بغداد- المحافظات/ المدىحسم اعلان المرجعية الدينية بضرورة اجراء الانتخابات التشريعية في اجواء نزيهة، المطالب الشعبية والرسمية الداعية الى انتخاب الاكفأ بعيدا عن الوعود والتعهدات المقدمة من بعض المرشحين لشراء ذمم الناخبين.
واكد ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب جمعة كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي "على ان بذل الاموال والهدايا والوعود لحمل الناخب على انتخاب قائمة معينة او مرشح معين محرم شرعا، محذرا في الوقت نفسه من عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة لاجل قطع الطريق امام من يرفض الاسلوب الديمقراطي في انتقال السلطة وادارة شؤون البلاد وابعادها عن الانقلابات العسكرية". مبينا "ان المرجعية الدينية لا تدعم اية قائمة مشاركة بالانتخابات وان اي كلام خلاف ذلك هو غير صحيح". وقال الكربلائي خلال خطبة الجمعة ان "سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله) قد حذر من عدم المشاركة بسبب عزوف المواطن عن الانتخابات لانه سيمنح الفرصة للاخرين ممن يرفضون الاسلوب الديمقراطي في انتقال السلطة وادارة شؤون البلاد ويتخذون من العنف والاساليب غير المشروعة وسيلة لتغيير الواقع والوصول الى الحكم وفرض نهجهم على الاخرين وهذا سيؤدي الى دخول البلاد في دوامة من الفوضى وعدم الاستقراربصورة دائمية. واوضح: فمن اجل قطع الطريق امام هؤلاء وحتى لايتمكنوا من اعادة العراق الى المربع الاول فلابد من مشاركة الجميع في الانتخابات وكل ذلك من اجل ان نؤسس ونرسخ الاسلوب الديمقراطي في تداول السلطة ونبعد شبح العنف والانقلابات العسكرية عن البلاد، واما اذا ماعزف المواطن عن المشاركة في الانتخابات فسياتي يوم يندمون فيه اشد الندم على ذلك ولكن بعد فوات الاوان. وتابع الكربلائي "ان المرجعية الدينية العليا وانطلاقا من موقعها وهو الرعاية الابوية للجميع لاتتبنى او تدعم اية قائمة مشاركة بالانتخابات وان اي كلام خلاف ذلك غير صحيح ويرجى عدم الاستماع الى مايصدر من هنا وهناك من شائعات تذكر ان للمرجعية موقفا ظاهرا معلنا ولكن لها موقف آخر باطن يخالف هذا الموقف نافيا ذلك بقوله (ان المرجعية الدينية العليا اسمى واجلُّ من ان يكون لها موقف ظاهر معلن وموقف آخر مخالف له باطن فالمرجعية لاتخشى احدا ولا تتقي من احد فان كان لها موقف فهي تعلنه ولاتتردد ابدا من بيان اعلانه ). واضاف: ان المرجعية الدينية العليا تشدد على ضرورة ان يختار الناخب القائمة الافضل والاكثر حرصا على مصالح العراق في حاضره ومستقبله واقدرها على تحقيق ما يطمح اليه شعبه الكريم من الاستقرار والتقدم لذلك لايكفي اصل المشاركة بل لابد من حسن الاختيار للقائمة وكذلك المرشح فلا يكفي اختيار قائمة هي جيدة بنظر المواطن من دون ان يختار المرشح الجيد ايضا والذي تتوفر فيه صفات الكفاءة والامانة والالتزام بثوابت الشعب. ونبـّه ممثل المرجعية الدينية العليا الى اختيار القائد الجيد والمرشح الجيد حتى ولو كان تسلسله متاخرا في القائمة الانتخابية كأن يكون عشرين او ثلاثين او غير ذلك ، داعيا الى ان يتحرى الناخب جيدا عن المرشحين قبل الادلاء بصوته ويختار الافضل منهم، مؤكدا على ان بذل الاموال والهدايا والوعود لحمل الناخب على انتخاب قائمة معينة او مرشح معين هو امر غير جائز شرعا ولا اخلاقا وهو امر غير مقبول من الدين والاخلاق ومحرم شرعا كما ان المال المأخوذ هو سحت او حرام اضافة الى ان جرَّ الناخب لانتخاب قائمة معينة او مرشح معين تتنافى مع كرامة الشعب والفرد العراقي لكون هذا الشعب شعب ابي ونزيه وله كرامة يرتفع بها عن قبول الاموال لشراء ذمته. وفي ختام الخطبة نقل الكربلائي عبارة وردت من مكتب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف نصها (ان صوتك ايها المواطن العراقي وصوتك ايتها المواطنة العراقية اغلى من الدنيا ومافيها فلا تبيعوا الشيء الغالي والنفيس بثمن بخس). وفي سياق ذي صلة، حذرت امانة بغداد من سلوكيات بعض المرشحين او المروجين لبعض الكيانات السياسية ولقيامهم بأخذ تعهدات خطية من المواطنين تضمن اعطاءهم اصواتهم مقابل وعودهم بتقديم اراض سكنية في بغداد لهؤلاء الفقراء والمحتاجين. وقال بيان صادرعن الامانة امس الجمعة ان "البعض صار يأخذ من المواطنين الوثائق الرسمية موهما اياهم بأنها المستمسكات اللازمة لتمليك تلك الاراضي ولاصدار سندات تمليك بأسمائهم".واضاف " نعتقد ان هذه التصرفات المستهجنة والمرفوضة لا تشكل حجم الادراك والحس الوطني العالي التي تتمتع بها الشخصيات المرشحة والكيانات المشاركة في انتخابات البرلمان المقبلة". واوضح البيان "ان هذه الشخصيات او الافراد الذين يمارسون هذه الممارسات الرخيصة في بعض الاحياء ذات الدخل المحدود خاصة، يستعملون الضوابط والقوانين عنوانا ووسيلة للتلاعب على عقول الفقراء واستمالة قناعة الناخب من خلال هذه الاكاذيب". وتابع "ان الجهات الرقابية والقانونية ومكتب المفتش العام في الامانة شخصت تلك الاسماء والكيانات التي تنضم اليها، ونأمل من قيادات تلك الكيانات الايعاز لهم بالكف عنه
المرجعية الدينية تحرم شراء ذمم الناخبين وتدعو لاختيار الاكفأ
نشر في: 26 فبراير, 2010: 07:01 م