بغداد/ وكالات  - ليث محمد رضا التقى رئيس الجمهورية جلال طالباني في مقر اقامته بمدينة السليمانية أمس الاول وفدا فرنسيا موسعا رفيع المستوى برئاسة وزير الصناعة الفرنسي كريستيان ارستوزي وعضوية السفير الفرنسي لدى العراق بوريس بوالون وعدد من اعضاء البرلمان وممثلي الحكومة الفرنسية ورجال الاعمال ورؤساء كبريات الشركات الفرنسية .
وقال الرئيس طالباني  خلال اللقاء : ان فرنسا بلد صديق للعراق وإن العلاقات العراقية الفرنسية هي علاقات تأريخية جيدة وقديمة مضيفاً "من المهم ان نبني على علاقاتنا القديمة والتأريخية علاقات مستقبلية متينة وموسعة، وزيارتكم هذه ستساهم في تطوير هذه العلاقات بين الجانبين"، موضحاً "الذكريات الفرنسية في العراق هي ذكريات الثقافة الفرنسية والافكار التقدمية والديمقراطية وحقوق الانسان وكل هذه المبادئ  نبتت في فرنسا".وجدد الرئيس طالباني تطلع العراق الى مساهمة الشركات الفرنسية في حملة اعادة الاعمار والمجالات الاستثمارية الاخرى، لاسيما في أقليم كردستان والمناطق الآمنة في الجنوب والوسط.من جهته نقل الوزير الفرنسي تحيات الرئيس نيكولاي ساركوزي وكبار المسؤولين الفرنسيين الى الرئيس طالباني، مشيراً الى اهمية الزيارة التي قام بها الرئيس طالباني الى فرنسا واصفا اياها بالمهمة و التي ساهمت بشكل كبير في توسيع العلاقات بين البلدين الصديقين.واشار وزير الصناعة الفرنسي الى ان "هذا الوفد الواسع الذي جاء الى العراق واقليم كردستان دليل حي على اهتمام فرنسا بالعراق وان الرئيس ساركوزي لديه رغبة قوية في تمتين و توسيع العلاقات معكم في جميع الميادين" مضيفاً "ان الرئيس ساركوزي ملتزم بتنفيذ وعوده التي قطعها امامكم لمساعدة الشعب العراقي في كافة المجالات".وحضر اللقاء كبير مستشاري رئيس الجمهورية فخري كريم ووزير الاعمار في حكومة اقليم كردستان كامران احمد وممثلي غرفة تجارة السليمانية. وكان وزير الصناعة الفرنسي كرستيان ارستوزي قد وقع  أمس الاول مع وزير الصناعة و المعادن العراقي وعدد من رجال اعمال عراقيين و فرنسيين ستة عقود و اتفاقيات .وذكر مندوب ( المدى ) الذي حضر حفل توقيع العقود والاتفاقيات انها  تتضمن ثلاثة  مذكرات تفاهم لتطوير صناعة البترو كيمياويات و مذكرة تفاهم لاشراك شركة لافاك الفرنسية التي  تعد أكبر شركة في صناعة الاسمنت لاعادة تأهيل معمل اسمنت كربلاء بالاضافة الى مذكرة تفاهم لاتفاق مبدئي بين الشركة العامة لصناعة السيارات بالاسكندرية وشركة رينو بتجميع الحافلات في العراق .ويذكر ان هناك مذكرات تفاهم مماثلة مع الجانب الفرنسي ليس فقط مع وزارة الصناعة بل مع وزارة الكهرباء في مجال الطاقة ومع وزارة النفط بالاضافة لقضايا التجهيز في وزارة التجارة و الوزارات الاخرى بين مؤسسات  فرنسية  و  مؤسسات و شركات عراقية في مجال الاستثمار.وكان ارستوزي قد وصل الى بغداد صباح أمس الاول على رأس وفد يضم أربعة نواب وعشرين شخصية من رؤساء كبرى الشركات الفرنسية في مجال الاستثمار. حيث زار موقع مشروع ماء الرصافة الذي تنفذه شركة فرنسية المشروع الذي من المؤمل ان يوفر الماء الصافي لاربعة ملايين مواطن ،كما افتتح الوزير الفرنسي بعد ساعة من وصوله المركز الفرنسي لرجال الاعمال مع سكن لهم في وسط الكرادة و الذي سيشكل قطباً حياً للتبادل الفرنسي ، بحضور وزير الصناعة العراقي فوزي الحريري ومجموعة من كبار رجال الاعمال ورؤساء الشركات الفرنسية ونواب في البرلمان العراقي.  و أكد ارستوزي في كلمة له  ان زيارته الى العراق "هي ترجمة لرغبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بناء صلات الثقة و التضامن  مع العراق الجديد"، مشيراً الى ان زيارة الرئيس ساركوزي قبل عام سجلت التزاماً كبيراً لفرنسا لكي تقف الى جانب العراق  ،وقال وزير الصناعة الفرنسي  ان "فرنسا تبذل في هذه الايام جهود لاخراج العراق من نظام العقوبات تحت الفصل السابع باسرع وقت ممكن في اطار واضح  باحترام الشرعية الدولية" .و في إجابة على سؤال لمندوب (المدى) حول طبيعة المشاريع التي ستنفذها الشركات الفرنسية و هل ستتضمن مشاريع انتاجية  قال وزير الصناعة الفرنسي  : انها مشاريع انتاجية و ستتضمن مشاريع استهلاكية مشيراً الى ان العراق بحاجة الى النوعين مؤكداً وعي الجانب الفرنسي بأن العراق ساحة كبيرة وسوق واعدة مذكراً بأن الصناعة الفرنسية هي صناعة معروفة ومشهود لها في كل بقاع العالم لذلك اعتقد أن الصناعة الفرنسية تستطيع ان تستجيب لكل متطلبات السوق العراقية سواء فيما يتعلق بالبيئة او الطاقة او البتروكيمياويات او في المجالات الأخرى.من جانبه قال وزير الصناعة العراقي فوزي الحريري ،ان علاقة العراق بفرنسا علاقة تاريخية و ان "المركز الذي تم افتتاحه هو الاول من نوعه في العراق، وهو دليل على الدعم الفرنسي للتوجه الديموقراطي العراقي الفريد بالمنطقة " بالاضافة الى دخول وكالة التنمية الفرنسية للعراق منذ شهر ايلول القادم و منح القروض للقطاع الخاص