اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > مقالات مختارة بقلم ابو سعيد

مقالات مختارة بقلم ابو سعيد

نشر في: 24 فبراير, 2010: 05:57 م

1- سارق الأكفان..7/4/1960التقيت في البصرة  بتاجر وسط، كان حديثه يدور شأن الكثير من الناس في الشكوى من ارتفاع الأسعار "الدهن.. اللحم.. صابون أبو الهيل.. السمك.. الصبور والبصل بوجه خاص". شوف ابني كل انواع المرق "الباذنجان الفاصوليا السبيناغ الطمامة" ما عدا مرق "الشجر" تحتاج الى البصل، وكذلك الدجاج المحشي والسمك المحشي واواع الكبة والدولمة تحتاج إليه
وسعر الأوقية يعتبر حقتين ونصف اسطنبول من البصل بـ600 فلساً بينما السكر الإنكليزي يصنع في بريطانيا العظمى ويدفع عليه "نول" للشحن واجور حمالية وخانجية ودلالية وكمرك وأرباح تاجر جملة ومفرد، ثم تشتريه بنصف سعر البصل، شفت ابني هذي أين.. ومتى صارت.قلت:- إذا لم يبق شيء غير البصل تفكر فيه من أشياء في البصرة برغم لذة البصل مع الدجاج المحشي، ولذة البصل مع الخبز الناشف في طعام بعض الناس فأني لا أرى رأيك في التشاؤم من سعر البصل، ان ضجة البصل تنبه رائحة البصل فهي أكبر وأضخم من حقيقتها.. البصلة صغيرة ورائحتها تمل البيت وضجتها تمل المدينة، وأكل البصلة يفضح نفسه إذا نطق.. أليس كذلك؟وفي اعتقادي أيها العم ان فقدان البصل من الأسواق مسألة بسيطة فيكفي جلب 100 طن الى البصرة أعني عشرة شاحنات قطار وبعدها عشرة فيعود سعر البصل الى وضعه، فالمسألة بسيطة ولا ينبغي تكبيرها ولا ينبغي الإصغاء للشائعات التي يروجها أعداء الجمهورية خصوصاً منهم جواسيس العهد المباد.قال:- شوف أبني نحن أنا وأولادي لا نتعاطى السياسة وليست لنا مداخلات والحمد لله ونكره حتى مراجعة المحاكم، ونحن لهذا السبب لا نبيع بالكميالة ولا أعطي ديناً بفلس أحمر، بل أبيع نقدي أنا أضع في الجيب وأنام مرتاح البال، ولكن ما تفضلت به من وجود الجواسيس وأهل الطمع والرشوة واكلي المال الحرام هو صحيح وهو سبب المشاكل.أحكي لك "سالفة" في المعنى الذي في فكري، يقال ان ولداً يتيماً كان يسمع الناس من كل صوب يشتمون ويلعنون أباه وهو لا يدري سبباً لغضب الناس على أبيه "المرحوم" وكان يسأل امه عن السبب فلا يلقى عندها الجواب حتى زهق وذاق ذرعاً بالحياة وبالناس فراح يهدد أمه ويظهر عليها الخناق لتكشف له السر حتى أخبرته بأن الوالد المرحوم كان ينبش القبور ويسرق أكفان الموتى فأحتقره الناس وكرهوه وشتموه ولعنوه حيا وميتاً.وراح الولد أبن الملعون يفكر كيف يحسن سمعة أبيه ويخلص روحه من اللعنة، فذهب الى المقبرة وصار ينبش القبور ويسرق أكفان الموتى- كما فعل أبوه من قبل- ويزي على ذلك بأن يمثل بأصحابها حتى أشتهرت فعلته وصار الناس يترحمون على أبيه، فقد كان أبوه يسرق الكفن رحمه الله ولا يمثل في الجنازة، هكذا صار يتحدث الناس!شوف ابني "أبو سعيد" ان بعض الموظفين وغير الموظفين عندنا وربما في بغداد أيضاً يريدون ان يترحم الناس على أرواح عبد الإله ونوري وأبنه صباح فهذه هي المسألة!قلت:السالفة لطيفة أيها العم ومفيدة للذين يريدون ان يفهموا، لكن السوالف وحدها لا تكفي خصوصاً وان الإنكليز والأمريكان والجنيهات والدولارات والإذاعات والشائعات والأكاذيب كلها موجودة تؤثر في العقول والقلوب وبعض الضمائر وعليه ينبغي ان تكون على حذر فليس أخبث من الاستعمار في الدنيا وليس أخبث من جواسيسه.والمسألة عندي أيها العم ليست في أسعار البصل او اللحم والدهن، بل ليست فيها براء من مشكل أخرى ومضايقات واعتداءات وقتل، بل هي في أصابع الاستعمار.. الأصابع التي ينسى وجودها البعض ولا ننساها نحن الشيوعيين.. ومنا وعد انني سأظل أذكر الناس بالاستعمار.. ووعد آخر أني سأنقل بأمانة الى الشعب الأفكار والسوالف النافعة.rn2- أبو شوارب12/5/1960من تجربتي خلال عام من عمر الصحافة الوطنية العلنية الحرة أطال الله بناءها ما بقيت جمهوريتنا المتحررة من تجربتي ان الكواليس والدهاليز والمجالس، وهي امانات والكتب والبرقيات والتوجيهات على اختلافها ارتفاعاً وانخفاضاً ليس فيها خبر بمعنى الخبر الصحفي، ناهيك عن الخبر الصحفي السجين، ذلك ان اخبارها ليست أخباراً يجهلها الناس، فالشائعة عندنا في هذا البلد تسبق الخبر وتمشي أسرع منه حتى ليعجز الصحافي في بغداد ان يصطاد شيئاً لم يسبق ان تهامس به الموظفون أو جلاس المقاهي أو استمع اليه المستمعون من إذاعات عالمية.. غريب أمر هذا البلد وغريب أمر شعب له ألف.. ألف أذن وعين (.. تلك تجربتي وأني أراهن عليها وأنطلق منها الى مذهبي في الصحافة وطريقتي في الخبر.. الخبر الذي أسعى ان أجده سميناً وصغيراً وطريفاً في الوقت ذاته.وطريفتي أني أبحث عن الخبر لا في الكواليس والدهاليز المعتمة الضيقة، بل في عرض البحر وعند سطوع الشمس أنا أذهب الى الشعب.. الى الجمهور الواسع من الناس فاندس بين صفوفهم واستنطق الآمهم وأمالهم واسطاد هناك في الشارع والمقهى والتاكسي والسينما والسوق والمعمل.. اسطاد ما أشاء من الأخبار والأفكار.من ذلك هذا الخبر الذي أتيت به من البصرة، فرصة لرؤيته حتى توفرت في صباح أول عيد الفطر المبارك، صعدت الى تاكسي في البصرة قاصداً العشار وجلست وانتظرت وطال انتظاري ولم يأت ركاب آخرون فتنحنحت واشعلت سيكارة فالتفت السائق الي بوجه أصفر ناهل وشوارب سوداء ضخمة وعينين أختلج فيهما الحياء.. الحياء الذي يفهمه البصريون في أنفسهم ويعرفونه ويقدرونه.قلت للسائ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram