اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > "أبو سعيد": اسطورة الصحافة اليسارية

"أبو سعيد": اسطورة الصحافة اليسارية

نشر في: 24 فبراير, 2010: 06:00 م

"أبو سعيد"أي عراقي من أبناء الشعب لا يعرف أبا سعيد! ذلك المناضل الباسل، والأديب البارع الذي حمل رسالة القلم ورسالة النضال الثوري بكل ثبات وتفان، وضل أميناً لشعبه والأفكار حزبه الشيوعي حتى آخر اللحظات. لقد شق ابن سعيد (عبد الجبار وهبى) طريقه الى قلوب أبناء شعبنا،
 واحتل مكانته المرموقة هناك بعد انتصار ثورة 14 تموز رغم ان نضالات ذلك الأديب الثوري الخالد تمتد الى ذلك التاريخ بكثير، فعلى جريدة اتحاد الشعب (لسان الحزب الشيوعي العراقي)، كان عبد الجبار وهبي يحتل زاويته الخاصة بتوقيع "أبو سعيد" وكان قرأ الجريدة على اختلاف مشاربهم يتطلعون، أول ما يتطلعون، الى ما يكتبه قلمه اللاذع، شواظاً على أعداء تموز، في التحرر الكامل والديمقراطية والتقدم والرفاه، لقد ناضل أبو سعيد بلا كلل من اجل قيام نظام ديمقراطي رصين في العراق، نظام للعمال والفلاحين والمثقفين الشعبيين وسائر فئات الشعب المعادية للرجعية والاستعمار؛ نظام يؤمن أوسع الحريات الديمقراطية للشعب وقواه التقديمية والوطنية، ويوزع الأرض على الفلاحين الكادحين، ويضمن الحقوق القومية للشعب الكردي، وينهض باقتصاديات البلاد بعد تحررها من قبضة الاحتكارات الأجنبية، نظام معاد لكل أشكال الاستعمار، القديم والجديد، ويسهم بدور هام في حركة التحرر العربي، وفي قضية صيانة وتعزيز السلام العالمي، نظام يقوم على اتحاد جميع طبقات الشعب الوطنية ويكون عماداً له اتحاد الطبقة العاملة والفلاحين.ودعا أبو سعد بوجه خاص الى الديمقراطية الحقيقية، الى مساهمة الجماهير الفعلية في بناء المجتمع وتطويره، دعا الى حرية الرأي والتعبير وحرية التنظيم وحرية الكلمة والصحافة، كل ذلك من اجل صيانة ثورة تموز ودفعها الى الأمام وتطويرها وتعميقها واغنائها.وفي تموز 1963 أعلن الحكام الفاشست أنهم اعدموا شنقاً، عبد الجبار وهبي مع الفريقين الخالدين جمال الحيدري ومحمد صالح العبلي تجسيداً لحقدهم على تموز وشعب تموز، وانتقاماً منه ومن نشاطه البطولي من أجل خدمة الشعب ورفاهيته، وكرهاً لأفكاره الشيوعية المنيرة الوضاءة، وتحدياً لإرادة الشعب والحزب الشيوعي العراقي، حزب الشهداء، حزب الشعب، واعتقاداً منهم أنهم بذلك يقضون على الحزب ويمنعون نهوضه... ولكنهم كانوا يقضون على أنفسهم ويضيفون أدلة جديدة على إجرامهم، فأدانهم الشعب والتاريخ وسخر منهم، ولابد ان يدفعوا حساب جرائمهم السود.لقد ولد أبو سعيد في مدينة البصرة، نشأ وترعرع فيها، درس في مدارسها ثم سفر الى بيروت وتخرج من الجامعة الأمريكية فيها متخصصا في علم الفيزياء، وتاريخ الفيزياء في مدارس الثانوية. دفعته مشاكل الشعب العراقي وحالته الى العمل السياسي، وكان إنساناً في نظرته وديمقراطياً أصيلا، ومواطناً غيوراً ومناضلاً جاهد ضد الاستعمار، فبدأ حياته السياسية الانضمام الى الحزب الشيوعي العراقي واهباً حياته ومستقبله وروحه للحزب من اجل قضية الشعب العادلة، فكافح وناضل داخل صفوف الحزب، يلقي القبض عليه مرة ويفرج عنه بعد حين، ثم يسجن، ويطلق سراحه، فيعمل سراً مختفياً عن أنظار أفراد الأمن، متنقلاً بين الجماهير من دون ان يعرفه احد، كرس كل جهوده لخدمة الطبقة العاملة وأهدافها من دون كلل، متحملاَ كل الصعاب، وعمل في تشكيل التنظيمات الجماهيرية وساهم في قيادتها. بعد ثورة 14 تموز 1958، عمل أبو سعيد بكل طاقته مع المثقفين، مع الكتاب والأدباء مع العاملين، في حركة أنصار السلام، وفي المنظمات الجماهيرية، ومن بعد إجازة، اتحاد الشعب- اليومية- أصبح عضواً في لجنة تحريرها، وتخصص في ركن؟؟، " كلمة اليوم" وكان في هذا ناقداً سياسياً فريداً في أسلوبه البسيط العميق، الناقد الى قلوب الجماهير يعالج قضايا الشعب الهامة والملحة بأسلوبه الانتقادي اللاذع والمشرق.كان الناس، من مختلف الفئات والطبقات، شيوعيين ونقديين وديمقراطيين، وغير حزبيين ينتظرون الفجر الطالع عليهم" اتحاد الشعب" ويتجهون أولاً الى الصفحة الثامنة، الى العمود الأول، الى كلمة ابن سعيد، يقرؤونها باهتمام وإيمان، يقرأون السطور والكلمات وما بين السطور، فيفهمون ما أراد، "أبو سعيد" وما ألم اليه، انه كان يكتب بأسلوب مشوق، يعالج فيه مشاكل الناس الحقيقية، وان الواحد لا يبدو الحقيقة، إذ يقول ان فئات اخرى من العراقيين، ممن وضعوا أنفسهم خارج القوى الوطنية وعادوا الديمقراطية وضاقوا بثورة تموز وبالنظام الجمهوري، ان هؤلاء كانوا يشترون "اتحاد الشعب" لقراءة "أبو سعيد"، فالحقيقة التي كان يسطرها "أبو سعيد" بأسلوبه الخاص فرضت نفسها على فئات واسعة جداً، حتى على الذين كانوا يفضح مؤامراتهم.ثم انحرف قاسم بسياسته، وعادى القوى الديمقراطية والشيوعية، ونكل بالمواطنين وحرم كثيراً من نشاطهم وحدد القسم الآخر، واطر عدد من المنظمات الجماهيرية الى العمل السري، وتبلور الحكم بنظام معاد للديمقراطية، وللقوى المخلصة المدافعة عن ثورة تموز ومكتسباتها العاملة من أجل الدفاع عن جماهير الشعب العراقي ومصالحه.وهنا سلط "أبو سعيد" نقده اللاذع على النشاط الرجعي، ألقى الضوء عليه وكشف للجماهير وحذر منه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram