وديع غزوانجمعتني الصدفة قبل ايام في مقهى شعبي مع مجموعة من الا صدقاء , ورغم هواية اغلب روادها لعب الدومينو والطاولي حد الهوس , فإنهم استقطعوا جزء اً من وقت اللعب للاستماع الى مناظرة بين عدد من مرشحي القوائم الانتخابية التي كانت تبثها احدى الفضائيات ,
وشد انتباهنا السؤال المتعلق بما يسمى القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم حيث استعرض مرشح التحالف الكردستاني باختصار اسبابها ووجهة نظر التحالف المعروفةازاءها , غير ان المفاجأة التي اذهلت الجميع دون استثناء هو ماطرحه احد المرشحين ,لااتذكر ضمن اية قائمة, الذي طالب بان يكون منصب رئيس الجمهورية من حصة العرب وليس صحيحاً ان يتبوأ هذا الموقع كردي وكذلك الخارجية التي حمل وزيرها كونه كردياً سبب ابتعاد العراق عن محيطه العربي ! الغريب ان هذا المرشح استرسل لينتقد المحاصصة ومساوئها دون ان يدري بان حديثه عن موقع رئيس الجمهورية والخارجية قصير النظر و يقع في خانة اسوأ انواع المحاصصات وبعيد عن اي نظرة وطنية تحرص على العراق ووحدته بل تعمد الىقلب الحقائق, نظرة استعلائية مقيتة تحاول تهميش المكونات الاخرى وحصر القرار بيد فئة دون اخرى , في حين ان من اولويات اي نهج وطني وديمقراطي الايمان بحق الجميع في المشاركة بصنع القرارات خاصة المصيرية منها . المناظرة بين المرشحين انتقلت الى نقاشات ساخنة بين الجمهور . صحيح ان البعض كانت له تحفظاته وآراؤه المختلفة بل المتباينة في بعض القضايا عن وجهة النظر الكردستانية , الا ان شبه اجماع واتفاق على رفض وجهة نظر المرشح بشان أحقية العرب كونهم الاكثرية بالمناصب المهمة , وعدوها تجنياً واعتداء على تاريخ وحقيقة العراق المشرق الذي لم يكن ينظر للشخص الا بمدى كفاءته وقدرته على تحمل مسؤولية المنصب الذي يشغله .. واخذ البعض يسرد امثلة عن دور الكرد والمسيحيين وغيرهم في الدفاع عن العراق والاسهام الفاعل في الحياة السياسية والاقتصادية وغيرها ودور القائد محمود الحفيد وغيره في ثورة العشرين وانتفاضات العراق الاخرى . ومثل غيري من العراقيين البسطاء تمنيت لو ينأى المرشحون عن مثل هذا الطرح لانه لاينم الا عن جهل بابسط ابجديات الخطاب الوطني الذي تستند معاييره الى الولاء للعراق وترابه وسمائه سواء كانت في البصرة او الديوانية او نينوى او اي مدينة من مدن كردستان العراق ,فليس العبرة في اصل من يشغل هذا المنصب او ذاك بل بمقدار ما يحمله من ولاء وارتباط بالوطن والحرص على تحقيق تطلعات شعبه.. المهم ان نحظى بممثلين في البرلمان يحرصون على المواطن ويشعرون بهمومه وجوعه والمه بصدق .. ممثلون للشعب بجميع مكوناته واطيافه يتسامون بمواقفهم الى مستوى يعيد العراق الىألقه ومكانته التي يتمناها كل مخلص .
كردستانيات :خطاب مرفوض
نشر في: 24 فبراير, 2010: 05:17 م