عماد جاسم مع انطلاق حملات الدعاية الانتخابية وقرب موعد الاقتراع يدور الجدل في الشارع العراقي وبين المختصين عن غياب الثقافة الانتخابية لدى نسبة عالية من المرشحين لخوض الانتخابات النيابية القادمة. ولعل اغلب المنتقدين لهذه الظاهرة هم من النواب والسياسيين اذ يشير الكثير منهم الى جهل حقيقي لأعداد من المرشحين باليات التصويت وأساليب الدعاية الناجحة والممنوعات والمسموحات في الترويج الإعلاني.
 ويبين النائب في مجلس النواب والمرشح عن ائتلاف دولة القانون علي العلاق ان الكثير من المرشحين ليس لديهم أدنى اطلاع بقانون الانتخابات وتفاصيل عمل المفوضية وضوابط التصويت وكيفية احتساب الأصوات وما الى ذلك من تفاصيل قانونية وتنظيمية معبرا عن اسفه من جهل رؤساء القوائم بمستوى ثقافة مرشحيهم وغياب اي نوع من التثقيف سواء من المفوضية او من الكتل التي عليها ان تعقد مع مرشحيها جلسات وندوات أرشاد وتثقيف ليتسنى لهم الاطلاع ومعرفة أبعاد العملية الانتخابية وفهم موسع لضوابط الحملة الدعائية وتجنب الوقوع بخروقات. فيما أشار السيد رياض النعماني مدير الإدارة لمنظمة تضامن لمراقبة الانتخابات وهي من منظمات المجتمع المدني اشار الى ضرورة مشاركة السياسيين المرشحين في ندوات تثقيفية لكنه لفت الى تمنع العديد منهم للمشاركة الفاعلة ورغم وجود اعداد من الكتب والكراريس التعريفية بالعملية الانتخابية برمتها والتي صدرت من منظامت ومؤسسات ذات علاقة بعملية التثقيف الانتخابي الا ان اغلب المرشحين لا يطلعون ولا يتابعون هذه النشريات التي تحوي على القوانين والضوابط والتوجيهات وتحذر من الوقوع في اخطاء غير محمودة العواقب مستدركا بالقول الى ان هناك أعداداً من السياسيين المرشحين للانتخابات النيابية القادمة قد خاضوا تجارب سابقة ولهم تجربة مماثلة في الترشيح والمشاركة السياسية في البرلمان لذلك فأنهم على علم بكل الحيثيات ونعتقد ان الحاجة ملحة لعقد جلسات بين المرشحين أنفسهم للاستفادة المشتركة من بعضهم البعض. أما عضو المفوضية المستقلة المشرفة على الانتخابات سعد الراوي فقد اعترف بغياب الثقافة الانتخابية لدى أعداد من المرشحين اذ ان الكثير منهم لا زال يستفسر عن جوانب بسيطة في عمل المفوضية واليات الاقتراع وطريقة احتساب الأصوات ونحن في المفوضية كثيرا ما نشعر بالأسف من وجود هذا الجهل الكبير عند المرشحين اذ ان عملية تثقيف المرشح هي من مسؤولية الكتلة التي اختارت هذا المرشح وعليها ان تعده لخوض الانتخابات على الوجه الأكمل. اما ما ننظمه من ندوات ولقاءات من اجل توعية الناخب لانها مسؤوليتنا في تعريف المواطن باليات التصويت وهذا لا يمنع من إجراء عدة اجتماعات مع ممثلي القوائم المرشحة لتحديث المعلومات والتذكير بقانون الانتخابات وضوابط العملية الدعائية واليات التصويت.