل الرؤوس مهيئة لاستقبال طير السعد ، هؤلاء الذين يحاولون جاهدين لرئاسة وزراء العراق والفوز بكتلة هي تشكل الحكومة المقبلة ، يجب ان يراهنوا على صدقهم ووفاء الشعب لهم ، اما السفرات المكشوفة والتي تأتي قبيل الانتخابات بقليل، فهي ذات اغراض مشبوهة، والشعب قد ميز المشبوهين من المخلصين ولا حاجة ان تدفع هذه الدول اموالها لانه لا طائل من جرائها.هذه الألاعيب ما عادت تنطلي على احد (وقد سبق السيف العذل)، ولا عودة الى الخلف لو تدخل العالم اجمعه، وخصوصاً بعد ان اعلنت الولايات المتحدة ان العراق بلد ذو سيادة وهو يقيم احواله جميعها، وشؤونه السياسية بيده، يعني ان الامر عراقي ولادخل لدولة من دول الجوار فيه، لكن نقول لهؤلاء: لقد غاب الرقيب وعلمتم ان الديمقراطية تبيح لكم الصمت عنكم ولذا ركبتم المركب الصعب فصار الامر استغلالاً للفكر  النيّر الذي يجري عليه العراق ونقول لهم مثلما قال الشاعر:زفيري حرك دلالي يفارهاعلى خل الحافر الخله يفارهغاب الكط حله لعبج يفارهاعلاكيفج والديار امست خليه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram