اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > غسان كنفاني أقوى من الموت و النسيان

غسان كنفاني أقوى من الموت و النسيان

نشر في: 26 فبراير, 2010: 06:49 م

شاكر فريد حسنتحيي الاوساط الثقافية والشعبية الفلسطينية في هذه الايام ذكرى استشهاد المناضل والمبدع الفلسطيني غسان كنفاني الذي جعل من الفن ثورة ومن الثورة فنا مقاتلا ولم تعرف حياته الفصل بين الفكر والممارسة.
لقد كتب الكثير عن غسان الانسان والكاتب والمثقف الثوري الديمقراطي واجمع الكل على تميز شخصيته واهمية قصصه ومكانته الأدبية بين مريديه ودوره الاجتماعي والسياسي والثقافي في الحياة الفلسطينية وريادته للرواية الفلسطينية الحديثة في الشتات والمنافي القسرية، وقد قال عنه الشاعر محمود درويش >انه يقتحمنا دائما بقوة كلماته التي لا تموت، كم هم الفلسطينيون الذين كتبوا وماتوا، ولكن حبرهم كان يجف مع دمهم، كتابته هو قد تكون هي النادرة التي تصلح للقراءة بعد العودة من جنازة كاتبيها، وتاريخ تبلور النثر الفلسطيني الجديد يبدأ من غسان كنفاني).ان الكتابة الكنفانية، الروائية والقصصية تنبع اهميتها من كونها تصور الكارثة والمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني وتنقل حياة التشرد والمعاناة والعذاب والوجع الفلسطيني الى حيز الرواية الفنية، بحيث تقدم فهما عميقا للتراجيديا وادانة للتاريخ في طرفيه النافي والمنفي، وتحرص على تحقيق التطابق والتمازج والالتحام بين الهم الفلسطيني بتفاصيله الدقيقة والهموم الانسانية بعموميتها، وتنطلق من رؤية ثورية نافذة متفائلة تتطلع نحو المستقبل المشرق.. ومما قاله بهذا الصدد: >انني ارى في فلسطين رمزا انسانيا متكاملا، فانا عندما اكتب عن عائلة فلسطينية فانما اكتب في الواقع عن تجربة انسانية ولا توجد تجزئة في العالم غير متمثلة في المأساة الفلسطينية.صدرت لغسان كنفاني قبل موته اربع روايات ترسم بكثافتها رحلة العذاب الفلسطيني من الفرار الى المواجهة وهي- ام سعد: وتمثل وثيقة فنية تحمل صورة للنقلة النوعية في التاريخ النضالي الفلسطيني وتنقل حياة المخيمات التي تحولت من الذل والبؤس والظلام والاستسلام الى التمرد والرفض والثورة.- رجال في الشمس: وترصد المأساة الفلسطينية بعد النكبة ورحلة التشرد الفلسطيني بعيدا عن الوطن والارض بحثا عن رغيف الخبز من خلال شخصيات فلسطينية هي (ابو قيس واسعد ومروان) وتنتهي بالسؤال من يدق الخزان؟!- ما تبقى لكم: وفيها يدخل البطل الفلسطيني مرحلة ولوج الموت داخل الفعل التاريخي والتحدي عبر جسد الصحراء.- عائد الى حيفا: وتنفجر فيها كل تناقضات النفس وخباياها من خلال تصويره لعودة سعيد وزوجته الى حيفا التي غادرها قبل عشرين عاما بحثا عن ابنهم الذي بقي في البيت عند سقوط المدينة ليفاجأوا انه اصبح ضابطا في صفوف الجيش الاسرائيلي، لكنهم يجدون عزاءهم في ابنهم الآخر الذي يطمح للالتحاق بالمقاومة الشعبية الفلسطينية.وكان غسان اول من اهتم بأدب المقاومة الذي كتبه وانتجه الشعراء العرب الفلسطينيون في اسرائيل >فنشر دراستين عن مسيرة تطور هذا الأدب وملامحه الاساسية وهما: >أدب المقاومة في فلسطين المحتلة) و>الأدب الفلسطيني المقاوم من 1948- 1968).غسان كنفاني اقوى من الموت والنسيان ويظل بوصلة تهدي قلوبنا التائهة الى مدافئ الحب وشطآن الفرح والحرية، وهو خالد في ذاكرة شعبنا ومبدعيه، كواحد من رواد الرواية الفلسطينية المعاصرة ونموذجا للمناضل والمقاتل بالكلمة والقلم والذي افنى حياته وروحه في خدمة القضية الوطنية التحررية لشعبنا الفلسطيني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram