TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > غسان كنفاني عائد الى حيفا.. الحلم لايذبل

غسان كنفاني عائد الى حيفا.. الحلم لايذبل

نشر في: 26 فبراير, 2010: 06:56 م

مؤيد داود البصامضمن العروض التي اقيمت بمناسبة مهرجان المسرح الاردني السادس عشر ، والتي سبق ان قدمت على اكثر من مسرح في الاردن، قدمت في الىوم السادس ، على المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي .، مسرحية (عائد الى حيفا) وهي رواية الكاتب الفلسطيني الراحل(غسان كنفاني)
 قام باعدادها د. يحيى البشتاوي وغنام غنام، اخرجها للمسرح د. يحيي البشتاوي وقام بالتمثيل الفنان غنام غنام، وسينوغرافيا د. فراس الريموني ، موسيقي مراد دمرجيان، وغناء سليمان عبود وادار الانتاج نبيل كوني ، والرواية صدرت طبعتها الاولي عام 1969، وترجمت الى العديد من اللغات ، وتم تحويلها الى فلم سينمائي، اخرجه الفنان العراقي قاسم حول، وحصل على اربعة جوائز عالمية، واثارت الرواية على مدي عقود تساؤلات جمة، لما تحمله من اشارات ودلائل عن ماساة الانسان الفلسطيني، ومناقشة واقعه ما قبل وما بعد الاحتلال. الرواية في اصلها قبل الاعداد، تسرد قصة عائلة فلسطينية تسكن في مدينة حيفا، وان سيدة فلسطينية تركت ابنها البالغ من العمر خمسة شهور في البيت، لتبحث عن زوجها اثناء احتلال العصابات الصهيونية واجتياحها للمدينة، وما قامت به من بشاعة في القتل والتدمير،عندما وجهت المدفعية لتدك المدينة من تلال الكرمل العالىة، واجبار السكان على هجر بيوتهم، فقدت العائلة طفلها ، وخلال العشرين سنة من الهجرة القسرية، ظلت الام تذكر ابنها الغائب وتنتظر عودته، اما ابنهم الثاني فقد اصبح بعد ان كبر مقاوم للاحتلال، ولعدم وعي الناس كان يتعرض لانتقادات جيرانه ومعارفه ويدعونه لترك المقاومة، لانه يعرضهم الى المداهمات والمسائلة من قبل المحتل، وعندما اتيح المجال عقب حرب حزيران بزيارة العوائل التي كانت تسكن البلدات في عام 1948 ، الحت الام للذهاب للبحث عن ابنهم المفقود، ولكنهما الاب والام يفاجئا ان ابنهما تبنته عائلة يهودية، استوطنت البيت بعد نزوحهم عام 1948 ، و تغير اسمه من خلدون الى ديفيد، وهو مجند في جيش الاحتلال، ولا يريد ان يعرف سوي امه ماريانا، ويخبرهما باعتزازه بالانتماء الى عائلته التي تبنته، ويواجهما باسئلة، هي في حقيقتها جوهر ما اراد ان يقوله غسان، ان الحل للقضية الفلسطينية هو في المقاومة لاسترداد الحقوق . تحولات السرد بتحولات الواقع قام المعدان بالابقاء على جوهر النص ولكن .اضافا تغييرا يتماشي مع التطورات الزمنية والمتغيرات في مجمل الحياة على الشعب الفلسطيني، والواقع العربي والعالمي بتحويل سرد المسرحية، من اجل فهم المتغيرات ، وما احدثته على الواقع الفلسطيني، اذ تبدأ المسرحية بتقبل الاب للعزاء باستشهاد ابنه المقاوم، بعد ان اعتقل على يد السلطة الوطنية، وبايد رفاق السلاح الذين كانوا معه في خندق واحد، ما قبل تاسيس السلطة في ظل الاحتلال ، ولكنهم وتماشيا مع الاتفاقيات التي فرضت على العمل المقاوم، ومنح الاحتلال لمن تشعر منه بالخطر، حق اعتقال من تريد وبالطرق التي تراها مناسبة لها، وبهذه النقطة السردية مع اخريات، منحا النص الفعل الحاضر والواقع المستجد، برؤية تجسد تحول القوي الامبريالىة والصهيونية، من الهجوم الخارجي الى الداخلي، وتحويلها الصراع ، من صراع بين القوي الثورية المطالبة بحقوق شعبها ضد القوي الامبريالىة والصهيونية والمحتلة، الى صراع بين ابناء الشعب الواحد، بايجاد القيادات التي تنقاد الى تحالفات مع المحتل للحصول على المكاسب المادية والسلطوية، فاعطيا العمل دفقا حيويا باستشهاد الابن المقاوم في سجون الاحتلال، بعد ان اعتقلته السلطة المباركة من الاحتلال، وبلعبة مسرحية عندما اختطفته قوات الاحتلال من سجن السلطة تحت الاحتلال، ونقله الى سجون الاحتلال. استطاعا المعدان ان يقدما صورة واقعية عبر الحوار الذي تحدث به (سعيد) والد خلدون وخالد، ليكشف عبر الماساة التي عاشها عشرون عاما في انتظار لقاء ابنه الضائع و فقدان ابنه الثاني. الذي يخطتفه نفس المحتل، عندما حول الامبريالىون والصهاينة المعركة بين الشعوب نفسها واشغالهم في حروب واقتتال داخلي، لتتفرغ الى تدمير الشعوب واحتلالها ونهب خيراتها وتسييرها حسب العجلة الراسمالىة، ليفسر ليس ماساة الشعب الفلسطيني، انما كل الشعوب المضطهدة والمحتلة، وكيف قلب الامبريالىون الاية، بتصوير المناضلين والمكافحين من اجل حقوقهم وحقوق شعوبهم .، الى ارهابيين ومطاردين من قبل سلطاتهم الوطنية المزعومة، وجعل القاتل والمغتصب والمحتل، ومن معهم من الانتهازيين واللصوص والقتلة، دعاة الحرية والديمقراطية والمدافعين عن حقوق المرأة والاطفال والشيوخ، وهم اول من يسحق حقوقهم وينتهك ابسط المعايير في كرامتهم، وبهذا الخط الذي انتهجه المعدان استطاعا ان يضيفا الى العنصر الدرامي في الرواية، عناصر مهمة تتماشي وتطورات العصر والواقع ، ويزيلي القناع عما تعمل به الدوائر الامبريالىة، وحيرة الشعوب في وقوعها بين مطحنتين، وجعل لاسئلة خلدون (ديفيد) ، اسئلة مشروعة، لو كانت السلطة سلطة الشعب في حينها، لكان الشعب مستعد للدفاع مع سلطة الشعب عن الوطن، وما استطاع الغزاة والمحتلين من احتلال الوطن، ولما احتاجوا للهروب لانقطاع السبل بهم مع ما حمله الرعب بهجمة العصابات الصهيونية، لشعب لايملك ادوات الدفا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram