TOP

جريدة المدى > سينما > الـسـدة الـشـرقـيـة ومـابـين ضـفـتـيـهـا

الـسـدة الـشـرقـيـة ومـابـين ضـفـتـيـهـا

نشر في: 26 فبراير, 2010: 05:03 م

بغداد/ احمد نوفلفي عام 1963 بدأت الجرافات والمكائن حفرياتها شرق مدينة الصدر وعرف الأهالي حينها ان هذا المشروع الضخم تقوم به الحكومة من اجل حماية العاصمة بغداد لاتقاء شر فيضان نهر دجلة .
السدة الشرقية التي تعد حدا فاصلا مابين مدينة الصدر والجزء الشرقي من بغداد تمتد من نهر جسر ديالى ثم تتلوى عبر منطقة كسرة وعطش فمنطقة سبع قصور ومن ثم حي اور والشعب حتى منطقة السبع أبكار في جانب الرصافة لتلتقي بنهر دجلة هناك . ويبدو انها أهملت فيما بعد ولم تعد تلائم المهمة التي وجدت من اجلها والآن أنشئت على ضفتيها مدن ذات كثافة سكانية عالية من أشهرها (حي طارق) ومنطقة (الحميدية) و(الشيشان) وغيرها من المناطق الفقيرة والتي تغلب عليها صفة (جنس الأراضي الزراعية) وتعتبر الدور المشيدة (متجاوزة). قطاعات 39 و38 من القطاعات التي تشرف على السدة الشرقية مباشرة ومن خلال الحديث مع سكنتها عرفنا انها باتت مصدر قلق اكثر مما كان يعتقد بانها مصدر أمان للعاصمة بغداد . المواطن (محمد غنام شلش) 63 سنة ومن سكنة قطاع 38 يقول لنا :منذ فترة والسدة الشرقية شكلت لنا الكثير من المعاناة ومنها أنها أصبحت المكان المفضل لرمي النفايات ومن ثم حرقها فيكون نصيبنا منها الدخان والروائح الكريهة لا غير. أما المواطن صادق حاتم عبد السادة من سكنة القطاع نفسه فيذكر لنا, بأنها تحولت إلى مصدر إزعاج بالعكس مما كانت عليه من كونها مكانا واسعا اتخذ منها الشباب ساحات رياضية واسعة يمارسون عليها لعبة كرة القدم وتميزت بنظافتها ولكن حالها اليوم لا يسر فلقد اقتسمها باعة الخردة وشيدوا على جانبها المطل على المدينة أهرامات من السكراب والألواح المعدنية المستهلكة وصار منظرها منفرا بالعكس مما كانت عليه. بدا تدهور السدة في نهاية السبعينيات حينما تم عمل شق حفريات يبدأ من شارع مريدي وحتى نهاية المدينة من اجل تجميع مياه الأمطار ومن ثم تحويلها بواسطة شافطات الى ما بين ضفتيها فتحولت الى مستنقع آسن يفوح بالروائح الكريهة ومصدر يغذي القطعات القريبة بالهوام والبعوض أيام الصيف فحرمنا النوم على سطوح منازلنا في أيام القيظ واشتداد درجة الحرارة. اما ما يقوله المواطن غازي عبد مالك (57)سنة من سكنة القطاع 39 فغير ما ذكره من التقينا بهم :نطالب الجهات المعنية بتحويل منطقة السدة الى مكان يمكن فيه للمواطن ان يجد الشجرة وساحة اللعب والماء الجاري لاسيما وأنها معدة لان تكون نهرا رابطا ما بين نهر دجلة غربا ونهر ديالى جنوبا وانها مهيأة لان تكون من اجمل اماكن الترفيه في مدينة بغداد ولا اعلم سبب إهمالها او التفكير في جعلها كذلك . أما المواطن(...) حبذ عدم ذكر اسمه فله رأي يذهب الى جعل المناطق القريبة من السدة والتي تمتد الى مسافات بعيدة مجمعا عصريا لمدارس مدينة الصدر من خلال استغلال موقعها القريب والذي يقع على المشارف وكذلك ان النية في انشاء مجمعات سكنية عمودية قربها لابد وان يستدعي النظر في الاستفادة منها من خلال تحويل مياه نهر دجلة الى ما بين ضفتيها وزرع جوانبها حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بالمياه الجوفية بدلا من جعلها مكبا للنفايات او مصدرا مقلقا لصحة المواطن .ما يهم يمكن جعلها مرفقا سياحيا لو توفرت النيات والإمكانيات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram