أيوب السومريالحديث عن الحواضن النائمة للجريمة يعود مجددا، ولكن هذه المرة بهيئة جرائم منظمة، يتداوله المواطنون يوميا بعدما راحت تتردد أخبار الجرائم والجنح الفردية لغرض السرقة او الابتزاز او تصفية حسابات، فالحادث الإجرامي الذي وقع مؤخرا ونشرت بعض تفاصيله (المدى)
في قضاء المدائن والبشاعة التي جعلت المجرمين يذبحون سبعة أفراد من عائلة واحدة بهدف السرقة، وأية سرقة اذا ما عرفنا ان حجم المبلغ فقط(150) ألف دينار لا غيرها.. خلف في نفوس المواطنين هذا الحادث، بالإضافة الى الأسف والمرارة الشديدتين، تساؤلات عدة لعل أبرزها كيف يمكن ان يأمن المواطن في داره، إزاء رعب من هذا النوع؟ وفي حالة تواتر هكذا حوادث وتكرارها هل بمقدور الشرطة المحلية او الأجهزة ذات الاختصاص في مكافحة الجريمة التصدي لوحدها لشيوع وانتشار هكذا نوع من الجرائم؟لقد شهدت المناطق السكنية في مختلف محافظات البلاد، وخصوصا العاصمة بغداد، عددا من المعالجات المختلفة، منها تجربة الحراس الليليين، والتي كان لها أثر حسن في القضاء على تلك الظاهرة قضاء شبه كامل، وبعد التغييرفي9/4 لم تفعل هذه التجربة التي نحن اليوم أحوج إليها من اي وقت مضى.ويرى المواطنون ان إعادة العمل بتجربة الحراس الليليين باتت اليوم ضرورة يمكن لها ان تبث الطمأنينة في نفوس الناس وتشعرهم ان أرواحهم وأرواح ذويهم وممتلكاتهم في منأى عن أيدي السراق والمنحرفين، فضلا عن أن تلك التجربة يمكن لها ان تمتص جزءا لا يستهان به من حجم البطالة المستشرية بين أوساط الشباب العراقي، وتزرع بالتالي قيم الشرف والشجاعة في نفوس أولئك الشباب في مقابل القيم المنحرفة التي يمثلها نفر ضال من الشباب الذي أمسى نتاجا هجينا لظروف بالغة القسوة مر بها العراقيون.
الحراس الليليون
نشر في: 24 فبراير, 2010: 04:58 م