TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الحُلم العظيم: كتابة رواية عظيمة

الحُلم العظيم: كتابة رواية عظيمة

نشر في: 26 فبراير, 2010: 05:12 م

عبدالكريم يحيى الزيباري من أفلاطون الذي قال في محاوراته (على الرغم مما كنت أشعر به منذ صباي من حب واحترام لهوميروس، غير أنَّ من الواجب ألا نحترم إنساناً أكثر مما نحترم الحقيقة). فردريك كوبلستون-تاريخ الفلسفة-المشروع القومي للترجمة-2002-القاهرة-ص348. وربما سيظلُّ النقاد يتناقشون طويلاً ولن يتوصلوا إلى قرار حاسم بشأن "الحلم العظيم":
 هل كان المؤلِّف عبدالله يختلقُ حادثة قتل زوج عشيقته السمراء؟ هذا الشكُّ الذي طَرَحَهُ مباشرةً على لسان البطل(ألا يُمكنْ أنْ تكون هذه إحدى الحكايات المُلَفَّقة التي ابتدعها المؤلِّف لنفسه/ أحمد خلف- الحلم العظيم- دار المدى- 2009- دمشق- ص245)وأعاد السؤال على لسان عشيقة البطل (قالت له ضاحكة: ماذا تفعل لو كان الأمرُ كلُّه مُجرَّد حكاية/ ص285). rnهذا السؤال خاص بالقارئ وحدهُ، مَـنْ الذي يملكُ حقَّ مصادرته واغتصابهِ؟ وماذا سيبقى للقارئ، إذا سلبناه أسئلته؟ وبقيت المعادلة ناقصة، فلو أنَّهُ أجاب السؤال أيضاً، لاختفت المعادلة من الوجود، ولصارَ كلُّ شيء مباشراً، ولضاع علينا الأثر المفتوح، ولوَجدَنا أنفسنا خارج الجنس الروائي وفي قفص السيرة الذاتية، (قال لها إنَّهُ صديقي شاعر يكتبُ الشِّعر. ضحكت وسألته ساخرة: أهو أفضل من مظفَّر النوَّاب/ ص33). وبدءاً من ص52 يروي الروائي بداية علاقته بمظفَّر النواب الذي انتقلَ ليُدرِّسَ اللغة العربية للصف الإعدادي للمرحلة الأخيرة، هذه العلاقة التي طالما نوَّهَ بها الروائي في حواراته ومحاضراته، وكما هي في الرواية من دون تغيير، (هذا المدرِّس المتَحَدِّر من أصول هندية بعيدة الغور في القدم ومسحة ثراء واضحة على حياته، لا تحول دون ارتباطه بالثقافة والفن، ومن ثم الفقراء والكادحين/ ص52) ومظفر النواب من أسرة ثرية، يقال أنَّ أحد أجداده سافرَ إلى الهند وأصبح حاكماً لإحدى الولايات فيها، والده فقدَ ثروته، عام 1963 اضطر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا إلى الملاحقة، المخابرات الإيرانية (السافاك) سلمته إلى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالإعدام، خُفِّف الحكم إلى السجن المؤبد، في سجن " نقرة السلمان" ثم نقل إلى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد، حَفَرَ نفقاً من الزنزانة إلى خارج أسوار السجن، عاش مع بسطاء الأهوار سنة. وينوِّه بطل الرواية بزيارته لمظفر النواب في سجن الحلة، وهو إذْ لا يذكرُ الاسم الصريح للشاعر النواب، ويُكنيِّهِ بكاتب "الريل وحمد"(مرّينه بيكم حمد, واحنه ابقطار الليل واسمعنه, دك اكهوه، وشمينه ريحة هيل).  (إنَّ نصف تاريخ الشعر الحديث هو قصة افتتان الشعراء بأنساق صاغها العقل النقدي)بحسب أوكتافيو باث، وكذلك أكثر من نصف تاريخ الرواية، أوْرَدهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ، ما هكذا تُوردُ، يا سَعْدُ، الإبِلْ، وقَدْ يُلقى في روعِ البعض، أنَّ القارئ المحترف بِصَدَد شن هجومٍ على الروائي، ولكنَّ العقول الصغيرة هي التي تناقش الشخصيات، وأنا عزمتُ الخوض في مرجعيَّـة أفكار النص الروائي، وتفكيك علائقه، لأنني منذ بداية عملية القراءة، اكتشفتُ أنَّ الفصل الأول ظلَّ أسيراً في قفص ألف ليلة وليلة، وفي الليلة العاشرة حكاية الحمَّال والبنات الثلاث والصعاليك الثلاثة، والرشيد ووزيره جعفر ومسرور السيَّاف، ثمَّ دخلَ الأمين كضيف شرف. (قالت شهرزاد بلغني أيها الملك السعيد أنه كان إنسان من مدينة بغداد وكان أعزبَاً وكان حمالاً، فبينما هو في السوق يوماً من الأيام متكئاً على قفصه إذ وقفت عليه امرأة ملتفة بإزار موصلي من حرير مزركش بالذهب فرفعت قناعها فبانت من تحته عينان سوداويان بأهداب وأجفان ناعمة الأطراف كاملة الأوصاف وبعد ذلك قالت للحمال: هات قفصك واتبعني.. فما صدق الحمال الكلام حتى أخذ القفص وتبعها إلى أن وقفت على باب دار فطرقت الباب فنزل لها رجل نصراني فأعطته ديناراً وأخذت منه مقداراً من الزيت ووضعته في القفص وقالت له احمله واتبعني)وحينَ نقلَ أحمد خلف هذا النص من ألف ليلة وليلة، رفعَ الحال فكتب(متكئٌ على قفصه/الحلم العظيم- ص16)وربما اعتقدَهُ اسم علم غير قابل للصرف، أو منعهُ من الصرف احتراماً لوزير خارجية إيران.عقدة العنوان:rnلنتسلَّل إلى الحلم العظيم، أَطفئوا النور، فقدْ وَلجَ طيفُ سلفادور دالي مُتَهَكِّـماً بالجمهور، على رؤوس أصابعه يمشي راقصاً يدور، لِيُسْدِلَ الستارة، ويسأل الحضور: لماذا "الحلم العظيم"؟ لماذا "الحلم"؟ ولماذا " العظيم"؟ أينَ الحُلُمْ؟ وأينَ عظمته؟ ينوِّه البطل الذي سمَّاه (عبدالله، المؤلِّف، الروائي) في أكثر من مرَّة بحلمهِ أنْ يكتب روايةً عظيمة، تارةً يقول كـ"زقاق المدق/ محفوظ"، وتارةً "مزيفو النقود/ أندريه جيد" الذي يقول عنه(قد فَتَحَ جيد في عالم الرواية فتحاً مذهلاً لقد أنقذها من تلك التقليدية القاتلة، وسأطلق على روايتي القادمة(لا يجوز للرواية أنْ تكون قادمة، والقدوم لذي أقدام فقط، وللرواية أنْ تكون مقبلة) عنواناً يُوحي بذلك "موت الأب") أحمد خلف- الحلم العظيم- دار المدى- 2009- دمشق- ص126). وتارةً(أضطرَّ إلى إعادة قراءة "وتشرق الشمس ثانيةً&qu

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram