عبد الزهرة المنشداوي لا يتساوى المواطنون في إمكانياتهم الذهنية او الجسدية، ولكنهم مع ذلك متساويين في حقوق المواطنة وما يرتبه الدستور لهم من حماية اجتماعية وصحية وتوفير أسباب الحياة الكريمة ضمن حدود تكفل لهم العيش دون فاقة او عوز مادي يمكن ان يدفع بهم بعيدا عن تيار الحياة
ويجعلهم ناقمين على أنفسهم وعلى الغير.وما يتبع ذلك من مشاكل اجتماعية على مستوى الأسرة والمنطقة والمحافظة ومن ثم الوطن بأكمله. قد يكون حديثنا سابقاً لاوا نه لان العديد من المواطنين ممن يمتلكون المؤهلات العلمية والعملية لا يجدون لهم فرصة عمل يمكن ان تجعلهم مطمئنين على مستقبلهم ومستقبل عوائلهم، فما بالك الحديث عن شريحة من المواطنين اضطرتهم الظروف القاهرة لترك الدراسة او ان الخدمة العسكرية صادرت كل ما يملك من آمال وتخطيط وسنين شباب العمر ليجد نفسه آخر الأمر على بساط البطالة والعوز والفاقة هؤلاء حديثهم حديث آخر وذو شجون كما يقولون ونريد ان نصب حديثنا على من امتلك الشهادة والمؤهل والمهارة في العمل لكنه مع ذلك لم تشفع له اي منها في معظم مؤسساتنا الحكومية بسبب تفشي الرشوة والفساد الذي لم يجد من يكبحه لكي يشعر المواطن ولو بالشعور الذي لا يدفعه إلى التشكيك بنزاهة المسؤول او من أسندت إليه مهمة وزارة او مؤسسة حكومية. حدثني صديق قال :في صبيحة احد الأيام جاءني احدهم يعرف بأنني عاطل عن العمل ليقول لي تناهى لسمعه اعلان عن وظائف شاغرة في مجلس الخدمة المدنية وطلب مني التقديم لشغل وظيفة كاتب في احدى وزارات الدولة .في مجلس الخدمة وابان فترة منتصف السبعينيات كانت امور الدولة الاقتصادية ليست على ما يرام بسبب تاميم النفط الذي قلص لحدود بعيدة في ميزانية الدولة ما انعكس سلباً على بقية المرافق لذلك كانت مسألة الحصول على الوظيفة اشبه بالحلم. و(واصل حديثه ) في مجلس الخدمة المدنية وجدت الاعلان عن حوالي عشرين وظيفة شاغرة ما بين معلم ومهندس وكاتب ورزام بينما كانت اعداد المتقدمين تعد بالمئات لذلك كدت أصاب بخيبة امل من حصولي على الوظيفة ما بين هذه الحشود ولكني عرفت فيما بعد ان هناك الية للاختيار لمن هو احق بإشغال إحدى الوظائف تمثلت بأن يجرى الاختبار لطالبي الوظائف كلا حسب مستواه الدراسي وكان الاختبار هو استدعاء أساتذة ومدرسين يضعون الاسئلة حسب المستويات الدراسية للمتقدمين على ان يقوم الراغب بالتعيين بالتوجه الى كلية الاداب في يوم وساعة محددة للخضوع للامتحان .وفي الكلية وزعت علينا الدفاتر والأسئلة وقمنا بحلها وكان بعضها ينحو منحى أكاديمياً وبعضها في المعلومات العامة واخرى قوة التعبير .وعند اعلان النتيجة شاءت الصدف ان احصل على نتيجة متقدمة ما اتاح لي حجز وظيفة على ملاك الدولة دون ان يستدعي الامر وساطة او رشوة او تدخلاً وهذا هو كان عمل مجلس الخدمة المدنية الذي ألغاه النظام البائد في نهاية سبعينيات القرن الماضي مع انه من المؤسسات التي يمكن ان تؤسس للمساواة بين المواطنين وتعطي الفرصة لمن يستحقها على العكس مما يجري الان .انتهى حديث الصديق و أوردناه لكي نذكر ممن سوف تؤول إليهم الأمور في الدورة الانتخابية المقبلة ان مؤسسات الدولة يجب ان تبنى على معايير لا يمكن اختراقها بالرشوة او الوساطة وان مجلس الخدمة الفيدرالي مؤسسة لابد منها ان كنا من المؤمنين بإشاعة العدالة وتكافؤ الفرص.
شبابيك: مجلس الخدمة مؤسسة لابد منها
نشر في: 24 فبراير, 2010: 05:00 م