عبدالله السكوتي يحكى ان كذابا ، كان يكذب بشكل لايقبل ولايعقل ، وكان عنده صديق ينصحه دوما بترك الكذب ، الا انه لاينصاع لنصيحته ، واخيرا اتفقا على طريقة ينبهه بها اذا كذب كذبة كبيرة ليستدركها ويقلل من غلوائها ، وطريقة التنبيه ان يربط حبلا في رجل الكذاب ، فاذا كذب سحب الحبل كي ينبهه.
وفي يوم من الايام ، حضر الاثنان مجلسا ، وبدأ الكذاب جولته عند الصيد ، فقال : خرجت ذات يوم الى الصيد فشاهدت ثعلبا ذيله طويلا ، وقدر ذيل الثعلب انه من مركز بغداد حتى (الحلة) ، فسحب صديقه الحبل ، فانتبه فقال ، (لا اقل شوية تقريبا منا للمحمودية ) ، فسحب صديقه الحبل ، فاستدرك قائلا ( الحقيقة ذيل الثعلب منا للدوره ) فسحب صاحبه الحبل ، عندها تأثر الكذاب وقال في غضب بالغ (كول ماعنده ذيل ) . ونحن نشهد دعايات المرشحين الانتخابية نرى ان لكل قاعدته ، ولكل طريقته في شرح اهدافه وكسب الناخبين ، لكن علينا ان نربط كل مرشح (بحبل ) وحين يكذب او يخرج عن حدود المعقول في تحقيق اهدافه نسحبه بالحبل كي ينتبه ، فيعود الى المنطق والمعقول في طرح الافكار .جميع الوزارات لاتمتلك ولن تمتلك على الاقل خلال الاربع سنوات المقبلة (مليون فرصة عمل ) ، لكن احدهم لم يزل ينادي بانه سيوفر (مليون فرصة عمل ) ، وهذا الامر لايخلو من المبالغة والتهويل ولو خضع هذا المرشح لقاعدة الحبل لشبع سحبا على طريقة صاحبنا الذي شاهد ذيل الثعلب.الدعاية الانتخابية مشروعة ومن حق المرشح ولكن مانراه يخرج عن دائرة الدعاية الى الضحك على الذقون ، فالاخوان يعدون بمالايملكون ، و مع هذا فمن الممكن ان نعذرهم ، لانهم يريدون ان يصلوا الى اهدافهم بسرعة ، ولان الوقت غير كاف للتعريف بهم وبانجازاتهم المقبلة ، راحوا يكيلون الخدمات كيلا ، ويوفرون فرص العمل الكبيرة ويعطون الكهرباء بلا قطع مبرمج ولا انقطاع دائم وسوف يقفلون بحسب وعودهم منابع المياه المصنعة التي تباع في القناني ليلتفتوا من جديد الى مياه دجلة الخالد ، وتأتي المياه المعقمة في انابيبها القديمة الى آخر القائمة.كل هذا تشاهده بلحظات لتعيش الحلم السعيد، لتبقى تحلم على مدى الايام الاتية وبعدها تأتي، فترة اخرى من النشاط النيابي بعد الفوز، ومن ثم تبدأ عملية الارتخاء والمطالبات بالمميزات الخاصة وهكذا، وحين تسأله عمن يمول حملته الانتخابية وهو لم ينتم لحزب، يقول لك مجموعة مستثمرين، وهذه انا اخشاها كثيراً، من هم المستثمرون؟لا نعلم من اين تأتي الاموال وماهي المعطيات التي يجب ان يتسم بها المرشح حتى ينال ثقة هؤلاء المستثمرين.. وفي هذا يحكى ان احدى العجائز دخلت يوماً على السلطان العثماني سليمان القانوني تشكو اليه جنوده الذين سرقوا مواشيها بينما كانت نائمة، فقال لها السلطان: كان عليك ان تسهري على مواشيك، لا ان تنامي؟ فاجابته: ظننت انت الساهر يا سيدي، فنمت.ونحن نطلب من الشعب ان يبقى ساهراً على مصالحه ويعرف ما ينفعه وما يضره. وكما قال الشاعر:شرُّ البلية اشفاق على فئة لو كنت تؤكل ماعفوا ولا شبعواتبيت تبكي لصرف الدهر يفجعهم ولو رأوك على الاعناق ما دمعوا
هواء فـي شبك :(كول ماعنده ذيل )
نشر في: 24 فبراير, 2010: 08:13 م