اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > البغداديون يحتفلون بالمولد النبوي

البغداديون يحتفلون بالمولد النبوي

نشر في: 26 فبراير, 2010: 04:51 م

تحقيق \وائل نعمةتصوير/ سعد الله الخالديتتوقف السيارات قرب جامع النداء ولا يسمح بمرورها  اكثر من ذلك بسبب الإجراءات الأمنية ، يترجل المواطنون بشغف عبر الشارع الطويل الذي يربط الجامع بساحة عنتر ، الطريق ليس قصيرا لكن فضول السائرين يخفف الآم السير ويقصر المسافة .
كلما تقدمت خطوة تسمع أصوات الالعاب النارية تضرب بصوتها في كل أرجاء الاعظمية وترى سماءها وقد ملأتها وزينتها  الألوان المختلفة في منظر يذكرك بالاحتفالات الكبيرة التي نشاهدها في شاشات التلفزيون.مازلنا في الطريق الطويل ونحن نشاهد الأطفال وقد امسكوا بأياديهم  البالونات الملونة وارتسمت الضحكات البريئة على وجوههم ، والشباب والكبار كلهم قد بدوا في مظاهر أنيقة كأنهم يسيرون نحو حفلة كبيرة سيكونون كضيوف شرف فيها ! تململت بعض النساء الكبيرات في العمر  من طول المسافة ، الا ان رجال الشرطة والجيش سرعان ما وفروا عليها الحديث والطريق حينما بدأوا بمساعدة الأطفال والنساء الكبيرات في السن  وإيصالهن الى الساحة.ذكريات الاحتفال يقول كريم سعد احد الساكنين بمنطقة الاعظمية « تأخذ عملية التعبير عن الفرح بهذه المناسبة طرقا مختلفة، وتبدأ بتعليق نشرات الزينة مرورا بالمدائح النبوية وحتى توزيع الحلوى والطعام بين الجيران وعلى المارة في الأسواق العامة والشوارع، من قبل الأطفال وأصحاب المحال والأسواق.وأضاف وهو يحمل ( صينية ) حلويات المولد «تعودنا منذ الصغر ان يكون لهذا اليوم طعمه الخاص، حيث يتم إعداد طعام خاص ونكون سباقين بتوزيعه بين الجيران والزائرين «فيما قال عمر لطيف (40 ) سنة وصاحب محل في ساحة عنتر « عندما كنا صغارا كنا نتجول في الأزقة القديمة وننشد بصوت عال اغاني تتغنى بالمناسبة وتقام المدائح والمناقب النبوية في المساجد ، واستمرينا على هذا النهج ،لكن في السنوات الأخيرة قلت بعض هذه المظاهر بسبب الوضع الأمني.يشار الى انه بعد أحداث عام 2003غيّرت بعض طقوس الاحتفال بالمولد النبوي في بغداد ، خصوصا وسط تدهور الظرف الأمني، وبسبب فرض حظر التجوال ليلا لم يعد البغداديون  يحتفلون بعد حلول المساء خصوصا بإقامة المناقب النبوية او الاحتفالات الليلية، كذلك في بعض المناطق الساخنة أصبح التجمع محذورا خشية استهداف التجمعات كما حصل مع مناسبات عدة في العراق.كان ولن يعود !وحينما تتعدى ساحة عنتر وتتجه نحو جامع الإمام الأعظم قد تتذكر حال هذا المكان قبل سنوات حينما كانت الدماء تسال دون مبرر والعنف يحصد الأبرياء ولا يعلو صوت على صوت التطرف الديني  الذي حول المنطقة وجعلها قطعة شبيهة من (طالبان). وما يرجعك الى الواقع ويمحو من ذاكرتك قسوة تلك الأيام منظر السائرين الذين قد جاؤا من مناطق بغداد وربما حتى من محافظات اخرى واستقبال أهالي الاعظمية بالذبائح والحلويات والبعض قد اخرج سماعات خارجية واجتمع حولها الشباب يرقصون (الجوبي) ، وبالمقابل كان رجال الشرطة والجيش يقدمون المساعدة للقادمين ويسهلون دخولهم ولسانهم لا يفارقه كلمة ( أهلا وسهلا ) كلما وضع احد الجنود يده حول خصر احدهم  متحسسا اياه للتفتيش .أن الاجراءات الامنية التي اتخذتها عمليات بغداد خلال الاحتفال الذي ادت الى ارتياح شعبي وللمساجد دور بارز في هذا الاحتفال ، من خلال المحاضرات الدينية التي ألقاها رجال الدين وكذلك الأناشيد والقصائد الدينية التي تبث من خلال مكبرات الصوت . وعمد المحتفلون بالمناسبة الى تبادل التهاني وتوزيع الحلوى والعصائر بين الناس، وبعض المناطق، نظم سكانها زفات، تعبيرا عن فرحتهم، فيما تزينت المنازل بالنشرات الضوئية، واللافتات التي تهنئ العراقيين بمولد النبي. لكن احتفال الأعظمية ظل مميزا كعادته، نظراً لما تمتلكه المدينة من إرث ديني يتمثل بمرقد الإمام أبي حنيفة النعمان.يقول مروان احد أعضاء الجيش الواقفين في نقاط التفتيش بمداخل مدينة الاعظمية  « نحن اليوم في قمة السعادة حينما نرى هذه المجاميع الكبيرة تحتفل وتغني وترقص ، ونحن جدا مسرورون بحمايتهم وتأمين احتفالهم ، ونطمئنهم بأننا لن نسمح لأي احد بأن يحول هذا الاحتفال الى حزن «.ابو سحر قد جلب عائلته وأبدى ارتياحه لما شاهده حيث قال « اني ممتن للقوات الأمنية التي تحافظ على النظام وتبذل الجهد لمساعدة الحاضرين وهم يوضحون مدى التقارب والتكاتف بين المواطن والأجهزة الأمنية .بالمقابل قالت ام سحر « بأن وجود هذه الاعداد الكبيرة من المشاركين بهذا الحتفال هو دليل واضح على تحدي الارهاب وتهديدات قتل العراقيين وصورة واضحة للوحدة العراقية التي هي صفة رئيسية واصيلة لدى العراقيين لكن هناك من حاول ان يلعب على هذا الوتر لكنه فشل.»حينما تقترب من جامع الإمام الاعظم تزداد اصوات الالعاب النارية التي يفجرها الأطفال وحتى النساء على حد سواء ، والبهجة والسرور واضحة على الجميع متحدين كل خوف قد يعتريهم من شدة الازدحام الذي قد يستغله القتلة في تعكيره ، لكن لم أتوقع في تلك اللحظة ويمكن ان اكون جازما ان يكون اي شخص قد فكر بأن هناك من سيغدر بالمحتفلين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram