اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > مَن قطع أذن فان كوخ بالضبط؟!

مَن قطع أذن فان كوخ بالضبط؟!

نشر في: 23 فبراير, 2010: 06:19 م

الكتاب: أذن فان كوخ، و غوغان و اتفاقية الصمتتأليف: هاني كوفمان و ريتا ويلدغانزترجمة: عادل العاملقد لا يكون تاريخ الفن و تاريخ الآذان هو نفسه أبداً مرةً أخرى. فوفقاً لكتاب جديد  صدر مؤخراَ، لم يكن الرسام فنسنت فان كوخ هو الذي قطع أذنه اليسرى في نوبة جنون و سكر في أرليس في كانون الأول من عام 1888، كما هو شائع لحد الآن.
بل قُطعت أذنه بسيفٍ كان يستخدمه صديقه، الرسام بول غوغان، في شجار سُكر بينهما على امرأة تُدعى راشيل، و على الطبيعة الحقيقية للفن، كما يذكر جون لينتشفيلد في هذا المقال الذي كتبه لصحيفة الاندبيندانت من باريس. و لقد كذب غوغان بشأن الحادثة و هرب، كما يعتقد الآن اثنان من مؤرخي الفن الألمان. و تستَّر  فان كوخ على حقيقة الأمر ليحمي صديقه و بعدها وُضِع في مصحة عقلية. و انتحر بعد ذلك بسبعة أشهر. و إذا ما تأكد هذا، فإن النظرية الحديثة ــ استناداَ إلى إعادة قراءة تقارير الشرطة و إفادات الشهود ــ يمكنها أن تقوِّض الصورة المتداولة عن فان كوخ كرجل غير مستقر، يترنح على حدود الجنون و العبقرية. ففي النص المعدَّل عن تلك الأحداث في أرليس في مناسبة عيد الميلاد 1888، يظهر فنسنت كسكِّير محب للشجار، و هش ذهنياً، بل و صديق وفي، أخذ معه إلى القبر سر صديقه غوغان هذا. و هناك دارسون آخرون للفنان فان كوخ منخدعون و لكنهم غير مقتنعين. فالباحثون في متحف فن كوخ بأمستردام يفضلون التشبث بالقصة المألوفة: أن فنسنت قطع الجزء الأسفل من أذنه، و لفها بجريدة و طلب من عاهرة تُدعى راشيل أن " تحتفظ بهذا الشيء بعناية ".  أما الاتهام بأن بول غوغان هو الذي أصاب صديقه بذلك الضرر الجسدي الفظيع، فقد نشره هانس كوفمان و ريتا ويلدغانز من جامعة هامبورغ في كتاب من 392 صفحة، بعنوان يعني في الانكليزية (أذن فان كوخ، بول غوغان و اتفاقية الصمت). فقد فحص المؤلفان مجدداً التقارير المعاصرة للشرطة، و إفادات الشهود المتبقين أحياء، بما في ذلك تصريحات غوغان المتناقضة. و هما يُقرّان بأن البرهان النهائي ناقص، و بأن تحقيق الشرطة في مشاجرة السُّكر بين الفنانَين كان فاتراً تعوزه الحماسة في أحسن الأحوال. و بالرغم من ذلك، فإنهما يقولان إن كل الأدلة تشير إلى حقيقة أن غوغان هو الذي قطع أذن صديقه من دون قصد. لقد كان الرجلان يتجادلان في الشارع، كما يرى المؤلفان، بشأن اهتمامهما التنافسي على راشيل من ناحية، و  حول الطريقة السليمة للرسم أيضاً. فكان فان كوخ يؤكد أن الرسم من الحياة، و غوغان يرى أنه من التخيّل. و كان الرسام الفرنسي يهدد بالمغادرة خدمةً للصالح العام، محطماً بذلك حلم فان كوخ في تأسيس مستوطنة فنانين فاضلة utopian في أرليس. و راح غوغان، و كان من هواة المبارزة، يمشي في الشارع حاملاً أمتعته و سيفه، كما يعتقد المؤلفان. و كان فان كوخ يلاحقه.فراح غوغان يلوِّح مهدداً بالسيف في وجه صديقه ليبقيه بعيداً عنه فأصابه من غير قصدٍ و قطع له جزءاً من أذنه. و مضى فان كوخ مترنحاً إلى منزل راشيل و سلَّمها الجزء المقطوع. و في اليوم التالي أدلى الرجلان بإفادتيهما للشرطة. فاتهم غوغان فان كوخ بإيذاء نفسه و قال إنه قد رآه يتعثر عبر الشوارع و بيده شفرة. و راح فان كوخ يتمتم بشكلٍ غير مترابط، و لم يتهم غوغان أو يلوم نفسه. و بعد فحص الشهادات، يقول كوفمان و ويلديغانز، فإن غوغان قد ناقض نفسه مراتٍ عديدة و ادعى أنه قد شاهد أحداثاً لم يكن بوسعه أن يراها. و يشير شهود آخرون إلى أن فان كوخ استفز غوغان فهاجمه هذا.  لم يلتقِ الرجلان ثانيةً أبداً. فقد عاد غوغان إلى باريس ثم هاجر إلى جزيرة تاهيتي الفرنسية في المحيط الباسفيكي. و وُضع فان كوخ في مصحة عقلية ثم انتقل إلى قرية أوفَرز سر أويس Auvers-Sur-Oise قرب باريس. و بعد تدفق نهائي استثنائي من الإبداعية الغامرة، الذي رسم فيه 70 لوحة في 70 يوماً، أطلق على نفسه النار يوم 27 تموز 1889 و توفي بعدها بيومين، و عمره 37 عاماً. فلماذا تستَّر فان كوخ على غوغان، يا تُرى؟ " كان يأمل بذلك أن يكون بمقدوره إجبار غوغان على استئناف حياتهما معاً. فمن الواضح أنه كان يهيم به حباً "، كما يقول كوفمان.عن/ The Independent

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram