بقلم/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الخامسة والأربعين عن مسيرة مدافع الميناء والمنتخبات العراقية السابق المرحوم صبيح عبد علي الذي ولد في البصرة في أربعينيات القرن الماضي ولعب قرابة 55 مباراة دولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياتهبدأ اللاعب الدولي الراحل صبيح عبد علي في محافظة البصرة مع الفرق الشعبية وكذلك مارس العاب الساحة والميدان وسجل رقما قياسيا باسمه بقي صامدا لمدة طويلة. وفي عام 1957 انضم إلى فريق نادي الجنوب، وكان انضمامه هذا قد مثل الخطوة الصحيحة الأولى في مساره الرياضي، حيث عرف من خلال هذا الفريق كيفية الالتزام بالوحدات التدريبية وكذلك كيفية اللعب المنظم عبر الطرق السائدة آنذاك في لعبة كرة القدم وكالعادة كان صبيح متميزا بين أقرانه وبقي مع هذا الفريق لسنوات عدة وبعد ذلك جاءت فرصة اكبر لإثبات جدارته وتألقه عندما أنضم لنادي القوة الجوية، وفي عام 1967 انضم إلى فريق الجيش الذي قضى معه موسما واحدا ثم عاد ثانية إلى البصرة ليكون لاعبا مؤثرا في صفوف نادي الميناء إلى جانب زميله ورفيق دربه رحيم كريم.مسيرته مع المنتخبات الوطنيةاستدعي صبيح عبد علي إلى صفوف المنتخب الوطني لأول مرة في حياته عام 1968 بعد أن اخذ مستواه الفني والبدني يتصاعد من مباراة لأخرى. حيث كانت مشاركته الأولى مع المنتخبات الوطنية في بطولة الصداقة التي أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران والتي حصل فيها منتخبنا على المركز الثالث. وبعد ذلك تم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب العسكري الذي شارك في بطولة العالم العسكرية التي جرت في اليونان عام 1969 التي حصل فيها العراق على المركز الثالث وقدم صبيح عبد علي في هذه البطولة مستوى جيدا جعله يحافظ على مركزه في تشكيلة المنتخبات العراقية "الوطني-الاولمبي-العسكري" لمدة طويلة. وفي عام 1970 كان احد اللاعبين الأساسيين في تشكيلة المنتخب الوطني الذي قام بجولة طويلة في عدد من الدول الاشتراكية. حيث خاض هناك عدة مباريات تجريبية مع أندية ومنتخبات أوربية وكانت نتائجه متفاوتة، إلا أن المنتخب الوطني ولاعبيه حققوا عدة فوائد من هذه الرحلة الطويلة تمثلت باحتكاكهم مع لاعبين معروفين ومع فرق قوية، ما جعلهم يقفون على مستواهم الحقيقي، وقد عمل طاقمهم التدريبي على تلافي الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون خلال البطولات اللاحقة، لذلك ظهر صبيح عبد علي في قمة مستواه في تصفيات بطولة أمم آسيا التي جرت في الكويت عام 1971 والتي أحرزها منتخبنا الوطني بجدارة كبيرة، حيث يقول صبيح عن هذه البطولة: لقد كانت اسعد أيام حياتي الرياضية، وذلك لأكثر من سبب منها المستوى المتصاعد للاعبي المنتخب ما جعلنا نقدم مباريات جميلة جداً مثلث بداية جيل جديد يدافع عن ألوان الكرة العراقية بكل ثقة واقتدار في البطولات الخارجية، فضلاً عن ذلك أننا حصلنا على المركز الأول وحققنا غايتنا وغاية جمهورنا الوفي.وفي عام 1972 كان صبيح عبد علي في مقدمة اللاعبين الذين تم اختيارهم لتمثيل المنتخب الوطني الذي شارك في بطولة كأس فلسطين الأولى التي جرت في بغداد وكان كل شيء يسير بصورة طبيعية، إلا أن ما حدث في المباراة النهائية ضد المنتخب المصري الشقيق عكر مزاج الجميع بعد أن خرج منتخبنا خاسرا المباراة المذكورة وكأس البطولة بسبب أخطاء فردية وقع بها بعض اللاعبين ودفع ثمنها الفريق بأكمله. علما أن تلك المباراة انتهت (3-1) وسجل هدفنا الوحيد اللاعب دوكلص عزيز من ضربة جزاء.وفي عام 1972 شارك في تصفيات دورة ميونيخ الاولمبية بأشراف المدرب يوري في المرحلة الأولى ومن ثم تولى المهمة المدرب الوطني عادل بشير في المرحلة الثانية. وفي العام نفسه أسهم صبيح عبد علي في إحراز منتخبنا العسكري بطولة العالم العسكرية التي جرت في بغداد. حيث استطاع صبيح عبد علي أن يقف ندا قويا لمهاجمي المنتخبات الأخرى إلى جانب زملائه عبد كاظم، مجبل فرطوس، صاحب خزعل وغيرهم.وفي عام 1973 كان صبيح عبد علي من بين الأسماء التي وقع عليها اختيار المدرب تالاكي يولا لتمثيل المنتخب الوطني في أول مشاركة له في تصفيات كأس العالم التي جرت في استراليا والتي كان فيها منتخبنا قريبا من التأهل إلى النهائيات التي جرت في ألمانيا.وعند العام 1974 شارك صبيح عبد علي مع المنتخب الوطني في نهائيات بطولة أمم آسيا التي جرت في طهران. بينما كانت تصفيات دورة مونتريال الاولمبية التي جرت أيضا في طهران عام 1976 قد مثلت الخاتمة لمسيرة صبيح عبد علي مع المنتخبات الوطنية بعد رحلة طويلة استمرت لمدة ثمان سنوات بذل
صبيح عبد علي.. مدافع هابه المهاجمون وترجل مبكرا
نشر في: 23 فبراير, 2010: 04:48 م