عباس الغالبي كان العراق والى وقت ليس بالبعيد يمتلك امكانيات تجميع بعض أنواع السيارات ، إلا ان هذه المعامل تعطلت بشكل تام ولم يصر الى إعادة تفعيلها من جديد في وقت تجاوزت الكثير من بلدان المنطقة الى تصنيع سيارات لماركات عالمية معروفة .
مانريد قوله هنا ان السوق العراقية واعدة ونشيطة في مجال تجارة السيارات بسبب الانقطاع الذي حصل بيننا وبين الاسواق العالمية لعقود من الزمن ماجعل المستهلك العراقي بعيد عام 2003 يقتني الطالح والصالح من السيارات والسوق المحلية تبتلع آلاف السيارات ومن مناشئ مختلفة قادمة من دول الجوار الاقليمي ، بحيث الان أصبحت عبئاً ثقيلاً ألقى بظلاله على مشهد تسجيل تلك السيارات الداخلة بعد عام 2003 ، وهو بلاشك مشهد بحاجة الى ترتيب واعادة نظر من أجل تقليل عدد السيارات في الشوارع العراقية والتي تعد سبباً رئيسياً للزحامات وحوادث الطرق والفوضى التي تعم مشهد تسجيلها في دوائر المرور ومايكتنف ذلك من حالات تزوير وتلوث بيئي كبير .ومن هنا تكمن أهمية التفكير بإنشاء معامل  لتجميع أو تصنيع السيارات على غرار ماحدث في مصر من تجربة فريدة في المنطقة ، حيث سنحت لي فرصة الاطلاع ميدانيا ً على هذه المعامل لكبريات الشركات العالمية المتخصصة بصناعة السيارات ولاسيما الالمانية واليابانية وبمواصفات لاتكاد تبتعد عن المنشأ الاصلي ، حيث تستخدم الخبرات الاجنبية من الشركات الاصلية ذاتها والتي تعمل في الوقت نفسه على تدريب الكوادر المحلية من مهندسين وفنيين وكوادر وسطية أخرى سعياً لامتلاك زمام المبادءة خلال وقت قياسي ، وقد أكد القائمون على هذه التجربة المصرية نجاحها وتعامل المستهلكين معها بشكل ايجابي بسبب التقنية العالية والدقة والاسعار المناسبة ، هذا فضلاً عن المردودات الاقتصادية لهذه التجربة التي تعمل على تنشيط الصناعة المحلية وامتصاص البطالة وتحريك معاملات السوق المحلية .ومانريد أن نلفت الانتباه اليه هو ضرورة الاتفاقيات الثنائية التي عقدت بين العراق ودول صناعية يشار لها بالبنان في مجال صناعة السيارات كالولايات المتحدة الامريكية وألمانيا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية وأخيراً فرنسا حيث طالعتنا الاخبار بزيارة وزير الصناعة الفرنسي بغداد وابرامه عدداً من الاتفاقيات ومن ضمنها امكانية صناعة أو تجميع السيارات الفرنسية وهي فرصة كبيرة لاستغلال هذه الاتفاقيات سواء أكانت الحالية أم القديمة خلال السنتين الماضيتين لتطوير وانشاء قاعدة عريضة لصناعة السيارات .